دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
شهادات مؤلمة... ومحاولات بحث يائسة عن حبة دواء في غزة
أصبحت صيدليات مدينة رفح الواقعة قرب حدود قطاع غزة مع مصر، خاوية على عروشها، في وقت يبحث فيه الكثير من المرضى بيأس شديد عن دواء يخفف أوجاعهم، وذلك بعد أن ولجت الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، شهرها الخامس.
وفي حديثه إلى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قال صاحب صيدلية "النجمة" بمدينة رفح، همام علي، إنه "لم يعد هناك أدوية للأمراض الشائعة" في القطاع الفلسطيني المحاصر، مثل الربو والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
وأضاف أيضا أنه "لم تعد المضادات الحيوية وأدوية للأطفال وعقاقير لعلاج الالتهابات الفيروسية والحمى الشديدة، متوفرة في الصيدليات".
وتابع:"في غضون شهر من بدء الحرب في 7 تشرين الاول، أصبحت جميع الأدوية الأساسية وبدائلها المعروفة غير متوفرة في قطاع غزة".
وروى كيف جاء رجل إلى صيدليته باحثا عن دواء الصرع لأطفاله الأربعة، لكن علي لم يكن لديه ما يعطيه له.
وكان الأب مشتتًا للغاية لدرجة أنه "بدا وكأنه على وشك أن يفقد عقله"، حسب الصيدلي الذي قال إنه "يشعر بالعجز" كل يوم، بينما اليائسون يدخلون صيدليته، دون أن يجدوا شيئا من ضالتهم.
شهادات مؤلمة
أما رائدة عوض (50 عاما)، التي نزحت مع عشرات من أقاربها من وسط قطاع غزة، وتعيش الآن في خيمة، فقالت إن أطفالها يعانون باستمرار من السعال ومشاكل في المعدة وأمراض أخرى، دون أن تتمكن من إحضار أدوية لهم.
وأضافت أنها تعاني من مرض السكري، وأنها لم تتمكن من الحصول على الأنسولين منذ مجيئها إلى رفح قبل شهر، موضحة: "قيل لي إن بإمكاني استخدام الأقراص حتى يتوفر الأنسولين.. بيد أنها نفدت أيضا، ويخرج ابني كل يوم للبحث عنها، لكن دون جدوى".
وفي شهادة أخرى، قال علاء محمود إنه نزح مع أسرته من خان يونس، المدينة الجنوبية التي تعتبرها إسرائيل معقلاً لحماس، والتي كانت مسرحاً لقتال عنيف منذ أسابيع.
وأوضح محمود أنه كان يكافح من أجل العثور على جهاز استنشاق لوالدته البالغة من العمر 70 عامًا، والتي تعاني من الربو.
وتابع: "لقد عانت والدتي بالفعل من عدة نوبات ربو، بما في ذلك نوبة قوية حيث نقلتها على عربة يجرها حمار تحت القصف إلى المستشفى في خان يونس".
وأضاف بأسى: "الموت يحيط بنا من كل جانب، سواء كان بسبب القصف أو المرض أو الجوع أو البرد".
محاولات يائسة للخروج
وفي ظل غياب العلاج الطبي المناسب، يحاول البعض في رفح إخراج أقاربهم المرضى عبر المعبر الحدودي مع مصر، لكن هذه عملية بطيئة وتتطلب موافقة إسرائيل على خروج المرضى وأفراد أسرهم المرافقين لهم.
وفي هذا الصدد، أوضح صخر أنه لم يعد بإمكان ابنته الحصول على جلسات غسيل الكلى التي تحتاجها 3 مرات في الأسبوع، منذ الطفولة.
وزاد: "لم تتلق جلسة منذ 10 أيام، وأنا أموت رعبا من فكرة موتها.. إنها في حالة سيئة، وقد سعينا لإخراجها إلى مصر، لكن الأمر صعب".
وبالمثل، يريد محمود البلبيسي، إخراج والدته من غزة لعلاجها من سرطان العظام، حيث إنها كانت قادرة قبل اندلاع الحرب على الذهاب إلى مستشفى في الضفة الغربية للحصول على جرعات العلاج الكيماوي، وهو أمر لم يعد ممكنا الآن.
إلا أن تلك السيدة أصبحت محاصرة في قطاع غزة دون إمكانية الحصول على الدواء. وفي هذا الصدد قال ابنها: "أخذتها قبل 5 أيام إلى مستشفى في رفح لأنها كانت تصرخ من الأوجاع القاتلة.. ولم يكن بإمكانهم سوى إعطائها مسكنات الألم".
وتابع: "أخبرونا أن السرطان انتشر إلى الكبد والجهاز الهضمي. لقد كانت على قائمة المغادرة منذ بداية الحرب، لكن لم يحدث شيء بهذا الخصوص حتى الآن”.
وحذرت وكالات الإغاثة من أن النظام الصحي في غزة انهار تقريبا منذ بدء الحرب، حيث لا يزال 14 مستشفى مفتوحا من أصل 36 منشأة طبية.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن ما يزيد قليلا عن 100 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية تدخل غزة يوميا في المتوسط، مقارنة بـ 500 شاحنة قبل الحرب.
وأوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أنه "ومثل الأنواع الأخرى من الإمدادات الإنسانية، لا تدخل الأدوية إلى غزة بكميات كافية لتلبية الاحتياجات".
وأردفت: "المستشفيات في حاجة دائمة إلى الإمدادات، مثل الأدوية المستخدمة أثناء العمليات الجراحية وأدوية الحروق، كما أن هناك نقصا في علاجات السرطان والمضادات الحيوية".
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "للأسف، يجد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة صعوبة في تأمين الدواء".
ولفتت إلى أن أطباء اللجنة الدولية العاملين في بعثات في القطاع، سمعوا من زملائهم الفلسطينيين أنهم اضطروا إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر، من أن "مزيجا قاتلا من الجوع والأمراض" سيؤدي إلى المزيد من الوفيات في غزة.
وأضافت أن "سوء التغذية يزيد من خطر وفاة الأطفال بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، خاصة في بيئة يفتقرون فيها إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة".
ويشهد قطاع غزة معدلات مرتفعة من الأمراض المعدية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تشمل "الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي والعديد من حالات التهاب السحايا والطفح الجلدي والجرب والقمل وجدري الماء".
وكان هناك أيضًا انتشار لمرض التهاب الكبد الوبائي (A) واليرقان بسبب الظروف غير الصحية في القطاع. (الحرة)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|