الصحافة

خسائر "حزب الله" العسكرية وتضاؤل نَمَط الردع

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعلن تل أبيب في منحى تلقائيّ خسائرها العسكرية المتكبّدة نتيجة الاندلاع الحربيّ على الجبهات القتالية من قطاع غزّة إلى الجبهة الشمالية بعد إبلاغ ذوي الجنود الذين قتلوا بسقوطهم على أرض المعركة. ويتبيّن في مقارنة مبسّطة أنّ أعداد العسكريين الاسرائيليين الذين لقوا حتفهم إبان المناوشات الحربية على الجبهة الشمالية مع لبنان ضئيل في المقارنة مع عديد مقاتلي "حزب الله" الذين قتلوا. لا يستطيع "حزب الله" أن يشكّل ردعاً لإسرائيل عن استهدافاتها جنوباً. القنابل التي توجّه إلى الداخل الاسرائيلي لا تحصد خسائر بشرية عسكرية جمّة خلافاً للخسائر جنوب لبنان. ورغم إعلان "حزب الله" إطلاقه 62 صاروخاً في اتجاه "قاعدة مراقبة جوية" شمالي إسرائيل قبل أيام كهجوم هو الأكثر صخباً على أهداف إسرائيلية منتقاة، إلا أنّه لم يلحق خسارة في العداد البشريّ مع عدم إعلان تل أبيب عن سقوط مجنّدين أو مدنيين على حدّ سواء. لكن، تعتبر قساوة بعض المعارك المؤدّية إلى نزف بشريّ إسرائيلي ملحوظة بعض الأحيان في قطاع غزّة مع إعلان الغرفة العسكرية عن قتلى وجرحى نتيجة الاندلاع الحربي. وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الاسرائيلي يعلن عن أسماء خسائره البشرية لكنه اتخذ قراراً بعدم الإعلان عن أسماء الجرحى أو التصريح عنهم.

لا يلغي ذلك أن ثمّة تكلفة مادية تترتّب على إسرائيل إثر المناوشات على تخوم المستوطنات الشمالية، بعدما قدّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في أحدث تقرير قبل أيام أنّ قيمة الأضرار التي لحقت المستوطنات الحدودية مع لبنان تجاوزت المليار ونصف المليار دولار. وبلغ عدد النازحين الاسرائيليين الذين جرى إجلاؤهم من البلدات المتاخمة للحدود الشمالية مع لبنان نحو ستين ألف مدني. واعتبرت صحيفة "هآرتس" في تحليل عسكريّ قبل ساعات أنّ تبادل الضربات بين إسرائيل و"حزب الله" يحصل في منطقة جغرافية محددة بالغة حوالي 15 كيلومتراً على جانبي الحدود وتشمل أهدافاً عسكرية، بيد أنّ تل أبيب لم تتمكن حتى الآن من ترجمة إنجازاتها التكتيّة المحقّقة على الجبهة الشمالية إلى استراتيجية.

لا يمكن الحديث عن تكافؤ نوعيّ بين إسرائيل و"حزب الله" بالنسبة إلى مراقبين لبنانيين متضلعين من تطورات الاندلاع الحربيّ، ما يسقط مقولة "توازن الردع" ذلك أنّ الضربات العسكرية التي تشنّها تل أبيب باتت تستهدف أهدافاً بشرية محدّدة في موازاة ردّ عشوائيّ لـ"حزب الله". وقد تجاوزت أعداد خسائر "حزب الله" البشرية بالأحرف المدوّرة 160 قتيلاً إضافة إلى ما يناهز 20 فلسطينياً قتلوا من الفرق القتالية المشاركة في المناوشات جنوب لبنان. وسقط مواطنون مدنيون وقصفت أراضٍ زراعية ومبانٍ نتيجة المعارك المندلعة جنوباً. وثمة من يقرأ هكذا أوضاع على أنها بمثابة "هدم بموازاة هدم" و"قصف بموازاة قصف". إلا أنه ليس هناك من "هجوم بموازاة ردع" مع انتفاء القدرة الردعية من جانب "حزب الله" نتيجة هذا الكمّ التراكميّ من الخسائر في الأرواح جنوباً.

الانحسار في الخسائر العسكرية الاسرائيلية على الجبهة القتالية مع لبنان، هناك من يعتبر أنه ناتج عن مغادرة سكان المستوطنات الحدودية مناطقهم إضافة إلى انتشار جنود الاحتياط على التخوم من دون أن يشكّلوا فرقاً منظّمة ما لا يتيح ترجيح أماكن وجودهم، في ظلّ لجوء الجيش الاسرائيلي توازياً إلى استهداف منطلق من دراية في أمكنة انتشار مقاتلي "حزب الله". وثمة من يقرأ أن تل أبيب تنتهز الفرصة لإلحاق أكبر أضرار ممكنة في الفرق القتالية جنوبي الليطاني، وللإشارة إلى المدنيين من السكان اللبنانيين في القرى الحدودية أن ليس في استطاعة "حزب الله" حمايتهم.

تأسف قوى المعارضة اللبنانية الرافضة إدخال جنوب البلاد في الاندلاع الحربيّ للخسائر الناتجة عن المناوشات، كأن يقول عضو كتلة "تجدّد" النائب أديب عبد المسيح إن "التكتلات المعارضة لم تكن تنتظر احتدام المعارك لمقاربة الخسائر لأنّ تورّط لبنان صراعياً مع إسرائيل يؤدّي إلى احتمالات عدّة منها احتمال الحرب المتفاقمة علماً أن أي عملية نوعية إسرائيلية من شأنها تخريب كلّ شيء. ويشكّل انفراد جهة لبنانية خطراً لناحية تحوّل المناوشات إلى اندلاع حربيّ شامل، وهذه قراءة قوى المعارضة". ويقرأ عبد المسيح لـ"النهار" أن "لبنان في حال حرب والقرار للأسف ليس في متناول الدولة اللبنانية، وتتجه البلاد نحو مجهولٍ طالما أن كلّ القوى السياسية تعبّر عن تمنيات، لا عن قدرة لبلورة نتائج. وهناك علامات استفهام حيال إذا كان "حزب الله" سيلجأ إلى مساندة حوثيي اليمن من خلال معاركه المندلعة على الأراضي اللبنانية ما يؤدي به إلى تورّط إضافي إلى جانب تعبيره عن مساعدة جبهة قطاع غزّة".

الحلّ لإنهاء حال تفاقم الخسائر التي باتت تشمل مواطنين مدنيين جنوباً، ينطلق في تأكيد النائب التغييري المعارض وضّاح الصادق من "انتشار الجيش اللبناني حصراً جنوبي الليطاني إلى جانب قوات "اليونيفيل" وحصر السلاح في يد القوى اللبنانية الشرعية من خلال تطبيق المندرجات الدستورية والقرارات الدولية. إذذاك، يرتّب أي اعتداء على الجيش اللبناني نتائج مختلفة على نطاق المجتمع الدولي، عن قتال إسرائيل ميليشيات مسلّحة استناداً إلى ما يحصل في الجنوب اللبناني حالياً". وبالنسبة إلى ما يقوله الصادق لـ"النهار"، إنّ ثمة "فارقاً في توازن القوى على نطاق المناوشات جنوباً وهناك مسؤولية ملقاة على "حزب الله" في السنوات الماضية بعدما كان يعتبر أنه على تخومٍ من دخوله إلى القدس، قبل أن يتبيّن للبنانيين عدم قدرته على تشكيل قوّة ردع للجيش الإسرائيلي وسط هذا الكمّ من الخسائر البشرية والمادية التي تشهدها القرى اللبنانية الحدودية".

"النهار"- مجد بو مجاهد

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا