هوكشتاين عائد بطرح مُعدّل: امام لبنان سنة لانهاء الترسيم
تنشغل المطابخ الدبلوماسية الغربية بطبخة الهدنة في قطاع غزة لتنسحب بدورها على المنطقة بعد احداث السابع من تشرين الاول الماضي. لبنان الذي دخل الحرب انطلاقا من قرار الحزب توحيد الساحات لمناصرة القطاع، بات على رأس اجندة دول القرار بهدف ابعاد شبح الحرب عنه وتجنيب اسرائيل صفعة جديدة في حال قرر رئيس وزرائها ادخالها في حرب مع لبنان.
هذا الحرص ترجمته الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا بتزخيم الحلول الدبلوماسية عبر تقديم عرض لترسيم الحدود البرية وانهاء الصراع مع اسرائيل بالنقاط المعروفة بالنسبة للاطراف كافة. وانطلاقا من هذا الزخم يتنقل المبعوث الاميركي آموس هوكستين بين العواصم حاملا معه العرض الاميركي لترسيم الحدود البرية الجنوبية ويتواصل بشكل دوري مع المعنيين في لبنان لعرض ما في جعبته من أفكار تلقاها من الجانب الاسرائيلي ليُصار بعدها الى ادخال التعديلات عليها من الجانب اللبناني أو بالعكس. وفي جنيف تنشط الاجتماعات الدبلوماسية لانهاء الصراع في المنطقة وتحديدا في غزة ولبنان، وقد استشعر الاميركيون هذا الخطر ما دفعهم الى الضغط على اسرائيل للقبول بشروط كانت ترفضها تل أبيب من قبل خصوصا وأن الحدود الجنوبية تبدأ من رأس الناقورة وتنتهي بجبل الشيخ وتتضمن نقاطا خلافية نظرا للتضارب بين خط الهدنة المذكور باتفاقية العام 1948 والخط الازرق وهو خط انسحاب وضع مع خروج اسرائيل من لبنان عام2000. واذا كان الخط الاول خال من الاخطاء وفق ما يؤكد الخبراء العسكريون فإن الخط الازرق يتضمن عددا من الاخطاء تحفّظ عليها لبنان لانه يقضم من الأراضي اللبنانية في 268 نقطة، حيث لا يتطابق الخط الأزرق مع خط الهدنة أي على مساحة 485 ألف متر مربع وفق ما يؤكد الخبراء.
واضافة الى التحفظ اللبناني حول تلك النقاط، ثمة ايضا نقاط متنازع عليها مع سورية وهي قرية الغجر ومزارع شبعا، كما تبرز اشكالية احتلال اسرائيل لحوالى السبعمئة وعشرين ألف مترا مربعا ويتواجد فيها سوريون يقيمون في الأراضي اللبنانية ويحملون جنسيات إسرائيلية، بالإضافة إلى نفق الناقورة الذي يبلغ طوله 60 مترا في الأراضي اللبنانية، ويستعمله الإسرائيليون معلما سياحيا.
كل هذه النقاط الاشكالية أو المتحفظ عليها كما المتنازع عليها، يعمل المبعوث الاميركي على حلها ولكن هذه المرة تختلف عن مفاوضات الحدود البحرية وفق ما تؤكد مصادر وزارية مطلعة، مشيرة الى أن الولايات المتحدة تضغط على الجانب الاسرائيلي للقبول بالعرض المقدم والذي يُنصف برأي المصادر لبنان الذي تمكن أيضا من فرض شروطه على المفاوضين انطلاقا من قوته على الساحة الجنوبية ورغبة واشنطن بارساء الهدنة.
ولكن هناك تنازلات سيقدمها لبنان مقابل الترسيم البري وهي في الدرجة الاول بالمنطقة المتنازع عليها مع سورية وتحديدا الغجر ومزارع شبعا، كون النظام في سورية لم يستجب للدعوات اللبنانية بترسيم الحدود لتبيان لبنانية المزارع، وهنا تبرز مشكلة رفض العواصم الغربية التواصل مع النظام والضغط عليه لهذا الغرض.
والى المزارع ثمة شرط اساسي للترسيم ويتعلق بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود ومنع اي تحرك لحزب الله. وهذه الخطوة تتولاها بريطانيا التي تمتلك أجهزة رصد وتعقب وهي قادرة على الامساك بالحدود ومساعدة الجيش اللبناني في هذا الامر اسوة بما هو حاصل على طول الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سورية. في هذا البند يرفض الحزب التنازل عن مواقعه على الحدود ويؤكد ان التراجع الى الوراء يتطلب حوارا لبنانيا شاملا يضمن السلاح الموجود والذي يعتبر عامل قوة لبنان على طاولة المفاوضات وبالتالي فإن التنازل عنه يُعتبر خسارة ورقة الضغط لصالح اسرائيل.
ورغم هذا الاعتراض الا أن مصادر دبلوماسية تؤكد أن واشنطن وضعت Deadline لهذه المفاوضات سقفها سنة واحدة ليدخل لبنان بعدها مرحلة انتشار الجيش على طول الحدود الجنوبية وتراجع حزب الله عسكريا من هناك.
ليبانون فايلز - علاء الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|