بينهم ماهر و"النمر" و"جزار داريا"... أين اختفى "رجال" الأسد؟
رئيس ما بعد غزّة لن يصل بـ “الدّبّابة”!
لا جديد فعليّاً أمام اللجنة الخماسية، بفرعها الخارجي والمحلّي، سوى دعوة أفرقاء الصراع في لبنان إلى الحوار بالجملة أو بالمفرّق في وقت جزم فيه مصدر دبلوماسي لـ “أساس” بأن “لا تنتظروا تبنّي دول الخماسية أيّ مرشّح لرئاسة الجمهورية”. في المقابل أضفى كلام “السيّد” قبل أيام مزيداً من التشويق على المشهد الرئاسي: “قادرون على أن نوصل رئيساً على الدبّابة (كما تتّهموننا)، لكنّنا لن نفعلها”.
في خطاب الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصرالله “الغزّاوي” يوم الجمعة سلّط الضوء على ثلاث نقاط محورية مرتبطة بعمق الأزمة الداخلية ويصعب فصلها عن مسار تعاطي الحزب مع التسوية الداخلية المرتقبة مهما كانت عناوينها وطال وقتها:
1- وسط الحديث المتزايد عن دور الجيش اللبناني المقبل جنوباً واحتمال صدور قرار عن القيادة بتطويع نحو خمسة آلاف عسكريّ وطرح مصير الانتشار الأمنيّ والعسكري للحزب جنوب الليطاني، أطلق نصرالله رسائل لها دلالاتها في معرض تأكيده على ضرورة تقوية قدرات الجيش حيث كرّر قناعته بوجود موقف أميركي بمنع تسليح الجيش جوّاً وتزويده بالصواريخ قائلاً: “هم يريدون جيشاً يبقى “هالقد” ويعيش حالة “الحاجة” للأميركي. لا نريد أن نغمّق أكثر من ذلك، لكن هذه مشكلة حقيقية”.
2- في مقابل الربط المُحكَم بين جبهتَي غزة والجنوب أكّد الأمين العام فصل الحزب التامّ بينهما وبين “رئاسة الجمهورية وإمكانية إجراء تعديل في النظام السياسي والحصص الطائفية”، مشيراً إلى أنّه “حُكي معنا بموضوع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية والنظام السياسي، لكن نحن لا نذهب إلى هذه المواضيع بالسلاح بل بالعمل السياسي”.
كما أشار إلى “قدرتنا على أن نوصل فرنجية للرئاسة بالدبّابة”، ردّاً على اتّهام القوات له بذلك، “لكن هذه ليست قناعتنا ولا ثقافتنا”، ملمّحاً أيضاً إلى أنّ فرنجية لا يزال مرشّح الحزب.
3- رَبَط أمين عام الحزب حصراً رئاسة الجمهورية بـ”تفاهم القوى السياسية. فلنتفاهم، يصبح غداً لنا رئيس للجمهورية ليست له علاقة بحرب غزة ولا جنوب لبنان”، منتقداً من رَفَضَ التجاوب مع طاولة الحوار، أو الحوارات بالمفرّق، التي دعا إليها الرئيس نبيه بري. فعليّاً، التفاهم اليوم بحدّ ذاته تحت وطأة الحديد والنار يبدو أصعب بكثير.
لا فيتو بالشكل!
باختصار، أمام شبه الجمود الذي يسيطر على الحراك الدولي الرئاسي حيال لبنان، والتأرجح على هاوية الحرب مع إسرائيل، خصوصاً لجهة انفلاش رقعة التصعيد لتطال أكثر مناطق بالعمق الجنوبي، وعدم توحيد الخماسية مقاربتها حيال “مفتاح” الرئاسة والحكومة والفصل بين غزة والجنوب، كرّس نصرالله، دون أن يقولها، وجود علاقة حُكميّة بين دور الجيش، بواقعه كـ “صاحب حاجة” مع واشنطن، وقائده كمرشّح لرئاسة الجمهورية وبين أيّ ترتيبات متوقّعة، أمنيّة في الجنوب وسياسيّة على مستوى الرئاسة.
لا أحد حتى الآن، من خارج الحلقة الضيّقة لمركز القرار في الحزب، يملك تصوّراً حول مدى تمسّك الحزب بتبنّي ترشيح سليمان فرنجية، ومدى الربط الذي سيكرّسه بين الدور المستقبلي للجيش جنوباً واحتمال انتخاب قائده لاحقاً رئيساً للجمهورية، لكنّ المعلومات تشير إلى أنّ الحزب، من خلال الرسائل التي يبعثها إلى الخارج أو لموفدي دول القرار، يَحرص على الإيحاء بأنّه منفتح رئاسياً على جميع الطروحات لكن على قاعدة: “مستعدّون غداً أو بعد عام أن نذهب إلى مجلس النواب لانتخاب فرنجية، لكنّنا نقبل بأيّ نتيجة أخرى إذا توافر ثلثا الحضور وثلثا عدد النواب لمرشّح آخر”. التفسير العملي لهذه المعادلة: “لن يُفرض أيّ رئيس على الحزب”.
أمّا الجانب الآخر من الحرص يُترجم من خلال عدم الظهور بموقع واضع الفيتو على وصول قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية بغضّ النظر عمّا يُقال عن لائحة من الأسباب الموجبة التي تجعل كلّاً من برّي والحزب رافضين لوصول جوزف عون إلى قصر بعبدا.
لكن ماذا عن الدعوة إلى الحوار التي يبدو فقط الرئيس برّي والسيّد نصرالله متحمّسين لها في مقابل فرض شروط من جبران باسيل على آليّة الحوار وشكله؟ وهل الحزب مستعدّ للذهاب نحو مرشّح آخر يُطمئنه غير فرنجية من خلال الحوار؟
يُتوقّع أن يدعو برّي مجدّداً النواب إلى “التلاقي بأيّ شكل يمكن أن يدفع بالحوار إلى الأمام”، لكنّ المعطيات تؤكّد سقوط خيار الطاولة المستديرة وعدم وجود استعداد فعليّ لدى الغالبية أو أكثرية القوى السياسية لتغطية مسار “النقاش حول فرنجية على أيّ طاولة حوار موسّعة أو حوارات جانبية، من سمير جعجع إلى جبران باسيل”.
في هذا السياق كانت لافتةً “اللطشة” التي وجّهها السيّد نصرالله لباسيل بشكل أساس حين قال: “يا عمّي بِكُن شي؟ ليس هناك شيء اسمه مفاوضات حول ترسيم الحدود البرّيّة تحتاج من أحد أن يوقّع نيابة عن رئيس الجمهورية، حتى لا يخمّن بعضهم أنّنا نستغيب أحداً”، مضيفاً: “إذا صار مفاوضات مع رئيس المجلس أو رئيس الحكومة فسيكون على قاعدة اخرجوا من أرضنا”.
كلامٌ، وفق قريبين من الحزب، يُستدَلّ منه مزيدٌ من التباعد بين الضاحية وباسيل و”عدم وقوف السيّد شخصياً أمام رغبات باسيل في موضوع رئاسة الجمهورية بعدما استسلم الحزب في موضوع إقناعه بفرنجية، واستخفاف رئيس التيار بالحديث عمّا دار بينه وبين السيّد شخصيّاً في شأن ترشيح فرنجية”.
ملاك عقيل-اساس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|