الصحافة

تجاه الحزب وحماس لا تهاون، بايدن لإيران: اتفقوا معي وإلا يأتيكم ترامب ...!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

ما عدا الحرب العنيفة الدائرة في غزة المفتوحة على القتل والدمار ، فإن تبادل القصف المتنوع والعمليات العسكرية التي تشهدها ساحات الشرق الأوسط، بين دول "تحالف حارس الإزدهار" واسرائيل من جهة، وبين إيران وأذرعها من جهة مقابلة، لن تتطور لتتحول إلى حرب بمعناها الواسع، وستبقى تحت سقف انضباط يحمل رسائل بأن كل من واشنطن وطهران على جهوزيتهما للمواجهة...

أعطت الأعمال العسكرية في اليومين الماضيين تحديداً، مؤشرات باحتمال انزلاق الولايات المتحدة الأميركية نحو مستنقع شبيه بالذي غرقت به في فيتنام، في ضوء استمرار قصف كل من الحوثيين والفصائل الحليفة لإيران في العراق وسوريا للقوات الأميركية التي أغلقت قاعدة لها في بلدة "هيمو" السورية، في حين وسعت إيران قصفها نحو باكستان والعراق، ما استوجب اعتراض وزير خارجية العراق على هذا التعدي، فيما ردت باكستان بعدم استقبال السفير الإيراني لديها، لكن في الوقت ذاته لا يؤشر أي من الإجراء الباكستاني أو التعبير العراقي لأي منحى تصاعدي عسكري...

لكن مصادر في واشنطن على صلة بوزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، يقولون إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفصل بين الحرب الدائرة في غزة وبين ما تشهده المنطقة.

فموضوع غزة لن ينتهي دون تحقيق هدف معنوي وعسكري على حماس، وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً، بحيث لا يزال بايدن يغطي حرب اسرائيل على غزة ، لتحقيق نتيجة حاسمة، لكن بتخفيف العمليات العسكرية التي تؤدي لهذا العدد من الضحايا وحجم الدمار. فحتى الآن، يرفض بايدن كلياً تهجير أبناء غزة، إنما ليس المطلوب القضاء على حماس إذا أمكن، دون التوصل إلى نقطتين، تتوزعان بين ضرورة إحياء صيغة الدولتين، بما أمكن، ولجم إيران ومنعها من خلال اتفاق معها على عدم تشجيع مجموعات فلسطينية جديدة لاعتماد ذات النهج والفكر الإرهابي الشبيه بحماس ، خصوصاً إذا ما تم بالتعاون مع الجانب العربي – الخليجي لتأهيل قيادة فلسطينية جديدة لتتفاوض مع اسرائيل بعد لملمة التناقضات داخل هذه البيئة.

ويتابع الزوار لهذين المقرين الاميركيين ، بأن ملف حزب الله يصنف من الملفات الساخنة وتنظر إليه واشنطن، كما تل ابيب، على أنه الإبن الناضج لإيران، ولذلك لن تخاطر بدفعه للحرب ليخرج ربما اضعف ، خلافاً للأذرع الأخرى على مدى الإقليم، التي لم يكتمل نموها، قياساً إلى قدراته وتأثيراته وامتداداته، لذلك من الضروري إيجاد حل لوضع الحزب تطمئن إليه إسرائيل ولذلك تضغط دبلوماسيا ، بحيث يكون المدخل للتسوية حول القرار 1701، لأن تل أبيب لم تعد تتحمل ما يشكله من تهديد لها، وبات ثمة حاجة استراتيجية لأن يقدم تنازلات تحسباً لاحتمال شن إسرائيل الحرب عليه، مستفيدة من الدعم الأميركي لها لتحجيم الحزب وإبعاده عن حدودها بهدف طمأنة المستوطنين وتفادي الخطر المرتقب بخلفياته الأمنية – العسكرية، إثر عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول الماضي، بعد ان سبق وهدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمثيل لها نحو الجليل، بحيث بات يعيش قاطنو شمالي اسرائيل "فوبيا"هذا العمل المحتمل

ويتعاطى بايدن وإدارته مع ملف التهديد الحوثي للملاحة في باب المندب من باب واسع، نتيجة تأثيراته المتعددة أمنياً واقتصادياً، وعادلوضع العقوبات عليهم وهو يعلم أن قرارهم بيد إيران، والتي يتخوف من التضييق عليها خوفاً من ردة فعلها بتوسيع نطاق عمل أذرعها، فتفتح بذلك جبهات عدة، بما قد يضطره إلى مواجهتها مع ما يحمل الأمر من مضاعفات سلبية متعددة.

فقد باتت إدارة بايدن في حيرة تقول المصادر بين مدى قدرتها على "مواجهة الأغصان أم تحملها محاولة اقتلاع الشجرة أي النظام الإيراني"، ولذلك يحذر بايدن من التضييق عليها، مستعيداً وإدارته معها سياسة الرئيس السابق باراك اوباما ، لكن في الوقت ذاته لا تستطيع واشنطن السكوت عن تهديدات الحوثيين وأذرع إيران، ولا هي قادرة على شن حرب أو عمليات عسكرية مكثفة لكون الأمر ليس بنزهة، كون إيران قادرة على استنزافها. إذ يعمد بايدن، وفق الزوار، إلى إغراء إيران بأن الاتفاق بينها وبين إدارته الحالية على دورها في المنطقة وملفاتها، على غرار الملف الفلسطيني ودورها من اسرائيل لارضاء ترامب لللوبي اليهودي واستمالته انتخابيا ، ووصولا إلى ملفها النووي، يبقى أفضل من الفشل ،إذ ان حصول اتفاق مدروس مع طهران من شأنه منع بقاء الأمور مفتوحة.

اذ يضع بايدن معادلة بانه في حال لم تعالج القضايا الصدامية والخلافية على قواعد ثابتة معه ، وهو الأمر الذي قد يعزز اسهم فوز غريمه الحالي المرشح دونالد ترامب الذي قلب الطاولة على إيران وخرج من الاتفاق النووي وقتل قاسم سليماني... دون توقع ما سيقدم عليه هذه المرة في حال عودته إلى البيت الأبيض...

سيمون ابو فاضل-الكلمة اونلاين
 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا