من عكار الى الجنوب... الـ NGOs الايراني يتمدد
يتّهم خصوم طهران في لبنان، حزب الله وفريقه السياسي الذي يضم احزابا "مسيحية وعلمانية وسنية" بالتمدد داخل المناطق التي من المفترض أن تكون بيئة حاضنة لهؤلاء الخصوم، ولكن وبعد قراءة متأنية للوقائع يتبين فيما بعد أن مناصري تلك الاحزاب هم من باعوا عقاراتهم بالفريش للمحور الايراني لقاء تذكرة سفر يغادر بها لبنان نحو بلاد الاغتراب.
النفس الطويل الايراني ينسحب أيضا على محور طهران في لبنان. فرغم كل المواقف الشاجبة والرافضة لهذا التمدد والمؤتمرات الصحافية التي تُعقد من قبل الفريق المناوئ لسياسة ايران في لبنان، نجد مؤسسة جهاد البناء في عكار تنشط وتدعم المزارعين ومربي النحل وغيرها من المشاريع داخل القرى المحسوبة على تيار المستقبل ومن البيئة السُنية التي تؤيد الخط السعودي. لا يكترث فريق طهران بكل "هدير" المواقف، فيتقدم عبر رجال أعمال معروفين لشراء أراض محيطة بمطار القليعات ولا يتردد أيضا بدفع المبلغ بالفريش دولار مع بعض الاغراءات التجارية لأصحاب العقار.
يضع "محور الممانعة" خطة ويسير وفق ما هو مرسوم، لا ينصت كثيرا لكل ما يحكى عبر الاعلام طالما أن المشروع الذي يعمل على تطبيقه يسير بانتظام وبمساعدة أطراف داخلية قد يحسبها البعض على فريق تيار المستقبل أو حتى القوات اللبنانية. واذا اقتضى الظرف التوجه نحو العلمانيين فهو لن يتردد بتوفير هذه الفئة، فالمحور يضم "كوكتيلا" يجمع فيه الجماعة الاسلامية مع مدرحية أنطون سعادة والحاد كارل ماركس، كل ذلك من أجل المشروع الكبير المتشعب العناوين.
دخلت ايران ايضا سوق الـ ngos في لبنان مع تمويلها أكثر من جمعية وشركة تُعنى بقطاعات زراعية وتعليمية واعلامية، وصولا الى الجمعيات المتخصصة بالاحصاءات وكتابة التقارير المناطقية. ويأتي التمويل الايراني أيضا لمجموعة كبيرة من الاعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد نشط هذا المطبخ في السنوات الخمس الاخيرة وبات يسيطر على السوق الاعلامي كما الاعلاني ويتحكم بلعبة الـ"تراند" على تويتر وغيرها من التطبيقات عند أي خبر يريد محور طهران ابرازه في لبنان.
ad
أما قطاع التعليم، فالتمدد يُترجم عبر شركات تقوم بالاستثمار في المدارس الخاصة التابعة للارساليات الاجنبية والرهبانيات، وقد استغل المحور الانهيار المالي الذي أصاب تلك المدارس ودخل على خط الاستثمار التعليمي من خلال شركات بأسماء غربية جذابة، وفي كثير من الاحيان تتولى أسماء معروفة من البيئة العلمانية المسيحية التفاوض مع ادارة تلك المدارس لاقناعها بتفويض الجمعية ادارة المدرسة لتبدأ بعدها رحلة تغيير المنهج التعليمي بما يتوافق مع تطلعات المحور.
تمدد فريق طهران في البيئة المسيحية والسنية وتحديدا في طرابلس وعكار، هو حكما وليدة التخبط في ادارة هذا الملف من قبل الدول العربية كالسعودية الامارات وقطر، حيث انشغلت هذه الدول قبل سنوات في تصفية مشاكلها داخل البيئة السنية، فلاحقت الامارات تركيا وقطر لاسيما في المشاريع التي نفذتها في قرى عكار وطرابلس، فيما انكفأ الدور التنموي للسعودية واكتفت الرياض بتمويل بعض الاحزاب والشخصيات الاعلامية والسياسية للتحريض على الحزب، فلعبت هذه الشخصيات دورا ايجابيا لدى بيئة حزب الله ومحوره حيث عاد من كان منتقدا لأداء الحزب الى كنف محوره بوجه كل من يهاجم مشروع الحزب الشمولي والذي يتمدد ليطوق مناطق الخصوم.
اليوم تؤكد طهران انها قوة لا يُستهان بها في لبنان لاسيما وأنها تمكنت من فرض نفسها داخل الدولة وفي بيئات كانت بعيدة عن مصالحها، وعلى الرغم من الاصوات التي تحذر من مخاطر المشروع الايراني في لبنان والتغيير الديمغرافي الذي بدأ في بعض المناطق ذات الطابع الطائفي الحساس، يبقى حزب الله ومعه مجموعة من الاحزاب الاساسية في الداخل، قوة لا يُستهان بها وأي مشروع لمواجهة هذا التمدد عليه أن يكون منظما وواقعيا ولديه مرجعية واحدة تحركه، لا مرجعيات ومصالح وكل شخص ينادي أنه أُمة قادرة على ادارة مصالحها.
علاء الخوري - ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|