الكنيسة: الأولوية لانتخاب رئيس ولا قضية أعدل من قضية لبنان
ليس أدلّ الى حراجة أوضاع لبنان، من أن يحلّق مساء أمس الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل كثيف في أجواء الضاحية الجنوبية وبيروت وجبل لبنان وصولاً الى طرابلس، حيث أفادت المعلومات عن إلقاء قنابل مضيئة فوق المدينة. وهذه التطورات الميدانية المتلاحقة في الـ 48 الساعة الماضية، أظهرت أنّ لبنان هو فعلاً في قلب عاصفة الشرق الأوسط، بفعل قرار «حزب الله» ربط هذا البلد بحرب غزة. وما يوازي الأخطار الميدانية، هو أنّ القرار نفسه، سدّ الأبواب في وجه إنجاز أهم الاستحقاقات الدستورية ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وفي المقابل، لاح في الأفق تحرك على خط اللجنة الخماسية العربية والدولية لأجل لبنان. فقد أفادت معلومات مساء أمس أنّ سفراء دول اللجنة حدّدوا موعداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الثلاثاء في إطار مسعى لتحريك الملف الرئاسي. كما لم يغب هذا الملف عن الاجتماع الذي عقده بري مع زعيم «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط في عين التينة مساءً.
وفي موازاة هذه التحركات السياسية، مواقف لافتة أطلقها أمس في وقت واحد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة. وهما تناولا في عظتي الأحد الانتخابات الرئاسية من أجل الحضّ على التعجيل في إجرائها. فالبطريرك الراعي، ناشد رئيس المجلس النيابي «أن يدعو منذ الغد نوّاب الأمّة إلى عقد جلسات متتالية وانتخاب الرئيس». وقال: «إنّ الاستمرار في الإحجام عن هذا الواجب هو خيانة واضحة لثقة الشعب الذي وضعها فيهم يوم انتخبهم».
بدوره، دعا المطران عودة الى «عدم السماح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وعدم ربط مصير بلدنا، وبشكل خاص انتخاب الرئيس، بأية قضية، مهما كانت محقة، وبأية دولة أياً تكن». وقال: «على كل لبناني أن يحفظ طاقاته من أجل بلده، فلا يضحي بنفسه ولا يستهين بحياته من أجل قضية، مهما كانت عادلة، غير قضية وطنه».
ومن الملف الرئاسي الى الملف الجنوبي الذي شهد أخيراً سلسلة اغتيالات وتدميراً ممنهجاً ومكثفاً، تمارسهما إسرائيل في هذه المرحلة. فقد قتل أمس عنصر ينتمي الى «حزب الله» في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة كفرا قضاء بنت جبيل. وأبلغ مسؤول أمني الى «وكالة فرانس برس» أنّ الضربة كانت تستهدف قيادياً رفيعاً في «الحزب»، لكنه نجا». وقال المصدر إنّ «الغارة استهدفت السيارة التي كانت في المقدمة فقتل عنصر الحماية، لكن السيارة التي خلفها كانت تضم المسؤول (في «الحزب») وثلاثة أشخاص، وقد نجوا».
من جانبه، قال مصدر مقرّب من «حزب الله» إنّ الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل عنصر من «الحزب»، وإصابة امرأة مدنية كانت قرب السيارة في ذلك الوقت. ونفى أن تكون الغارة استهدفت قيادياً كبيراً.
والى مستشفى تبنين المجاور نقل 8 جرحى بينهم أربعة إصاباتهم خطرة.
الى ذلك، قصفت إسرائيل عدة مواقع في الجنوب امس، ما أدى إلى تدمير خمسة منازل في بلدة مركبا الحدودية، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وأعلن «حزب الله» أنه استهدف مواقع إسرائيلية.
وفي إسرائيل نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضباط إسرائيليين كبار قولهم إنه «ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل «حزب الله». وحسب المعادلة، يعلن الجيش الإسرائيلي أنه «سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أول قذيفة ستسقط على أراضينا، خصوصاً إذا أطلِقت في اتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|