5 أولاد خلال 6 أو 7 سنوات من الزواج... من هنا تبدأ أزمات الشرق الأوسط...
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
لا خلاف على أن الزواج والإنجاب، هما من الوسائل التي تجعل الإنسان مُشارِكاً لله في الخلق.
مشكلة كبيرة
ولكن عندما تُصبح الأوضاع العسكرية والاقتصادية ضاغطة جدّاً، وبشكل مُستدام في عدد من المناطق المُشتعِلَة، وبطريقة تزيد الحاجة الى المساعدات الإنسانية الأجنبية، الغذائية والطبية، وسط حروب مستمرّة، وموجات من النزوح واللّجوء، ومن الهجرة والموت في بحار العالم... لا يعود إنجاب 5 أولاد خلال 6 أو 7 سنوات من الزواج، مشاركة لله في الخَلق.
كما أن عدم وضع حدّ ولو بشكل مرحلي، ولو في بعض الأقاليم والمناطق "المُتعَبَة" اقتصادياً وعسكرياً، لتعدُّد الزوجات، ولمعدّلات الإنجاب المرتفعة جدّاً، لا يعود مشاركة لله في الخلق، بل مشكلة ديموغرافية ذات أبعاد سياسية، ومفاعيل اقتصادية، ومعيشية... هائلة.
لمدّة معيّنة؟
فالى أي مدى يُمكن لمسألة مثل تحديد أو تنظيم النّسل، ولو لمدّة معيّنة، أن تكون مُفيدة لتمكين بعض مناطق الشرق الأوسط من القيام بأداء أفضل خلال المواجهات والحروب التي تُشَنّ عليها، ولجعلها أكثر استقلالية عن الحاجة الى المساعدات الأجنبية، وشروطها السياسية؟
ثقافات
أشار اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي الى أن "التغيير الديموغرافي الذي يحصل في المنطقة، بدأ بالحرب على العراق، واستُكمِل بالحرب على سوريا، وهو يلحق الثقافات، ويقوم على أساس جمع مجموعات شعبية من نفس الثقافة بمكان واحد مع بعضهم البعض".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك علاقة بين الحروب من جهة، وبين الثقافات الاجتماعية من جهة أخرى. فعلى سبيل المثال، نلاحظ مثلاً أن المجموعات التي لديها ثقافة تحديد أو تنظيم النّسل من كافة الطوائف، هي التي تركت العراق وسوريا، وهي التي تهاجر من لبنان، أكثر من المجموعات التي ليس لديها تلك الثقافة. وهذه أمور مرتبطة بثقافة معيّنة أكثر ممّا لها علاقة بالدِّين أو الطائفة".
وأضاف:"إذا نظرنا الى نِسَب الإنجاب في صفوف اللبنانيين، وقارنّاها بمستوى الإنجاب الذي لدى النازحين السوريين في لبنان، نجد أنها بنحو 1 الى 4 أو 1 الى 5 تقريباً، وهو ما نلاحظه في القرى أكثر من المدن. كما نجد أن "الترانسفير" الذي لحق بمليونَي شخص تقريباً من سوريا باتجاه لبنان خلال السنوات الماضية، قد يتحوّل الى 5 ملايين سوري تقريباً، خلال 10 سنوات مثلاً. وهذا يترافق مع "ترانسفير" يطال شريحة لبنانية من مختلف الطوائف، قادرة على أن تترك البلد، فيما يبقى هنا من هم من ثقافة متقاربة، ولا يمتلكون القدرة على المغادرة، وهم من طوائف مختلفة أيضاً. وبالتالي، حروب المنطقة ليست بريئة من عملية "الترانسفير" التي تحصل في صفوف الشعوب".
مصالح
وأوضح شحيتلي أن "نتائج موجات الهجرة نحو أوروبا، هي أن الأوروبيين يأخذون الأشخاص والعائلات، ويعملون عليهم ليجعلونهم يتبنّون الثقافة الأوروبية. فقد يحصل ذلك خلال 10 أو 15 عاماً، وهي المدّة الكافية لإعدادهم أيضاً وفق الحاجات التي تجعل الدول الأوروبية تستفيد منهم، كيد عاملة، وخبرات مهنية، وعلى مستويات أخرى".
وتابع:"الأوروبيون يختارون من بين المهاجرين. فمن يعجبهم يُبقون عليه، ومن لا يعجبهم يضيّقون عليه ليرحل. وبالتالي، سياساتهم تحمل أهدافاً معيّنة، إذ إنهم يختارون النّخبة من بين المهاجرين، وهم لا يدفعون أموالهم من أجل مساعدات إنسانية للنازحين واللاجئين مجاناً، ولا من أجل المساعدة فقط، بل للاستثمار بتلك الأموال في وقت لاحق بحسب مصالحهم".
المؤسّسة الدينية
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت أي محاولة لتحديد أو تنظيم النّسل قادرة على إشعال مواجهات بين المؤسّسات الدينية في العالم العربي، وبين السلطات السياسية في الدول العربية، أجاب شحيتلي:"المؤسّسة الدينية في كل الدول العربية تعمل تحت أجنحة السلطة السياسية".
وختم:"لا يوجد مؤسّسة دينية قائمة بذاتها، أو تُصدر فتاوى من خارج السلطة، أو لا تناسب السلطات السياسية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|