آخر الأخبار

إسرائيل تنفّذ تهديداتها من لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من دون الاعتراف رسمياّ بعملية الاغتيال، أقدمت مسيّرة إسرائيلية على استهداف مكتب حركة حماس في المشرّفية قلب الضاحية الجنوبية لبيروت وعرين قيادة حزب الله. أعلنت مراراً انها ستغتال مسؤولي الحركة أينما وُجدوا في مصر وتركيا وقطر ولبنان، لكنها لم تُقدم على ذلك على الأراضي التركية او المصرية أو القطرية لأنها تدرك تماماً أن قيادات هذه الدول لن تحارب من أجل قيادات حماس، فاختارت لبنان، ليس لأنه الحلقة الأضعف، بل لأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد رسم حدوداً للمواجهة مع الجيش الإسرائيلي، ووضع خطوطاً حمراء من ضمنها الإقدام على أي مغامرة مماثلة وإغتيال أيّ قيادي فلسطيني على الأراضي اللبنانية متوعداً بأن أي عمل من هذا النوع لن يمرّ مرور الكرام، وهو ما أكد عليه في بيان إدانة إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري ومن معه.

لماذا لبنان؟ لأن الحزب سيرد على العملية وسيقاتل من أجل ردّ الصاع صاعين، وهو ما تريده إسرائيل وقيادتها المتهوّرة من جرّ حزب الله إلى الحرب الشاملة ومعه الولايات المتحدة الرافضة لتوسيع جبهات الحرب لتشمل الجنوب اللبناني، وهي لهذه الغاية توفد المستشار الرئاسي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين إلى المنطقة في محاولة لنزع فتيل التفجير على طرفي الحدود عبر حلّ إشكالية النقاط المتحفّظ عليها لبنانياً على جانبي الخط الازرق، علّه ينجح بإعادة ما تحتله إسرائيل إلى السيادة اللبنانية فتنتفي حجج حزب الله لحمل السلاح ومراكمته في المخازن ما يشكل خطراً دائماً لاشتعال الجبهات بين لبنان وإسرائيل.

توقيت العملية التي لم تعترف بها سلطات تل أبيب بشكل رسمي لكنها أوضحت أنها لا تستهدف لبنان ولا حزب الله، جاء عقب الإعلان عن نية حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد فورد" وكل السفن المقاتلة المرافقة لها شرقي المتوسط العودة إلى الولايات المتحدة.

ما قامت به إسرائيل عند الخامسة وأربعين دقيقة من مساء يوم الثلاثاء في الثاني من كانون الثاني العام 2024 يسبق بساعات قليلة إطلالة معلنة للسيد حسن نصر الله، ويفتح مسارات جديدة للحرب التي ظلت مضبوطة حتى لحظة الاغتيال وتنفيذ الجريمة في عقر دار الحزب، وكلنا يتذكر ما اوردته وكالة بلومبيرغ الأميركية من أن أي حادث كبير قد يشعل الجبهة اللبنانية ويجر الحزب إلى حرب غزة حيث يغرق الجيش الإسرائيلي بوحول معركة برية كبّدته خسائر بشرية ومادية ضخمة وأرخت بثقلها الاقتصادي على إسرائيل.

إغتيال العاروري ورفاقه من القيادات العسكرية والسياسية لحماس في لبنان سارعت واشنطن للتأكيد بأنه لم يكن منسقاً مع الإدارة الأميركية، فيما كشف مسؤولان أميركيان أن إدارة جو بايدن أُبلغت به لحظة تنفيذه.

أظهرت عملية الاغتيال قدرة تل أبيب بكل أجهزتها الاستخبارية والعسكرية على تحديد الهدف والتنفيذ بشكل نظيف أي من دون أن يكون بين الشهداء لبنانيون، كما أكدت بما لا يقبل أدنى شك وجود جيش من العملاء المتغلغل في بيئة حزب الله والفلسطينيين معاً، يزودها بأدقّ التفاصيل ما جعل العملية دقيقة إلى هذا الحد، كما أظهرت أن بنيامين نتنياهو لا يقيم وزناً لآراء الإدارة الأميركية، أقدم على اغتيال العاروري وما يمكن أن يتبعه من مخاطر اندلاع حرب شاملة تبدأ في الضفة الغربية ولا تتوقف عند الجبهة اللبنانية، ما سيجبر القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط على الإنخراط فيها رغماً عن إرادة الرئيس الأميركي الذي بات يدفع غالياً ثمن الدعم المطلق لإسرائيل في حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة ولا يقوى على وقفها فيما الشعب الأميركي يسدد التكلفة من أموال الضرائب.

فهل ينجح نتنياهو بجرّ الولايات المتحدة وحزب الله إلى مربع الحرب الإقليمية التي يريدها منذ فجر السابع من تشرين الأول 2023 وعملية طوفان الأقصى؟

 

ليبانون فايلز  - جاكلين بولس

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا