ميقاتي: تمركز الجيش في الخيام خطوة أساسية لتعزيز انتشاره جنوبا
هل تجميد "حماس" والجهاد" نشاطهما في الجنوب قرار سياسي أم بناء على حسابات ميدانية؟
منذ أكثر من شهر لم تسجّل التقارير الواردة من جبهة الجنوب أي أنشطة أو عمليات عسكرية لمجموعات حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" من الاراضي على طول الحدود الجنوبية الساخنة ضد المواقع والنقاط العسكرية الإسرائيلية في منطقة الجليل الاعلى. وكان هذا الامر لافتاً للراصدين الذين سجلوا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 35 عملية ونشاطاً عسكرياً متنوعاً لكلا الفصيلين.
وبناءً على ذلك أثير السؤال عما إن كان هذا التوقف المفاجئ أتى بعد جردة حساب أجرتها قيادة الحركتين كل بمفردها أم نتيجة تشاور تم في غرفة العمليات المشتركة التي تجمعهما معاً حتماً بممثلي "حزب الله" وتنسّق الخطوات الميدانية بينهم خصوصاً أن ثمة من يشير الى أن التجربة الفلسطينية الاخيرة في الجنوب شابتها نقاط ضعف وثغر عديدة بل كانت محاطة بشبهات وثغر أمنية في محطات معيّنة، أم الامر عابر ومرحلي واستئناف الانشطة والعمليات مرهون باعتبارات وحسابات عائدة الى طبيعة الميدان وتقلبات الاحوال والمعطيات فيه؟
وثمة بطبيعة الحال من يعزو أمر إيقاف الفصيلين الفلسطينيين لمسار أنشطتهما الميدانية من الجنوب الى مسألة أن "المشاركة" التي قاما بها منذ اليوم الثاني تماماً لانطلاق "حزب الله" في هجماته ضد المواقع والتحصينات الإسرائيلية تحت عنوان المشاغلة وتقديم الدعم والإسناد لمقاتلي غزة، قد أدّت غرضها الاساسي المضمر وهو "تأمين" غطاء فلسطيني كان الحزب يحتاج إليه لحظة أطلق قذائفه الاولى في أعالي كفرشوبا وشبعا، وهو غطاء اكتمل نصابه عندما وجدت مجموعات لبنانية أعلنت انخراطها في الميدان الى جانب الحزب تمثلت أولاً بالجماعة الإسلامية ثم الحزب السوري القومي الاجتماعي (جناح المركز) كما أن حركة "أمل" شكلت القوة الأساسية ذات "التراث النضالي المقاوم" وسارعت المسارعة لاستكمال دور رئيسها في "المقاومة الديبلوماسية" عبر انخراط مجموعاتها في كل الانشطة الميدانية من الإغارة على المواقع الإسرائيلية الى أعمال الحراسة والإغاثة.
وتشير التقديرات الى أن مجموعات الفصيلين الفلسطينيين قد نفذت عمليات نوعية إذ تفردت بعمليات تسلل واقتحام للمواقع الإسرائيلية في العمق وهو أمر لم يقدم عليه الحزب لسبب أو لآخر. ومما يذكر أن أولى عمليات الاقتحام نفذتها مجموعة من حركة "الجهاد الإسلامي " مستهدفة الموقع الإسرائيلي الحصين (الجرداح – وعرب العرامشة) قبالة بلدة الضهيرة الحدودية. وقد نجح أفراد تلك المجموعة في الوصول الى الموقع والاشتباك لفترة مع حاميته. وقد اعترفت إسرائيل بمقتل ضابط وعنصر آخر من عناصر الموقع وسقط للمقتحمين عنصران فيما قالت الجهاد إن آخرين عادا بسلام الى قاعدة انطلاقهما...
ولقد كان لافتاً أن المسيّرات الإسرائيلية قد استهدفت عدداً من المجموعات والخلايا الفلسطينية في سهل القليلة والمنصوري والشعيتية (صور) قبل بلوغها الشريط الحدودي لتنفيذ المهمات الموكلة إليها ومنها التسلل الى الداخل فبدا الأمرمثيراً للريبة. ووفق التقديرات نفسها فإن كلا الفصيلين خسرا ما لا يقل عن 26 عنصراً بينهم عدد من القياديين المحترفين. وعلى رغم ذلك ثمة من يقدّر أن الانشطة الميدانية لهذين الفصيلين قد "أدّت الغرض والمهمة المنشودة" وهي:
- إشعار الإسرائيلي ومن يعنيهم الأمر بأن المسرح الجنوبي قد أعيدت تهيئته لاستعادة تجربة "العمل الفدائي الفلسطيني" الذي بسط حضوره على كل الجنوب بعد اتفاق القاهرة المبرم عام 1969 والذي واجه إسرائيل على مدى أكثر من 15 عاماً ولم ينته إلا بعدما نفذت إسرائيل اجتياحاً برّياً واسعاً للأراضي اللبنانية بلغ العاصمة في صيف عام 1982.
- واستطراداً فإن الوضع المستجد في الجنوب قد أسقط مفاعيل القرار الأممي الرقم 1701 وتالياً صارت المنطقة الجنوبية كلها أمام أمر واقع جديد.
وكان من الطبيعي أن يكون النشاط الميداني الأخير لكلا الفصيلين قد أسهم في ارتفاع أصوات معترضة في الداخل اللبناني مبدية خشيتها الصريحة من تكرار تجربة مرّت وفجرت تناقضات في الداخل اللبناني.
وبناءً على ما تقدم فإن السؤال عن الأسباب الجوهرية التي أفضت أخيراً الى تجميد كلا الفصيلين لنشاطهما العسكري يكتسب شرعية وأهمية.
ولكن القيادي في حركة "حماس" في لبنان وليد كيلاني يكشف لـ"النهار" أن التجميد الظاهر للأنشطة العسكرية لا يرتبط بقرار سياسي اتُّخذ بوقفها بقدر ما هو مرتبط بتطورات الميدان وتحولاته والوقائع المستجدة فيه. ويضيف كيلاني: "عندما اتخذنا قراراً بالمشاركة الميدانية لم تكن تساورنا أية رغبات في تكرار التجربة الماضية بل كنا نحاذر مثل ذلك. فنحن كفلسطينيين مقيمين في لبنان منذ زمن بعيد شئنا أن نعرب عن تضامننا ومساندتنا لشعبنا في غزة الذي يتعرّض لحرب إبادة حقيقية ضجّ منها العالم وسارع ليندّد بأهوالها ووحشيتها. وقد قلنا مراراً وتكراراً ومنذ زمن بعيد إننا حرصاء على استقرار الأوضاع في لبنان وإننا لسنا في وارد تكرار تجربة أسلفت بصرف النظر عن رؤيتنا وتقييمنا لها، فبالنسبة إلينا انتهى الى غير رجعة زمن النضال من الخارج الى الداخل عندما وُلدت حركتنا (حماس) وفصائل ومجموعات أخرى في الداخل في عام 1987 وانطلقنا منذ ذلك الحين في رحلة المواجهة من الداخل المحتل".
واستطرد قائلاً "وبالعموم نحن قلنا إن مشاركتنا في الميدان الجنوبي هي مشاركة تضامنية وتحت سقف المقاومة اللبنانية التي يقودها "حزب الله" وبالتنسيق معه، ونحن سبق أن أعلنا أن نشاطنا في الميدان الجنوبي سيتوقف تماماً عندما يتوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي على شعبنا في غزة".
"النهار"- ابراهيم بيرم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|