الصحافة

إنذار بايدن للحوثيين قبل قصفهم "خلبيا"... يعزز اليقظة الخليجية من سياسة واشنطن المتناقضة..؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يعد خفيا بأن واشنطن ابلغت الحوثيين في اليمن , بان قواتها المنتشرة في الخليج ستقصف قواعدهم , قبل ساعات من تنفيذ هذه العملية العسكرية , والتي شاركت فيها طائرات حربية بريطانية انطلقت من قاعدتها في قبرص لتطيرمسافة ما يقارب 1700 ميل لتصل اليمن وتنفيذ مهمة فارغة , بعد ان ا خلى الحوثيون قواعدهم ,نتيجة التبليغ ألأميركي لهم على ما تسرب الى ألأعلام ألأميركي من اكثر من جهة في ادارة الرئيس جو بايدن .

فالعملية " الخلبية "التي نفذتها القوات ألأميركية ضد القواعد الحوثية وليس الحوثيين الذين غادروها بعد أنذار واشنطن لهم ,وكلفتها ملايين الدولارات كثمن للصواريخ ومشتقاتها , وكذلك كانت الكلفة على حليفتها البريطانية التي استهلكت واشنطن قدراتها , تضمنت رسالة واحدة الى ايران , ومفادها بأن ادارة الرئيس الديموقراطي جو بايكن لا تريد رفع سقف المواجهة مع طهران .

ويندرج قرار بايدن وهو الذي رفع العقوبات عن الحوثيين كفريق واخرجهم من لائحة الارهاب , في سياق اعتماد سياسة الرئيس السابق باراك اوباما الذي تهاون امام ايران , وايضا تراجع امام الرئيس السوري بشار ألأسد الذي قصف مواطنين سوريين ب"غاز السارين " في منطقة الغوطة في العام 2013, اذ عدل اوباما عن قراره بقصف ألأسد , لرغبته بمهادنة محور الممانعة و مراهنا على ارضاء ايران لتوقيع ألأتفاق النووي معها , وقد خالف اوباما يومها بقراره هذا مستشاره لشؤون الشرق ألأوسط فيليب غوردون الذي اعتبره ضعفا , واستغرب الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند هذا التراجع بعد ان تفاهم من نظيره ألأميركي يومها على عمل عسكري مشترك ، ..

ولا يعكس ابلاغ ادارة بايدن للحوثيين عن العملية قبل حصولها, عن ضعفه امام ايران فقط ,بل ايضا لرهانه الفاشل على" رد الجميل" له بتسهيل المفاوضات للتوصل الى اتفاق نووي جديد لأستثمار النتيجة انتخابيا , انما ألمغزى فيما اقدم عليه , هو ان المسافة التي اتخذتها الدول الخليجية تجاهه ولا سيما التي رفضت ألأنخراط معه في التحالف الذي تعد له واشنطن ودول غربية , لتأمين الملاحة في منطقة باب المندب وصد الحوثيين وردعهم عن قصف السفن النفطية والتجارية التي تريد عبور البحر ألأحمر كانت في صائبة وفي مكانها ...

فرغم العلاقات وألأتفاقيات التي تربط واشنطن مع دول عربية وخليجية متعددة ألأبعاد ,وفي مقدمها التحالفات العسكرية وتحديدا كل من السعودية , الامارات العربية المتحدة وقطر مع الولايات ألمتحدة الأميركية بمترتباتها العالية , والتي تفرض على ألأخيرة حماية حلفائها والدفاع عنهم وحتى دون طلب ذلك منها , فان بايدن اراد اشراك هذا المثلث الخليجي بتحالف حارس ألأزدهار و متجاوزا التزامات بلاده تجاه هؤلأ الحلفاء ولا سيما التي اكد عليها بعد جولته ألأخيرة على المنطقة , سيما ان مصالحه الحيوية تقتضي والدول التي ضمها التحالف حمايتهم لشريانهم النفطي والتجاري الحيوي ..

يتبين لمراقبين بان عدم اشتراك الثلاثي الخليجي وتحديدا السعودية نظرا لقدراتها وموقعها الجفرافي والسياسي , في تحالف حارس الازدهار , هو قرار حكيم في ظل "رخاوة " بايدن , لأنهم سيكونون في مواجهة الحوثيين فيما الرئيس ألأميركي يتهاون على حساب امنه وامنهم وألأمن العالمي , ويطلق يد اسرائيل في غزة قتلا ودمارا ولا يسمع الى مقررات القمة العربية – ألأسلامية التي انعقدت في السعودية وطالبت بوقف المجازر، ثم يعود ليفاوض الحوثيين عبر ايران .. فقد اخذت الدول الخليجية مسافة لافتة من واشنطن مع الجيل القيادي الشبابي ,وهي قيادات اجادت رسم مستقبل دولها والمنطقة , فالسعودية التي ادانت تصرف الحوثيين , استقبلتهم سابقا وهي تتقدم واياهم حول عملية سياسية كان من شأن مناورات بايدن ان يعيد عقارب الساعة الى الوراء بين السعودية وبين الحوثيين بعد تقدم العملية السياسية , فتتواجه هذه الدول مع ايران ثم يعقد هو اتفاقا معها , لكن السعودية التي ارست تفاهما مع طهران على قاعدة صفر مشاكل , فيما قطر تتوسط بينها وبين واشنطن , وبالتنسيق مع كل من الامارات والكويت والبحرين باتوا يرسمون سياسة بلدانهم وفق حاجة شعوبهم .

فقد حول ولي العهد السعودي ألأمير محمد بن سلمان , بالتحالف مع كل من رئيس دولة الأمارات الشيخ محمد بن زايد وامير قطر تميم بن حمد آل تاني هذا المثلث الى محور سياسي له مبادراته ومواقفه وساطاته رغم تبايناتهم فيما بينهم على عدد من الملفات خارج هذا الاطار , وشكلوا محورا يرفض ان يقاد الى معارك وتحديدا مع من ليس لديهم ثوابت اسوة ببايدن , الذي اظهر ضعفا امام الحوثيين وايران قد يفتح الباب على حرب واسعة ، لن يحيد الخروج منها نتيجة سياسته الحالية ..

سيمون أبو فاضل -الكلمة أونلاين

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا