إيمييه: "إنّهم مجانين ولا يمكن اجتناب حربهم على لبنان"؟
قالت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا قبل مغادرتها لبنان الذي زارته لساعات "إن الوضع في الجنوب خطير وإن هناك خطراً من جرّاء استمرار هذه الدوامة وعلى كل الأطراف مسؤولية منع اشتعال المنطقة. إن مستوى التوتر على جانبي الخط الأزرق خطير جداً. إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى منها والوضع خطر جداً. يجب تطبيق الـ1701 وتفادي التصعيد. مرّرنا رسائل بذلك الى "#حزب الله". على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية ويعني ذلك انتخاب رئيس للجمهورية. لبنان بلدٌ صديقٌ لفرنسا وهي لن تدّخر جهداً لمساعدته وهو اليوم في موقع ضعف. يجب أن نتحدّث بصراحة". وقال جان كلود إيمييه رئيس المخابرات الفرنسية الخارجية بعد زيارة أخيرة لإسرائيل ثم للبنان قبل زيارة كولونا بمدة قصيرة جواباً عن سؤال صديق لبناني له: يُقال إن إسرائيل ستضرب لبنان خلال 48 ساعة فهل هذا صحيح؟ أجاب: "إنهم مجانين Ils Sont Fous"، وتابع: "يبدو أن الحرب على لبنان و"حزب الله" صارت Inevitable أي لا يمكن اجتنابها".
هل الحرب المُشار إليها صارت حتمية؟ تفيد معلومات متابعين لبنانيين للحركة السياسية في بلادهم كما للحركة الديبلوماسية في دول المنطقة أن الموفد الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين قال مرّات عدّة بعد حرب إسرائيل على غزة و"حماسها" بعد "طوفان الأقصى" للشخصيات اللبنانية التي يتواصل معها: "إننا نستطيع أن نحلّ مشكلة الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل مثلما حللنا مشكلة الحدود البحرية بترسيم قبلته حكومتا الدولتين وبوشر تنفيذه. لكن التطوّر الخطير الذي حصل منذ 7 أكتوبر الماضي وبعد ردّ إسرائيل عليه بحملة عسكرية شرسة لم تنتهِ بعد جمّد تنفيذ الحلّ الذي تمّ التوصّل إليه. وترسيم الحدود البرّية يحلّ الخلاف على النقاط الـ13 على "الخط الأزرق" الذي اعتُمد بعد مفاوضات غير مباشرة قادتها قوات "اليونيفيل". ويُحَلّ الخلاف على قرية الغجر بموافقة إسرائيل على إعادة القسم اللبناني منها الى لبنان. ويتم الاتفاق في الوقت نفسه على طريقة أو خطة لتنفيذ القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن بعد حرب تموز 2006 بين لبنان و"حزب الله" من جهة وإسرائيل من جهة أخرى".
وتناولت الأحاديث بين هوكشتاين والشخصيات اللبنانية التي يتواصل معها مشكلة سلاح "حزب الله" الذي تصرّ إسرائيل على إبعاده عن حدود لبنان معها الى المنطقة الواقعة بعد مجرى نهر الليطاني شمالاً. كان رأيها "أن الـ1701 تحدّث فقط عن السلاح. لكن ماذا عن خروقات إسرائيل له التي تجاوزت الـ30 أو 33 ألفاً؟ تريدون إخراج صواريخ "حزب الله" الى ما وراء منطقة عمليات القوات الدولية التي تبدأ ربما بمسافة ثلاثة كيلومترات لكنها تنتهي بنحو 44 كيلومتراً فهل تعتقدون أن "حزب الله" لا يمتلك صواريخ مداها أكبر أو بالأحرى أكبر بكثير من 44 كيلومتراً؟ هذا "الحزب" لديه صواريخ متوسطة المدى وطويلة المدى وسيبقى قادراً على استهداف إسرائيل بنجاح من أي مكان في لبنان كان فيه إن لم يتم إيجاد حل لكل المشكلات التي يسعى والدولة اللبنانية الى حلها".
ماذا عن موقف نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل من ضرب لبنان أي من شنّ حرب ساحقة ماحقة عليه وهذا أمرٌ يتداوله الشارعان الشعبي والسياسي الإسرائيلي المعروفان بيمينيتهما المتشددة؟ تفيد المعلومات الواردة من العاصمة الإسرائيلية الى أكثر من جهة ديبلوماسية أجنبية ولبنانية كما الى جهات لبنانية عدة "أن نتنياهو مصرّ على ضرب لبنان لأنه يشعر بأنه "مجروح". فهو أُصيب في غزة بجرح كبير وواسع وخطير على يد "حماس" وجناحها العسكري أي "كتائب القسام". وهو يمكن أن يصاب مرة ثانية بجرح مماثل من حيث الخطورة على يد "حزب الله" ولبنان الذي هو جزء أساسي منه مثلما هو جزء من منظومة إقليمية أسّستها إيران الإسلامية من زمان ولا تزال تقودها حتى الآن. وهو أي نتنياهو لا يريد ذلك على الإطلاق". وتفيد المعلومات نفسها أن جهات معيّنة لبنانية طرحت سؤالاً على كل من يسعى من أصدقاء لبنان مثل فرنسا والولايات المتحدة و"عرب السلام" مع إسرائيل هو الآتي: هل تشنّ إسرائيل نتنياهو حرباً مدمّرة على لبنان تعيده الى العصر الحجري، وهل يُحقّق ذلك غايتها وغايته؟ يمتلك "حزب الله" ترسانة صاروخية متنوّعة ومتطوّرة يراوح مداها بين مئة و1500 كيلومتر على الأرجح ولديه جيش من عشرات الآلاف مدرّب جيداً وممتلك خبرة واسعة من جرّاء مقاومته لإسرائيل 18 سنة ثم شنّ حرباً لإخراجها من لبنان عام 2000 ونجح في ذلك. كما اشترك في الحرب مع نظام الأسد مع الذين ثاروا عليه عام 2011 وبعدهم على التنظيمات الإسلامية الإرهابية ونجاحه في منعها من الانتصار طبعاً بعد تدخل روسيا عسكرياً الى جانبه عام 2015. لهذا فإنه قادر بدوره على إعادة إسرائيل الى العصر الحجري أيضاً. وما فعلته "حماس" بإسرائيل يستطيع "الحزب" القيام بمثله وربما أكثر. طبعاً قد لا تكون لـ"حزب الله" القدرة على الانتصار عسكرياً على إسرائيل لعدم امتلاكه سلاحاً جوياً لكنه قادر على التدمير كما على مفاجأة نتنياهو وشعب إسرائيل مثلما فعلت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي ومثلما تفعل اليوم في مواجهتها جيشه المدرّب والممتلك كل ما يحتاج إليه من أسلحة".
ما موقف أميركا من "شهوة" نتنياهو تلقين لبنان درساً حربياً لا ينساه؟ تفيد معلومات المتابعين اللبنانيين أنفسهم لما يجري في لبنان وللتحركات الإقليمية والدولية الراهنة "أن أميركا غطّت إسرائيل في حربها على غزة ولا تزال وستُبقي "عسكرها" البرّي والبحري والجوّي بالقرب منها لكن لا رغبة لديها في ضرب لبنان خلافاً لنتنياهو ودافعه ربما هو شعوره أن له ثأراً شخصياً على "حزب الله". هل ينفّذ حربه؟ لا أحد يعرف، علماً بأن أميركا أعطته مهلةً وإن مطّاطةً لإنهاء حربه في غزة بوقف نار ثم محادثات... لكنه يريد أن يورّطها".
"النهار"- سركيس نعوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|