الاستحقاق الرئاسي مرواحة "دوبل"... الا اذا!
مخطئ من يعتقد أن في إمكانه توقع المشهد النهائي لأحداث الجنوب. ومخطىء ايضا من بأمكانه رسم ما سيرسو إليه الاستحقاق الرئاسي. اذ تسود الساحة السياسية حالة من الترقب لما ستؤول اليه المفاوضات بشأن الملفين من قبل الجهات الخارجية المعنية، أي أن لا قرار محليا صرف بأستثناء أن مواجهات الجنوب تخضع لمعايير تتصل بتحرك الميدان وتفوقه على أي حراك ديبلوماسي قائم.
ومن المؤكد أن ملف الرئاسة بدوره قد يتأجل حسمه، كما يظهر من المعطيات، لأن أدوات "الشغل" يجب أن تكون محلية، وهذه الأدوات بدورها لا يمكن تفعيلها بحوار أو بتشاور كما يرغب رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأن اللاءات المرفوعة بوجه فكرة الحوار لا تزال على حالها.
ما الذي سيتقدم للوصول إلى برّ الأمان؟ الرئاسة ام تطورات الميدان ؟ هو سؤال تجد مصادر سياسية مطلعة نفسها - عبر وكالة "أخبار اليوم" - غير قادرة على الإجابة عنه اقله بالنسبة إلى الملف الثاني، وتقول أن التهدئة على جبهة غزة قد لا تنسحب على الجنوب، شارحة ان ربط الساحات منذ احداث السابع من تشرين الأول قائم بالنسبة إلى حزب الله، في حين أن العدو الإسرائيلي قد يعد لخطة ما، وبالتالي ما من سيناريو قريب إلى الواقع، فأما أن يواصل هذا العدو استهداف المباني السكنية في مناطق محددة وهذا أمر مستنكر ومدان أو يوسع نطاق اعتداءاته الوحشية، لاسيما أنه وجه تهديدا إلى الدولة اللبنانية، وهذا أيضا قد يدفع إلى انزلاق الأمور، لافتة إلى أن الأحداث التي سجلت اخيرا في النبطية الى جانب الاستهدافات توحي بأنها قد تسلك منحى دراماتيكيا، وبالتالي إلى حين توافر الحل الديبلوماسي من خلال تفاهم مكتوب أو ضمانات، من المتوقع إلا تهدأ الساحة الجنوبية مع خرق جديد لقواعد الاشتباك.
وتفيد هذه المصادر أن الجهود الديبلوماسية للحؤول دون توسع الحرب متواصلة وسط ضغط المعارضة اللبنانية لتطبيق القرار ١٧٠١، والواضح أن الموفدين الذين زاروا بيروت في الفترة الاخيرة توقفوا عند الإنقسام السياسي بشأن الموقف العام من هذا الوضع والعجز في التعاطي الرسمي، الى جانب المؤسسات الدستورية غير المكتملة، معتبرة أن الكلام الذي قيل أن لبنان متروك لمصيره مرده إلى محصلة واحدة تتصل بعدم إمكانية الوصول إلى موقف داخلي موحد فضلا عن التردد في أي حسم منتظر حتى وإن كانت هذه الجهود مرحب بها.
اما رئاسيا، فلا شيء "فوق العادة" كما توضح هذه المصادر التي تتحدث عن حراك متكرر للمعارضة بالنسبة إلى جلسات الإنتخاب، في الوقت الذي يذهب فيه الرئيس بري بعيدا في التمسك بالتشاور للتوافق على أسماء قبل أي دعوة لجلسة الإنتخاب، وبالتالي بفعل التباين لن يكون مصير الملف إلا "دوبل مراوحة "، إلا إذا حصل اتفاق أو تنازل ما.
هي القصة نفسها، ما من أحد قادر على رسم الصورة حول المرحلة المقبلة جنوبيا ورئاسيا كما هي العادة. والشعب اللبناني لم يعد ينتظر شيئا... فقد ملّ من الانتظار الطويل.
كارول سلوم – "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|