عربي ودولي

صفقة غزة: الميزات والصعوبات

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتقدّم أخبار الصفقة لوقف النار في غزة. ومعها تحضر الملفّات الصعبة: إعادة إعمار غزة، وبناء الدولة. والصعوبات كثيرة وأهمّها السلبيّة الإسرائيلية. أمّا الميزات فهي توقّف القتل في غزة والضفة، والاهتمام بحياة الإنسان والمساعدات، والعمل المباشر على إقامة الدولة. والجميع يريد أن يكون ذلك مهمّة العرب بعد طول غياب.

 

يستطيع نتنياهو ومعه اليمين الإسرائيلي أن يقاوم الصفقة التي تحاول الولايات المتحدة إبرامها لإنهاء الحرب في غزّة. وهم يقاومونها في الواقع في كلّ حلقاتها:

– وقف الحرب في غزة.

– إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المُحاصَر.

– تهدئة الضفة الغربية.

– والدخول في حلّ الدولتين.

غزة

لكنّهم لا يستطيعون المقاومة إلى ما لا نهاية. ليس لأنّ أميركا شديدة القوّة وهم شديدو الحاجة إليها. بل لأنّ أهداف العملية لا يمكن تحقيقها:

– إنهاء حماس.

– وتهجير سكان القطاع أو قسم منهم.

– واحتلال غزة من جديد.

– ومنع قيام دولة فلسطينية.

كلّ هذه الأمور قالوها علناً في مجلس الحرب وفي اجتماعات الحكومة. لكنّ إسرائيل محتاجة إلى أميركا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً. كما هي عالة على دولٍ أوروبية مثل فرنسا وإنكلترا وألمانيا. وما تزال مساعدات الدول المذكورة تتدفّق على إسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنّ كلّ الدول المساعدة وعلى رأسها الولايات المتحدة تريد الآن وقف النار وإقامة الدولة. وبعض هذه الدول (أميركا وبريطانيا) فرضت عقوبات على المستوطنين بسبب تصرّفاتهم في الضفة الغربية تجاه السكان والأرض الزراعية.

هكذا فإنّ صعوبات الصفقة تعود للرفض الإسرائيلي على الرغم من استحالة الأهداف. إذ يقال إنّ رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد استمرار الحرب. وكذلك اليمين، لأنّ الجمهور ضدّهم ولن تعود الريح إلى أشرعتهم في انتخابات جديدة. وعلى نتنياهو محاكمات كثيرة.

“عدم معارضة” في إسرائيل لوقف حرب غزّة

بيد أنّ الأمور الأخرى مثل استحالة القضاء على حماس، والخوف على حياة الأسرى، والخوف من فتح الجبهة مع لبنان… كلّ ذلك يدفع الجيش وبعض الأجهزة الأخرى وفريق من الرأي العامّ لعدم معارضة طلب وقف النار، والتهدئة داخل الضفة.

يستطيع نتنياهو ومعه اليمين الإسرائيلي أن يقاوم الصفقة التي تحاول الولايات المتحدة إبرامها لإنهاء الحرب في غزّة. وهم يقاومونها في الواقع في كلّ حلقاتها
الأمر الإيجابي الرئيسي في الصفقة الجاري عليها العمل الآن أنّ الولايات المتحدة والأوروبيين يضعون الدولة الفلسطينية في واجهتها. وما كان الأمر كذلك منذ عام 2000 تاريخ آخر مفاوضات. إذ بعدها وقع حدث عام 2001 وصار العالمان العربي والإسلامي إرهابيَّين.

يومها تدخّل الصهاينة واعتبروها فرصة فذهبوا إلى أنّ الفلسطينيين كلّهم إرهابيون. أو على الأقلّ الذين يحملون السلاح. ولذلك وبدعوى الإرهاب تنتهي القضية الفلسطينية. وكما قال أحد الصهاينة قريباً: “المطلوب التأجيل حتى النسيان. وخلال ذلك التلاعب”!

كأنّما المشكلة ليست مع الاحتلال بل بين الفلسطينيين أنفسهم (حماس وفتح) . وما عاد هناك شريك لإسرائيل في عملية السلام. ومشهورة هي التكتيكات بين حماس وإسرائيل. فعندما يتعاظم التوتّر تضرب حماس أو إسرائيل. ثمّ يتدخّل القطريون والمصريون ويتوقّف إطلاق النار. ويعمل القطريون على هدنه طويلة بين الطرفين. وترسل قطر أموالاً لحماس في غزّة من خلال إسرائيل!

فبعد كلّ حرب لا يحدث شيء إلا إطلاق بعض الأسرى من الطرفين، ولا يذكر أحد فلسطين ولا قضيّتها.

لماذا حضرت “الدولة” هذه المرّة

هذه المرّة صارت القضية الفلسطينية ومطلب الدولة حاضرين. لماذا؟ هل لأنّ هجوم حماس كان أقسى؟ أبداً.

بل لثلاثة أسباب:

– التدخّل الإيراني.

– والثوران الفلسطيني العامّ على الاحتلال.

– والهجوم الحماسيّ القويّ أخيراً.

أكبر ما أزعج الأميركيين، الذين كانوا قد أبعدوا العرب عن فلسطين وعن العراق وحاولوا إبعادهم عن اليمن، هو ظهور التحكّم الإيراني بملفّات المنطقة. وأهمّها بالنسبة للولايات المتحدة:

1- أمن إسرائيل.

2- ثمّ ما عاد هناك سبب لبقاء الاحتلال على 7 ملايين فلسطيني تنتقص أرضهم وحرّياتهم كلّ يوم. والاحتلال محميّ من أميركا وأوروبا.

الأمر الإيجابي الرئيسي في الصفقة الجاري عليها العمل الآن أنّ الولايات المتحدة والأوروبيين يضعون الدولة الفلسطينية في واجهتها
3- والأمر الثالث خطير أيضاً. وهو احتمال استيلاء تيّار إسلامي على الأرض والناس في القسم العربي من فلسطين. مع ارتباط ذاك التيار بإيران والسير على هواها في ترتيبات الصراع. فالأخطر من قوّة حماس في نظر الأميركيين هو ارتباطها وسائر ميليشيات المنطقة بإيران.

الأمر الإيجابي الثاني هو الإجماع العالمي (وليس من جانب الولايات المتحدة وأوروبا فقط) على ضرورة التدخّل العربي لإنهاء مشكلة غزة وإقامة الدولة الفلسطينية.

لقد كان يمكن القول إنّ في ذلك توريطاً للعرب لأنّ القضية صعبة من الطرفين: الإسرائيلي والإيراني. أمّا الحقيقة فإنّ الأمر ليس ترفاً يمكننا قبوله أو رفضه. بل هي قضايا مصير. فالميليشيات الإيرانية تحيط بنا من كلّ حدبٍ وصوب. وتضرب الإنسان. وتتسبّب في تخريب العمران تارةً بشكل مباشر. وطوراً من طريق التحرّش بإسرائيل المتدرّبة على استغلال الفرص والابتزاز والتنكيل.

الخلاص من الميليشيات المتأيرنة

ولذلك فإنّ هناك ملاحظات وشعبويّات سلبية ستبرز عند كلّ خطوة. لكن لا بدّ من الاهتمام برعاية المصالح العربية العليا. وأهمّها الخلاص من الميليشيات المتأيرنة وغيرها. فلسطين وسورية ولبنان واليمن مهمّتنا وليست دوراً يُعطى ويؤخذ. وإلّا فما معنى أن نكون عرباً تجمعنا جامعة، وتجمعنا لغة وثقافة، وتجمعنا جغرافية، ويجمعنا دين، وتجمعنا الأخطار المحدقة بنا؟!

مع أخبار تقدّم الصفقة ذات المراحل، تتنامى أخبار التغيير الذي يقوم به أو سيقوم به محمود عباس ليصبح أكثر تأهّلاً لاستعادة وحدة فلسطين. وكما توحّد العرب من وراء الدعوة إلى وقف النار، سيتوحّدون لإعادة إعمار غزة. وللعمل على إعمار الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية.

طوال عقدين وأكثر ناضل عرب الاستقرار والتنمية ضدّ التطرّف والإرهاب وأقاموا علاقات التواصل والمسالمة حتى مع إيران. والآن يكون عليهم الاهتمام بأمنهم ومستقبلهم في المنطقة والعالم. وكما لم يقصّروا من قبل، لن يقصّروا اليوم وقد صاروا أكثر تجربةً وصلابةً ونجاحاً في الدواخل وفي المجال العالمي الثنائي والمؤسّسي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا