الصحافة

"سيندروم التعب" والملف الرئاسي!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سياسة الإنهاك المعتمدة داخلياً، باتت النمط المتبع في أي استحقاق دستوري مهما كان حجمه وتأثيره على لبنان واللبنانيين. هذه هي الخلاصة التي وصل إليها أحد الوزراء السابقين، نقلاً عن مصدر ديبلوماسي واسع الإطلاع، معتبراً أن ما يُعرف بـ"سيندروم التعب" قد أصاب اللبنانيين أولاً، والوسطاء والموفدين ثانياً، وكل من يحاول الدخول على خط توحيد وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية من جهة، وبين "الثنائي الشيعي" من جهة أخرى. فالكل قد تعب، والحلول ما زالت بعيدة لأن ما من فريق، وبشكل خاص، فريق "الثنائي" قد بذل جهداً ولو بسيطاً من أجل مقاربة الأخطار التي تحدق بلبنان جراء استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى.

ويتابع الوزير السابق، أنه مهما بذل سفراء "خماسية باريس" من جهود، فإن الملف الرئاسي لن يتقدّم، حيث أن المناورة باتت سياسة ثابتة لدى الفريقين الأساسيين اللذين يتقاسمان الأصوات في المجلس النيابي، فيما يعجز النواب "الرماديون" عن التكتل وتشكيل قوة ثالثة تعمل على ترجيح كفّة الإنتخابات الرئاسية، وليس كفّة مرشح معين.

فالقراءة الهادئة، تابع الوزير السابق، في ما رشح عن جولة "سفراء الخماسية"، لا تشي بأي تقدّم، باستثناء إعادة الإستحقاق الرئاسي إلى واجهة الإهتمام، بالتوازي مع محاولات محلية للتجاوب، ولكن من دون نتيجة مع المسعى الجديد الذي قد يكون الفرصة الأخيرة أمام انتخاب رئيس جمهورية خلال الشهر الجاري، وقبل دخول البلاد مدار استحقاق آخر، لم تتّضح معالمه بعد، ويتّصل بالوضع الحدودي مع إسرائيل.

ويضاف إلى ذلك، الوقع الذي أحدثته الضربات الأميركية "الإنتقامية" في سوريا والعراق ليل أمس، والتي أصابت شظاياها المشهد السياسي بأكمله، وأضفت رتابة على مساعي السفراء الذين ينشطون في كل الإتجاهات من أجل الوصول إلى نقطة التقاء بين الكتل النيابية، تسمح باستنساخ مشهد التشاور الذي سبق جلسة التمديد لقادة الأجهزة الأمنية.

وينقل الوزير السابق، عن المصدر الديبلوماسي، بأن إبقاء الترشيحات الرئاسية على حالها يبقي الأبواب كلها موصدة، ويستدعي تدخلاً على مستويات عالية شبيهاً بالتدخل الذي استبق جلسة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، حيث أنه ما من مراقب يستبعد فرضية دخول قوة خارجية على خط جمع كل النواب على موقف واحد.

ولذلك، تابع الوزير، فإن غياب الجدية الذي لمسه سفراء الدول الخمس الذين لم يعلنوا بعد أنهم وصلوا إلى الحائط المسدود، قد لمسها كل سفير على حدة، بحيث أنه وقياساً على تجارب سابقة لهم مع القيادات السياسية، فإن ما من تغيير قد لحظ سلوكيات هذه القيادات التي تبدي الإنفتاح المطلق على تسريع موعد الإنتخابات النيابية وإنهاء الشغور، ولكنها تبقى على موقفها الثابت في عدم التنازل أو التخلّي عن مصالحها وتحالفاتها المحلية والخارجية.

وفي الإستنتاج للمرحلة الأولى، من حراك سفراء الخماسية، أضاف الوزير السابق، فإن الإنسداد لا زال على حاله، والشغور الرئاسي مستمرّ، ومن غير الممكن الفصل بين الإستحقاقين الأمني والرئاسي، لكن من دون أن يعني ذلك أن "سيندروم التعب" سيوقف عمل الوسطاء الذين سيواصلون الدوران في الحلقة المفرغة حتى انقشاع الصورة في المنطقة وعودة الملف الرئاسي أولوية لدى واشنطن التي لا تهتم اليوم إلا بتنفيذ القرار 1701.

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا