القوات بدل التيار.. هل هذا ما يخطط له بري؟
لا يقرأ مطلعون على مسار جلسة جمعة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون من زاوية العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي في الاساس ضربها اهتزاز ثقة عميق بعد الانتخابات النيابية الاخيرة، بل يدققون أكثر في دور الرئيس نبيه بري الذي كان نجم تلك الجلسة وطباخها على مدى أسابيع مع مختلف الكتل وعلى رأسها كتلة الجمهورية القوية.
تمكن الرئيس نبيه بري بحنكته من سحب شرعية جلساته من قبل القوات اللبنانية واستدرجها الى حلبته النيابية بحجة التمديد لقائد الجيش، في حين كان الرجل يُعد عدته لضرب التيار الوطني الحر بهذه الخطوة عبر اعادة التواصل مع طرف مسيحي آخر لا يقل وزنا عن التيار وهو القوات اللبنانية. وعلى عكس نواب التيار الذين انسحبوا من المشهد الاعلامي بعد جلسة الجمعة عقب تلقيهم صفعة التمديد، كان نواب الجمهورية القوية يصولون ويجولون عبر الاعلام متحدثين عن نصرهم العظيم من دون ان يغفلوا دور الرئيس بري المميز وكيفية ادارته لهذه الجلسة وهم الذين هاجموا الرئيس بري على مدى اشهر متهمين اياه بعرقلة الاستحقاق الرئاسي. نواب القوات الذين هاجموا بري على مدى أشهر بحجة تعطيل مجلس النواب وعابوا عليه التشريع في زمن الفراغ، عادوا اليوم الى الحلبة النيابية في طبخة تشريع أثمرت تمديدا لقائد الجيش العماد جوزاف عون ومدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان. ولكن هل يقتصر المشهد على هذه الخطوة أم أن ما جرى مقدمة لاستحقاقات أُخرى يعمل عليها بري مع تكتل الجمهورية القوية.
تؤكد مصادر نيابية مطلعة لـ "ليبانون فايلز" أن ما جرى يوم الجمعة تطور كبير في العلاقة بين القوات والثنائي الشيعي، مشيرة الى أن الرئيس بري عمل على هذا الاخراج بالتوافق مع كتلتي الموالاة والمعارضة، ونسَّق مع حزب الله على الانسحاب من الجلسة مقابل ابقائها مفتوحة الى أن يصل نواب التغيير والمعارضة والكتائب لتأمين نصابها اضافة الى مونته على ما يقل على ثلاثين نائبا من ضمنهم التكتل الوطني وفيصل كرامي وغيرهم من المقربين للثنائي. أراد بري ارضاء الشارع السني بالتمديد للواء عماد عثمان وتواصل مع طرف المعارضة وطلب منهم التوافق على قانون التمديد المقدم من تكتل الاعتدال الوطني في مقابل اظهار القوات في موقع المنتصر على التيار الوطني الحر الذي خسر داخل الحكومة وفي ساحة النجمة. نجح السيناريو المرسوم والذي وصل الى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قبل ساعات من الجلسة ولكنه لم يُفلح في صده لأن حسابات حزب الله في هذه الايام لا يمكن أن تأخذ في عين الاعتبار ما يريده باسيل أو يطمح اليه، خصوصا وأن التمديد للعماد جوزاف عون اليوم مرتبط حكما بوحدة المؤسسة العسكرية التي لا يحتمل الحزب انهيارها.
وتشير المصادر الى أن الرئيس نبيه بري انتقل الى الخطة باء الرئاسية وهي التواصل المباشر مع حزب القوات اللبنانية بتفويض من حزب الله للوصول الى مخرج مناسب لهذا الاستحقاق، مشيرة الى أن الضغط الخارجي يفعل فعله مع مختلف الاطراف بمن فيهم حزب الله المحرج اليوم من أي تصعيد قد يدفع لبنان نحو حرب غير معلنة النتائج على المستويين الداخلي والخارجي، كما ان الحديث عن طاولة مفاوضات اقليمية دولية بعد حرب غزة يتطلب من لبنان تهيئة الاجواء لانتخاب رئيس للجمهورية يكون على طاولة المفاوضات كما أن التاخير اكثر سيزيد الشرخ والانقسام بين القوى السياسية.
لا شك بأن الرئيس بري لعب دورا كبيرا لاقناع النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، كما ان الرجل استوعب الضغط الخارجي وتحديدا الاميركي وكان ترجمة لقبول حزب الله بهذا التمديد، اضافة الى ذلك سجل الرئيس بري هدفا في مرمى التيار وهو يحاول اليوم استحضار القوات اللبنانية الى ملعب الثنائي لتكون بديلا عن دور التيار في الساحة المسيحية.
علاء الخوري -ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|