شروط وصول فرنجيّة الى بعبدا: إقناع الرياض وأحد الأقطاب المسيحيين
كان واضحاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عندما قال أن ترشحه الى الرئاسة هذه المرة سيكون الأخير بحال لم يصل الى بعبدا، رغم أنه كان واقعياً الى درجة كبيرة جعلته مقتنعاً بأن الحظوظ التي يملكها، وإن كانت أفضل من المرة الماضية، إلا أنها لا تعني أنه سيكون رئيساً لجمهورية لبنان، في حال وقع التوافق على غيره، وذلك على الرغم من تأكيد فرنجية أنه من أبرز المرشحين القادرين على «الجمع».
منذ بداية الانقسام التقليدي بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، كان رئيس تيار «المردة» يصنف على أساس أنه أحد صقور الفريق الأول، لا سيما أنه يتمتع بعلاقات أكثر من ممتازة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهو لم يتردد يوماً في الإعلان عن تموضعه أو مواقفه بشكل واضح لا يقبل اللبس.
في المقابل، كان من الواضح أن رئيس «المردة»، منذ العام 2016، يسعى إلى أن يظهر بموقع الشخصية القادرة على التواصل مع مختلف الأفرقاء، ليس من الموقع الوسطي الذي يدوزن مواقفه جيداً بل من موقع الإنفتاح على الجميع بهدف البناء على المشتركات، وهو ما عبر عنه أول من أمس عبر الحديث عن أن الجميع يتفق على 80 بالمئة من الأمور، ويجب التركيز على هذه النسبة دون إغفال ضرورة الحوار حول العشرين المتبقية.
في هذا المجال، ينطلق فرنجية من تصور رئيس المجلس النيابي نبيه بري للأمور، أي السعي إلى إبرام التفاهمات تحت سقف الحفاظ على إتفاق الطائف، الأمر الذي يرفع من حظوظه في الوقت الراهن، بالنظر إلى أن الحفاظ على هذا الاتفاق بات أولوية لدى العديد من الأفرقاء المحليين والخارجيين، خصوصاً المملكة العربية السعودية.
اليوم من الممكن الحديث عن أن رئيس تيار «المردة» قادر على تمثيل الرئيس التوافقي، لا سيما أنه يحظى بعلاقات جيدة مع غالبية الأفرقاء، لكنه في المقابل يواجه العديد من المطبات التي يسعى إلى تجاوزها، بدءا من تصنيفه على أساس أنه مرشح «حزب الله»، بالرغم من أن الحزب لم يعلن عن تبنيه أي مرشح حتى الآن، وصولاً إلى أنه لا يحظى بدعم أي من الأفرقاء المسيحيين الأساسيين، أي «التيار الوطني الحر» أو حزب «القوات اللبنانية».
من حيث المبدأ، قدرة فرنجية على الوصول إلى رئاسة الجمهورية تتوقف على وجود تسوية خارجية قادرة على رعاية هذا الأمر، تحديداً إقناع الرياض بأن الرجل لا يمثل تحدياً لها، وهو ما لن يكون سهلاً على الإطلاق، نظراً إلى أن المملكة لا تريد التسليم بأي هزيمة حتى ولو كانت شكلية، على أن يتولى «حزب الله» إقناع «التيار الوطني الحر» بالتصويت لصالحه لاحقاً، أو على الأقل ترك الحرية لأعضاء التكتل بالتصويت له.
حتى الآن، لا معطيات تؤكد أي تقدم لرئيس تيار «المردة» على هذا الصعيد، لكن الأكيد أن الرجل يسعى إلى أن يقدم نفسه بصورة الشخصية التوافقية القادرة على لمّ الشمل، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة معها من معطيات جديدة، فهو القائل دائماً أن الحسم في هذا الإستحقاق رهن بالظرف، أي بالمعطيات التي ستكون حاضرة في لحظة الحسم، التي لم يحن آوانها بعد على ما يبدو، مع التأكيد أن فرنجية يبقى أحد أهم المرشحين القادرين على الوصول الى بعبدا.
محمد علوش - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|