دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
تشريد جديد لياسر عرفات!
أمام هول ما يحصل في غزّة، كان يمكن أن يمرّ إقدام الجيش الإسرائيلي على تهديم منزل الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات، مرور الكرام، ولكن حيال ما تخطط له الحكومة الإسرائيليّة لغزة في "اليوم التالي" للحرب يصبح تدمير منزل عرفات حدثًا نوعيًّا!
منزل عرفات في وسط مدينة غزة، وكان قد سكنه بعد عودته من منفى طويل، في ضوء اتفاق أوسلو في عام 1995، وبقي فيه إلى أن انتقل إلى رام الله في عام 2001، تحوّل بعد وفاته "المشبوهة بالاغتيال" في عام 2004 إلى متحف يروي قصة بطل نضال توّجته "نوبل" بطل سلام!
"متحف عرفات" لم يكن بعهدة حركة "حماس"، ولا في طيّاته تمّ التخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، ولا تحت بنيانه امتدّت الأنفاق، ولا في غرفه تكدّست الأسلحة، حتى يتم تدميره، ولكن - وهنا الخطورة في الإقدام على تهديمه - كان يرمز إلى شعب فلسطيني يناضل من أجل إقامة دولته.
وليس من قبيل الصدفة أن يسبق تهديم "متحف عرفات" بساعات قليلة تقديم رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو تصوّره لغزة بعد انتهاء الحرب، حيث تبرز النيّة على إرساء احتلال دائم لقطاع كان قد تحرّر في آب (أغسطس) 2005، وسط صيحات استنكار قادها وزير المالية بنيامين نتنياهو الذي استقال، في حينه، من حكومة الراحل أرييل شارون، بسبب تصويت الأغلبية فيها، على بدء الانسحاب من القطاع وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية فيه.
وعقيدة نتنياهو لا لبس فيها: يكره كل ما يمثّله ياسر عرفات، تمامًا كما يكره كل ما كان يمثله إسحق رابين الذي اغتيل في الرابع من تشرين الثاني( نوفمبر) 1995.
وعرفات ورابين يرمزان إلى محاربَين شرسين اقتنعا، بعد حروب طويلة ونزاعات كثيرة وتضحيات ضخمة، بأنّ السلام – مهما كان صعبًا - هو الخلاص!
لبنيامين نتنياهو هذا، بكل ما هو معروف عن عقيدته وعن نهجه اللذين طالما أفادا أعداء السلطة الفلسطينية، بدا الهجوم الذي شنّته "حركة حماس" على غلاف غزة في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) هدية من الجحيم.
ليس صحيحًا أنّ هجوم "حماس" على غلاف غزة قد كتب نهاية نتنياهو. لقد كانت الانتفاضة الشعبية الإسرائيليّة ضده وضد حكومته وضد منحاه الديكتاتوري، تتولّى رسم نهاية ذليلة له، سواء في الشارع أو في قاعة محكمة الفساد، وجاءت عملية السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) لتعطيه منبرًا لا يقاوم لإقناع غالبية الإسرائيليّين بعقيدته الخطرة، وبوجوب تنفيذها بسرعة، ومهما كانت الكلفة. قد تنتهي حياة نتنياهو بعد الحرب، ولكن بعد أن يكون على الأقل قد حقق أهدافه المعلنة.
إنّ تهديم منزل ياسر عرفات، واعتبار ذلك مجرّد "ضرر جانبي"، لا يظهر فقط العقليّة الخطرة التي ترسم مستقبل غزة والفلسطينيّين، بل تظهر أيضًا أنّ نتنياهو يجد في المقلب الآخر رفيقًا ممتازًا لرقصة التانغو.
نتنياهو يمجد القوة والعنف، ليس لأنّه "طوباوي" بل لأنّ كيانه متفوّق في هذا المجال. "رفيقه الفلسطيني في رقصة التانغو" هو الآخر يمجد القوة والعنف، ولكنّه لا يأبه بالاختلال الرهيب في ميزان الرعب. اختلال يترجم نفسه ويلات وكوارث في قطاع غزة، وفي الضفة الغربيّة وفي جنوب لبنان.
إنّ الشرق الأوسط عمومًا وفلسطين خصوصًا قد عادا إلى حقبة الظلام. حقبة أصبح فيها متحف ياسر عرفات مجرّد كومة دمار بعدما كان إرث إسحق رابين قد تحوّل إلى غبار!
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|