هل تورّطت الولايات المتّحدة في عدوانها على اليمن؟
لا يَختلف أحد على أن الجبهة اليمنية هي مفاجأة الحرب الحالية، فمنذ أن بدأ العدوان الصهيوني على غزة وقرر محور المقاومة مساندة القطاع تم التركيز على جبهة اليمن، لثلاثة أسباب:
1- موقعها الاستراتيجي المشرِف على البحرين العربي والأحمر...
2- القدرات التي أظهرها اليمن بوجه "إسرائيل" في الأهداف العسكرية والنتائج...
3- تأثير ما يفعله في البحر الأحمر ليس فقط بـ "إسرائيل" وإنما بأميركا، كما له تأثيرات دولية.
من البداية اعتبر الإسرائيلي أن اليمن إختصاص أميركي من مسؤوليته الرد عليه لردعه، إلا أن الأخير بداية حاول تجاهله بالعلن وقدّم له إغراءات في السر، فلم يتجاوب اليمني، من ثم حاول الأميركي تهديده من خلال تشكيل تحالف دولي لم يرقَ لمستوى الطموح الأميركي حتى، نظراً لحسابات بعض الدول التي لا تريد التورط في اليمن، فلم يرتدع، حتى عندما استهدف زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية وأوقع عدداً من الشهداء، بقيَ اليمني مستمراً وقام بردّ "أولي" بالصواريخ البالستية والمسيّرات مستهدِفاً سفينة أميركية في البحر الأحمر، وبذلك استطاع اليمني ضرب الهيبة الأميركية أمام العالم، وهذا كان كفيلاً لقيام واشنطن بإجراء يُعيد لها هيبتها وفقاً للعقل الأميركي.
في مجلس الأمن الدولي حاول الأميركي إدانة أنصار الله من خلاله تحت عنوان تهديد الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر، لكن القرار لم يواجَه بفيتو روسي - صيني وإنما بالإمتناع عن التصويت لربما يعود ذلك الى سببين:
الأول: تحسباً لعدم تكرار ذلك معهما.
والثاني: لتوريط الأميركي في اليمن والمنطقة.
أخذَ الأميركي القرار بشن عدوان على اليمن مع البريطاني الذي يبحث عن دور له بعد عزلته بخروجه من الاتحاد الأوروبي، فوَجد نفسه بدور "حاجة أميركية" في المنطقة، فتشارك معها بحق الرد اليمني عليها وكل مَن يُشاركها بالإعتداء على اليمن والذي أصبح واقعاً وبدأ بالرد على البوارج الأميركية والبريطانية الموجودة في البحر الأحمر وسيُستكمَل بهدف واضح وضعه اليمني ألا وهو أن كل المصالح الأميركية والبريطانية أصبحت هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة.
واقعياً لم يعد أمام الأميركي خياراً سوى توجيه ضربات لليمن على قاعدة أن الهيبة الأميركية لا تسمح بأن تُضرَب ولا تَضرِب، فصحيح أن واشنطن قالت بشكل علني ان هذه الضربات توضع في سياق خفض التصعيد في المنطقة أي بهدف ردع اليمن، إلا أن ذلك بات واضحاً أنه لن يتحقق من خلال ما أعلنه اليمن وما يقوم به فعلياً، بمعنى لن يمر عدوان دون رد، لذا فإن هذا الاعتداء ممكن أن يؤدي الى كسر الخط الأحمر الذي وضعته أميركا بنفسها بعدم توسعة الحرب في المنطقة وبذلك تكون ورّطت نفسها بما لا يتناسب مع مصالحها وأولوياتها لأن هذا العدوان يحمل وجهين:
الأول: أن تبقى الأمور منضبطة والثاني: أن تتوسع الحرب على أكثر من جبهة، رغم أن أميركا تريد أن تقول من خلال ما قامت به "لإسرائيل" أولاً أنها تُدافع عنها، وللعالم ثانياً: أنها تدافع عن أمن البحر الأحمر الذي هو مصلحة دولية، وثالثاً: تَحيد الأنظار عما يفعله الإسرائيلي من جرائم في غزة.
إذاً... استطاع اليمن هز هيبة الولايات المتحدة، القوّة الأساسية في العالم بسيطرتها على البحار، باستهدافها بشكل مباشر بعد أن كانت كل السفن المتجهة الى فلسطين المحتلة هدفاً مشروعاً له في سياق إسناد جبهة غزة بعد كل ما تتعرّض له من عدوان صهيوني عليها، فوَجدت أميركا نفسها أمام رقم صعب في المنطقة ساهمت هي بنفسها في صنعه...
مريم نسر -الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|