هذا ما سيشهده "حزب الله" بعد سقوط الأسد.. صحيفة إسرائيلية تعلن
"البعبع" جوزيف عون
يُدرك رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل انه خاص معركة خاسرة لمنع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون. فرغم محاولته الايحاء بأن المعركة لم تنته وبأن المجلس الدستوري سيشكل خشبة خلاصه وسينصفه وفريقه السياسي، الا انه يعلم تماما ان قبول المجلس الطعن العوني المرتقب سيكون من سابع المستحيلات لاعتبارات عدة ابرزها عدم استعداد الاخير لادخال المؤسسة العسكرية في متاهة كبرى في حال قبل الطعن اضف ان اجماع الاكثرية الساحقة السياسية والطائفية قبل النيابية على التمديد يجعله محصنا ويجعل اي قرار يلاقي الرغبة العونية اشبه بالدخول بمواجهة مع كل القوى التي تعتبر تأجيل التسريح مصلحة وطنية عليا كما مع البطريركية المارونية التي كانت اول من دعت للتمديد.
سيصعّد العونيون كثيرا بمواقفهم. سيواصلون جلد "القوات" و"الكتائب" واتهامهما بالعمالة للخارج. حملتهم بوجه عون قد تتراجع قليلا بعدما كسر باسيل كل الاعراف المتبعة ووجه اتهامات ونعوت غير مسبوقة لقائد للجيش لا يزال في موقعه. اما التعامل مع حزب الله الذي يعتبره غطى التمديد رغم مسرحية خروج نوابه لحظة التصويت على اقتراح القانون، فلن يتغير كثيرا. الطلعات والنزلات في علاقة الطرفين ستتواصل. فمصالحهما تتقاطع في هذه المرحلة اكثر من اي وقت مضى واعلان الطلاق لن يخدم ايا منهما والا لأقدما عليه منذ زمن.
ولم يعد خافيا ان حزب الله تعاطى بالكثير من الدهاء مع ملف التمديد لعون. راعى حليفه العوني بالشكليات تفاديا لكسر الجرة معه لكنه غطى تأجيل التسريح دون تردد. اذ تؤكد المعلومات انه كان جاهزا لذلك منذ جلسة مجلس الوزراء الشهيرة التي كان يفترض ان تقر تأجيل التسريح قبل ان يتم تأجيلها دون اعطاء اي مبرر. بوقتها تواصل الرئيس السابق ميشال عون مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لوقف هذا المسعى. أُبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حينها بتأجيل الجلسة عسى يتم ايجاد مخرج يرضي العونيين. الا ذلك لم يحصل نتيجة تشدد باسيل في التعامل مع ملف التعيين ووضعه شروطا اعتبرها "الثنائي الشيعي" وميقاتي تعجيزية.
اليوم يشيع حزب الله جوا بأن تشدد باسيل هو الذي ادى للتمديد لعون وبأنه (اي الحزب) قام بما عليه وزيادة لارضاء "التيار" لكنه لم يفلح. وهو وباطار خطة محكمة يروج لان الامور قد تخرج من بين يديه وتؤدي لانتخاب عون رئيسا. وان كان لم يتضح بعد ما اذا كان ذلك يندرج باطار التمهيد لتسوية اميركية- ايرانية مقبلة لانتخاب عون بعد التمديد له، او انه باطار السعي لتخويف عون من هكذا سيناريو للموافقة على انتخاب رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.
وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان "الحزب يعمل بدهاء غير مسبوق. هو وبالتمديد لعون اوصل رسالة حاسمة لباسيل مفادها بأن عدم قدرته على التصدي للتمديد لجوزيف عون قد ينسحب ايضا على الملف الرئاسي في المرحلة المقبلة.. اي انه يقول له بطريقة او بأخرى بأنه ولتفادي وصول جوزيف عون "البعبع" الى القصر الجمهوري عليك ان تسارع للسير سليمان فرنجية".
من جهته باسيل الذي تلقى صفعة قوية، يبدو متخبطا. فموقفه الاخير بعد تبلغه بأن التمديد حاصل لا محال، والذي اعتبر فيه ان هذا القرار هدفه اغاظته حصرا، يؤكد بما لا يقبل الشك ان الموضوع شخصي جدا بالنسبة له. كيف لا وهو اتهم عون علنا بعدم الوفاء وكأنه كان يريد منه تحويل الجيش مؤسسة عونية تأتمر مباشرة من ميرنا الشالوحي!
بالمحصلة، وبمعزل عن "الصريخ" والسجال السياسي الذي سيتواصل في الايام المقبلة بمحاولة من كل فريق سياسي لتثبيت انتصاره في هذا الملف وخسارة الفرقاء الآخرين…ستأتي فرص الاعياد لتقلب صفحة التمديد رغم الطعن العوني المرتقب للحفاظ على ماء الوجه..اما الثابت الوحيد بأن قوى الداخل والخارج المؤيدة لجوزيف عون نجحت بتمديد حظوظه الرئاسية وتثبيته اكثر من اي وقت مضى المرشح الابرز لخلافة ميشال عون!
بولا أسطيح-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|