الصحافة

خطة هوكشتاين الحدودية من بندين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يحمل وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه جديداً عمّا حمله سابقون من النظراء والموفدين، فهو نقلَ الى لبنان التهديد الاسرائيلي بتوسيع الحرب والتهويل بموضوع اعادة النازحين من المستوطنين الى المستوطنات الشمالية ما لم ينسحب «حزب الله» من المنطقة الحدودية. ولكنه سمع في المقابل الموقف الرسمي المؤيّد تنفيذ القرار 1701، والمتهم اسرائيل بخَرقه يومياً منذ صدوره والمُطالب بتثبيت الحدود وانسحاب اسرائيل من النقاط المُعتدى عليها ومن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولكن الوزير الفرنسي قال كلمته بالاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لـ«مواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة»، مشدداً على «أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية». وغادر الى بلاده لتستمر الهجمة الديبلوماسية على لبنان حيث يستقبل اليوم وزير الخارجية المصري سامح شكري.

أجرى سيجورنيه أمس محادثات سريعة مع المسؤولين اللبنانيين الكبار، حاملاً اليهم تحذيرات معروفة من توسّع الحرب وضررها على لبنان، ومقترحات وافكاراً حول سبل تبريد الجبهة الجنوبية، كانت بحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر رسمية تابعت زيارته، هي نفسها التي حملها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وتقضي «بإبعاد قوات «حزب الله» عن الحدود الجنوبية بين 6 و10 كيلومترات الى الشمال ونشر الجيش اللبناني بعديد اضافي عند هذه الحدود، وتوسيع مهمات قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب («اليونيفيل»)، وأن فرنسا أبلغت الى المسؤولين اللبنانيين استعدادها والمجتمع الدولي لمساعدة الجيش عتاداً وتدريباً وتقديم الدعم اللوجيستي والمالي عند انتشاره على الحدود الجنوبية».

وذكرت المصادر انّ الرد اللبناني كان واضحاً كما يكرره المسؤولون علناً، ومفاده «انّ لبنان ضد توسيع الحرب ويريد التطبيق المتوازن للقرار الدولي 1701 أي من جانبي الحدود، بما يكفل وقف الخروقات للسيادة اللبنانية واستعادة الاراضي اللبنانية المحتلة». واشارت المصادر الى انّ سيجورنيه لم يخفِ قلق فرنسا من «وجود مخاطر على لبنان في حال استمرار المواجهات العسكرية في الجنوب، خصوصاً لجهة وجود نية اسرائيلية بتدمير نحو 48 قرية جنوبية حدودية لبنانية وتهجير سكانها».

وكان سيجورنيه قد بدأ جولته بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو ومديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفيرة آن غريو وعدد من المستشارين في الخارجية الفرنسية، ومستشار الرئيس بري الدكتور محمود بري. وتناولَ البحث تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جرّاء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.

وبعد اللقاء اكتفى سيجورنيه بالقول: «لن أعلّق الآن... سوف أعلّق لاحقاً». وتوجه الى قصر بسترس حيث التقى نظيره اللبناني الوزيرعبدالله بوحبيب الذي أبلغَ اليه الرد اللبناني الكافي، وشرح له وجهة نظر لبنان بحسب معلومات «الجمهورية» بما مُختصره «التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701 ضمن سلة واحدة»، بما يعني ان تشمل كل مطالب لبنان.

ووصف بوحبيب الاجتماع مع نظيره الفرنسي بـ«الجيد». 

في هذه الاثناء لم تتأكد بعد زيارة هوكشتاين الجديدة للبنان ولم تحدد مواعيد له. لكن مصدرا سياسي بارزا على اطلاع وثيق بحركته وطروحاته أكد لـ«الجمهورية» انه بات يحمل خطة للحل عند الحدود يبدأ تنفيذها على مرحلتين ومرتبطة بوقف الحرب في غزة.

ـ الاولى: انسحاب عناصر «حزب الله» و»فرقة الرضوان» الى شمال الليطاني.

ـ الثانية: جعل المنطقة الحدودية بمسافة ٨ الى ١٠ كيلومترلت عمقاً، منطقة آمنة ينتشر فيها الجيش اللبناني بعديد يصل الى ١٢ الف حندي الى جانب قوات الطوارىء الدولية (اليونيفيل) على طول المنطقة. امّا مفتاح البدء بالحل فهو وقف إطلاق النار في غزة.

وكشف المصدر انّ البحث جدي جداً في هذا المسار، اي في تطبيق القرار ١٧٠١، لكن الجيش يحتاج الى دعم كبير، ثم ان السؤال مَن هم «حزب الله»؟ «حزب الله» هم اهل الارض وغالبيتهم تعيش في تلك المناطق ولا يمكن لهم المغادرة، لكن تعود الامور الى ما كانت عليه، اي غياب المظاهر المسلحة والنشاط العسكري».

وسأل المصدر: هل يمكن اقامة منطقة عازلة من جهة اسرائيل ومَن سيراقب هذا الامر؟. وخَلص الى القول «ان البحث يحتاج الى صولات وجولات واخذ ورد، لكن الاكيد انّ جميع الاطراف تريد الحل والخلاص»...

وحول الطرح البريطاني بتزويد لبنان أبراج مراقبة على الحدود، أكد المصدر انّ كامرون لم يفتح موضوع المراقبة مع احد من المسؤولين، إنما «دَردشَ» فيه مع احد السفراء بقوله: لماذا لا يُصار الى مراقبة الحدود الجنوبية على غرار مراقبة السلسة الشرقية وذلك للمساعدة في اقامة منطقة عازلة تسمح للسكان على طرفي الحدود بالعودة الى بلداتهم ومنازلهم؟».

إقتراح أميركي

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت امس الاول انّ هناك «بشائر إيجابية» تمهّد لإمكانية إنهاء التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل. ونقلت الهيئة عن «مسؤولين اسرائيليين كبارً» قولهم إن «شعوراً أفضل ينشأ من اللقاءات مع القنوات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة، مُقارنةً بما كانت عليه الحال في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الأول»، وإن هناك فرصة حقيقية لنجاح مساعي إنهاء التوتر.

ويتضمن الاقتراح الأميركي صيغة من خطوتين. في المرحلة الأولى، سيقوم الطرفان بإعداد اتفاق تفاهم مؤقت، يتضمن انسحاب قوات «حزب الله» من حدود الجنوب اللبناني، وزيادة انتشار قوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني في المنطقة، ومن ثم عودة الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم إلى المستوطنات في الشمال.

لا وقف للنار بلا تسوية

ولفتت القناة 12 العبرية الى ان هوكشتاين بات مُدركاً أنّ «إسرائيل» لا تسمح بفترة زمنية غير محدودة. فهي تكرر أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فإنها لن توقف الحرب في الشمال من دون التسوية. وهو الموقف الذي عبّر عنه أيضًا وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أبلغ الى هوكشتاين أن «تل أبيب» مستعدة لحل النزاع مع جنوب لبنان، من خلال التفاهمات الديبلوماسية، لكنها مستعدة أيضًا لأيّ سيناريو آخر؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا