"لا تهريبة في انتخابات الرئاسة".. هذا ما نقله زوار عين التينة!
من الأبيض المتوسط الى الأحمر... هل تنطلق شرارة الضربة الكبرى من البحر الأصفر؟
هل تحضّر روسيا لضربة عالمية كبرى في كوريا الجنوبية والبحر الأصفر هذه المرة؟
إذا أخذنا في الاعتبار أن نسبة مهمّة من الحروب في العالم تتمحور حول الاقتصاد. وإذا جمعنا تلك الحقيقة مع وقائع الاستنزاف الغربي الكبير الحاصل لروسيا في أوكرانيا، ومع بعض الآراء العسكرية التي تتقاطع على نقطة أن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل وما جرّه من حرب على غزة، ومواجهات البحر الأحمر، هي حرب روسية على الولايات المتحدة الأميركية والغرب وأسواق الطاقة الغربية (لا سيّما الأوروبية) في مكان ما، هدفها استنزاف الموارد الغربية، والمناطق والنقاط والممرّات التي تشكل أنشطة واستفادة اقتصادية للغرب، (إذا أخذنا كل ذلك في الاعتبار) ننتقل الى البحر الأصفر، والى "الوحشيّة" المتزايِدَة التي تُظهرها كوريا الشمالية منذ أشهر، بـ "إلهامات" روسيّة.
فبموازاة تصاعُد وتنامي العلاقات العسكرية بين روسيا وكوريا الشمالية، واستمرار تبادل الزيارات السياسية والعسكرية بين البلدَيْن، تزيد بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية، واستفزازاتها المباشرة وشبه المباشرة والحدودية لكوريا الجنوبية منذ مدّة، وصولاً الى حدّ اتّخاذ البرلمان الكوري الشمالي قرار حلّ مجموعة من الوكالات الحكومية المكلَّفة بتعزيز التعاون وإعادة التوحيد مع (كوريا) الجنوبية، رسمياً، وهي خطوة ستُضاعف التوتّر بين البلدَيْن.
وتأتي تلك التطورات بمعيّة رفع مستوى التنسيق بين موسكو وبيونغ يانغ كثيراً خلال الأسابيع الماضية، وعلى وقع تقارير تتحدث عن أن تعهدات الاستثمار الأجنبي المباشر في كوريا الجنوبية (حليفة أميركا والغرب) ارتفعت في عام 2023، لتصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق، وذلك على خلفية الأداء القوي لقطاعات حسّاسة فيها، كالرقائق والبطاريات، المهمّة جدّاً بالنّسبة الى أقطاب الاقتصاد في العالم. فيما سجّل حجم الاستثمارات التي وصلت الى كوريا الجنوبية رقماً قياسياً جديداً، وبشكل سيُساهم بخلق فرص عمل جيّدة، وبإضافة حيوية الى الاقتصاد المحلي، والى شركائه في الغرب تحديداً، وذلك رغم ارتفاع إجمالي تعهدات الاستثمار الأجنبي المباشر في كوريا الجنوبية من الصين أيضاً.
فبعد البحر الأبيض (المتوسط)، والبحر الأحمر، هل تسعى روسيا لإشعال البحر الأصفر بشكل يُتعِب الاقتصادات الغربية عموماً، والاقتصاد الأميركي خصوصاً؟
أوضح الباحث في علم الاقتصاد، والأستاذ الجامعي البروفسور جاسم عجاقة، أنه "بعيداً من الحكم على النوايا طبعاً، يشكل تشتيت التمويل الأميركي والموارد الغربية التي تصل الى أوكرانيا مصلحة لدى روسيا. ومن هذا المُنطَلَق، قد يتحوّل اشتعال حروب بمناطق عدّة حول العالم مصلحة بالنّسبة الى موسكو، خصوصاً أن التمويل الأميركي والغربي لأي دولة في العالم ليس الى ما لا نهاية، وهو محكوم بالرأي العام الشعبي الداخلي في الدول الغربية، وبالموازنات الغربية".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا شيء يؤكد بالمُطلَق أن روسيا تقف خلف الحروب والمواجهات في غزة والبحر الأحمر حالياً. ولكن إذا وُضِعَت تلك الفرضية على الطاولة، يظهر للجميع أنها نجحت في مساعيها، إذ تحوّل التمويل الغربي والأميركي من أوكرانيا الى إسرائيل، والى البحر الأحمر مؤخّراً. ولا شيء يمنع أن تستعمل موسكو الطريقة نفسها في كوريا الجنوبية ومنطقة البحر الأصفر أيضاً. هذا مع العلم أنه لا يمكن لروسيا أن تنجح بذلك من دون دعم صيني".
وشرح عجاقة:"روسيا مُنهَكَة اقتصادياً بسبب العقوبات، ورغم كل ما يُقال عن أن موازنتها ارتفعت بشكل كبير. فهذا يعود الى تصدير النفط، ولكن الحرب في أوكرانيا تستنزفها كثيراً. وأما مواجهة الغرب في أي مكان الى النهاية، فهي تحتاج الى دعم الصين، فيما تنظر تلك الأخيرة الى مصلحتها في ذلك قبل أي شيء أخر".
وأضاف:"هناك مصلحة صينية بالسّير مع الروس ضدّ الغرب، نظراً لانعكاس ذلك على مساعدة بكين في وضع يدها على تايوان بالاستناد الى المنطق الروسي في السيطرة على أوكرانيا. ولكن من جهة أخرى، لا مصلحة اقتصادية لدى الصين بالذهاب مع روسيا على حساب الغرب، لأن حجم التبادل التجاري بينها وبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، ضخم لدرجة يمنع بكين من التضحية به".
ولفت عجاقة الى أنه "لا يمكن لروسيا أن تمون على الصين من دون أن يكون لتلك الأخيرة مصلحة. فبكين لا تتعامل إلا بالمصالح، وهي مستعدّة للتعاون حتى مع أعدائها إذا توفّرت لديها مصلحة بذلك. وهنا يستوقفنا موقف (الرئيس الأميركي جو) بايدن المتكرّر الذي يؤكد أن بلاده لا تدعم استقلال تايوان، وكأنه يسحب العذر السياسي القادر على أن يدفع الصين للوقوف الى جانب روسيا بأي مواجهة في البحر الأصفر أو الشرق الأقصى".
وختم:"لا يمكن لروسيا أن تقوم بأي شيء هناك من دون الحصول على دعم صيني. ولكن بحسب التصريحات التي تصدر عن المسؤولين الأميركيين، قد تكون الولايات المتحدة الأميركية على طريق تسليم تايوان للصين، مقابل عدم دعم بكين لروسيا. فالتكنولوجيا الأميركية الحسّاسة نُقِلَت من تايوان وباتت في الأراضي الأميركية، وذلك بانتظار الإخراج المُناسِب للإعلان عن توحيد الجزيرة مع الصين. فهذا السيناريو مُحتَمَل لمستقبل الصراع بين واشنطن وبكين".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|