فلسطين بلا مسيحيّين
خاص موقع mtv:
عانى مسيحيّو الشّرق على مرّ التّاريخ من الاضطهاد والتّهجير، إلا أنّ عدداً كبيراً منهم رفض التخلّي عن أرضه وقرّر البقاء. وتستمرّ محاولات التّهجير القسريّ في بلدان عدّة، وما يحصل في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة أبرز دليل على ذلك، فهي تشهد موجات متتالية من الهجرة من أبناء الطائفة المسيحية، في أزمة لها تداعيات اجتماعيّة وديمغرافيّة خطرة.
يشكّل المسيحيون النسبة الغالبة بين المهاجرين الفلسطينيين، ما يتسبب في تحوّل ديمغرافي سريع، وفقًا لآخر الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتلعب عوامل عدّة دوراً في هذا الإطار، أبرزها العوامل الاجتماعيّة والاقتصاديّة، إضافةً إلى القيود المفروضة عليهم وعلى سائر الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ويُعرب مسيحيّو فلسطين، والقدس تحديداً، عن غضبهم وقلقهم من العدوان الإسرائيلي على غزّة، كما أنّهم يُعبّرون عن استيائهم من ازدياد الهجمات ذات الدوافع العنصرية والاعتداءات اللفظية والأذى الجسدي الذي يمارسه مستوطنون يهود متطرّفون ضد الكهنة والراهبات في الضفة الغربية، بالإضافة إلى محاولة لتغيير التركيبة السكانية في القدس. كلّ هذه الأسباب كفيلة بتهجير شعبٍ يريد العيش بكرامة فقط، من دون اضطهاد وتنكيل.
وفي الآونة الأخيرة، يتخوّف مسيحيّو القدس وبيت لحم من اضطرارهم الى الهجرة على غرار عشرات الآلاف ممّن سبقهم، لا سيّما أنّ المعدل السنوي للهجرة خلال السنوات الـ 10 الماضية قّدِّر بأكثر من 10 آلاف، حتّى بلغ عدد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم حوالى 46 ألف نسمة (أي بنسبة لا تتعدّى الـ 1 في المئة).
إذاً، في غزّة، يتعرّض شعب بكامله لإبادة جماعيّة، فيما يُعاني سكّان القدس والضفة الغربيّة، من مختلف الطوائف، من الاضطهاد وسوء المعاملة والتضييق عليهم، ما يدفعهم إلى الهجرة، في حال كانوا قادرين على ذلك. فإلى متى سيبقى المجتمع الدوليّ يقف متفرّجاً أمام الجرائم الإسرائيليّة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|