متفرقات

السنة الكبيسة: كيف أصبحت موجودة في تقويمنا؟ و أربعة أشياء يجب معرفتها عن هذا التاريخ

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يشكل يوم 29 فبراير حالة نادرة حيث إنه الوحيد الذي لا يتكرر سنوياً وإنما يعيشه البشر مرة واحدة كل أربع سنوات، ويُعتبر المولودون في هذا اليوم من بين الأسوأ حظاً بين البشر بسبب أن عيد ميلادهم لا يتكرر سنوياً وإنما مرة واحدة كل أربع سنوات.

والسنوات الكبيسة هي سنوات تحتوي على 366 يوماً تقويمياً بدلاً من 365 يوماً تقويمياً، وهي تحدث كل أربع سنوات في التقويم الغريغوري، وهو التقويم الذي تستخدمه غالبية دول العالم حالياً. حيث إن اليوم الإضافي، المعروف باليوم الكبيس، هو 29 فبراير، وهو غير موجود في السنوات غير الكبيسة.

وبمعنى آخر فان كل سنة قابلة للقسمة على أربعة هي سنة كبيسة، مثل 2020 و2024، باستثناء بعض السنوات المئوية أو السنوات التي تنتهي بالرقم 00، مثل العام 1900.

ونشر موقع "لايف ساينس" المتخصص بأخبار العلوم تقريراً مفصلاً اطلعت عليه "العربية نت"، ويشرح أسباب وكيفية ظهور "السنة الكبيسة"، وتاريخها في العالم.

ويلفت التقرير الى أن التقويمات الأخرى غير الغربية، بما في ذلك التقويم الإسلامي والتقويم العبري والتقويم الصيني والتقويم الإثيوبي، لديها أيضاً إصدارات من السنوات الكبيسة، ولكن هذه السنوات لا تأتي جميعها كل أربع سنوات وغالباً ما تحدث في سنوات مختلفة عن تلك الموجودة في التقويم الغريغوري. وتحتوي بعض التقاويم أيضاً على أيام كبيسة متعددة أو حتى أشهر كبيسة مختصرة.

وبالإضافة إلى السنوات الكبيسة والأيام الكبيسة، يحتوي التقويم الغريغوري (الغربي) أيضاً على عدد قليل من الثواني الكبيسة، والتي تمت إضافتها بشكل متقطع إلى سنوات معينة، كان آخرها في 2012 و2015 و2016. ومع ذلك، فإن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (IBWM) وهو المنظمة المسؤولة عن ضبط الوقت العالمي سيقوم بإلغاء الثواني الكبيسة اعتباراً من عام 2035 فصاعداً.

لماذا نحتاج إلى سنوات كبيسة؟

يقول تقرير "لايف ساينس" إن السنوات الكبيسة مهمة جداً، وبدونها ستبدو سنواتنا مختلفة تماماً في النهاية. حيث توجد السنوات الكبيسة لأن السنة الواحدة في التقويم الغريغوري أقصر قليلاً من السنة الشمسية أو الاستوائية، وهو مقدار الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس بالكامل مرة واحدة. ويبلغ طول السنة التقويمية 365 يوماً بالضبط، لكن السنة الشمسية تبلغ تقريباً 365.24 يوماً، أو 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية.

وإذا لم نأخذ في الاعتبار هذا الاختلاف، فإننا في كل سنة تمر سنسجل فجوة بين بداية السنة التقويمية والسنة الشمسية ستتسع بمقدار 5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية كل عام، وهذا من شأنه أن يغير توقيت الفصول. على سبيل المثال، إذا توقفنا عن استخدام السنوات الكبيسة، فبعد حوالي 700 عام، سيبدأ الصيف في نصف الكرة الشمالي في ديسمبر بدلاً من يونيو.

وتؤدي إضافة أيام كبيسة كل سنة رابعة إلى إزالة هذه المشكلة إلى حد كبير لأن اليوم الإضافي يكون تقريباً بنفس طول الفرق الذي يتراكم خلال هذا الوقت.

ومع ذلك، فإن النظام ليس مثالياً، فنحن نكتسب حوالي 44 دقيقة إضافية كل أربع سنوات، أو يوماً كل 129 عاماً. ولحل هذه المشكلة، نتخطى السنوات الكبيسة كل سنة مئوية باستثناء تلك التي تقبل القسمة على 400، مثل 1600 و2000. ولكن حتى ذلك الحين، لا يزال هناك فرق بسيط بين السنوات التقويمية والسنوات الشمسية، وهذا هو السبب في أن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس جرب أيضاً الثواني الكبيسة.
ولكن بشكل عام فان السنوات الكبيسة تعني أن التقويم الغريغوري (الغربي) يظل متزامناً مع رحلتنا حول الشمس.

تاريخ السنوات الكبيسة

وتعود فكرة السنوات الكبيسة إلى عام 45 قبل الميلاد، عندما أنشأ الإمبراطور الروماني القديم يوليوس قيصر التقويم اليولياني، والذي كان يتكون من 365 يوماً مقسمة إلى 12 شهراً لا نزال نستخدمها في التقويم الغريغوري.
وكان التقويم اليولياني يتضمن سنوات كبيسة كل أربع سنوات دون استثناء، وتمت مزامنته مع فصول الأرض بفضل "السنة الأخيرة من الارتباك" في 46 قبل الميلاد، والتي تضمنت 15 شهراً بإجمالي 445 يوماً، وفقاً لجامعة هيوستن.

ولعدة قرون، بدا أن التقويم اليولياني يعمل بشكل مثالي، ولكن بحلول منتصف القرن السادس عشر، لاحظ علماء الفلك أن الفصول كانت تبدأ قبل حوالي 10 أيام من المتوقع عندما لم تعد العطلات المهمة، مثل عيد الفصح، تتوافق مع أحداث معينة، مثل الاعتدال الربيعي.

ولعلاج هذه المشكلة، قدم البابا غريغوري الثالث عشر التقويم الغريغوري في عام 1582، وهو نفس التقويم اليولياني ولكن مع استبعاد السنوات الكبيسة لمعظم السنوات المئوية.

ولعدة قرون، تم استخدام التقويم الغريغوري فقط من قبل الدول الكاثوليكية، مثل إيطاليا وإسبانيا، ولكن تم اعتماده في النهاية من قبل الدول البروتستانتية أيضاً، مثل بريطانيا العظمى في عام 1752، عندما بدأت سنواتها تنحرف بشكل كبير عن الدول الكاثوليكية.

وبسبب التناقض بين التقويمات، اضطرت البلدان التي تحولت لاحقاً إلى التقويم الغريغوري إلى تخطي أيام للمزامنة مع بقية العالم. وعلى سبيل المثال، عندما قامت بريطانيا بتبديل التقويمات في عام 1752، تبع يوم 2 سبتمبر يوم 14 سبتمبر، وفقاً لمتحف غرينتش الملكي.

ويخلص تقرير " لايف ساينس" إلى أن البشر سيضطرون في مرحلة ما في المستقبل البعيد الى إعادة تقييم التقويم الغريغوري لأنه لا يتوافق مع السنوات الشمسية، لكن الأمر سيستغرق آلاف السنين حتى يحدث هذا الأمر.

في ما يلي أربعة أشياء يجب معرفتها عن تاريخ التاسع والعشرين من شباط الذي يشهده العالم في الأعوام الكبيس، أي مرة كل أربع سنوات، ويصادف هذا العام يوم الخميس المقبل.

- مضاعف لـ4، وليس لـ100 -
حاولت مصر القديمة مواءمة تقويمها بشكل أفضل مع الدورة الطبيعية للفصول. لكن يعود الفضل إلى يوليوس قيصر في إدخال السنوات الكبيسة، مع "إصلاح التقويم الروماني (...) في عام 708" (إدخال التقويم اليولياني في عام 45 قبل الميلاد)، كما يوضح معهد ميكانيكا الفلك السماوي وحساب والتقويمات، الملحق بمرصد باريس (IMCCE).

في السنوات المكونة من 366 يوماً، كان اليوم الإضافي حينها تكراراً لتاريخ 24 شباط، أي "اليوم السادس قبل تقويم آذار".

ومع الانتقال إلى التقويم الغريغوري في عام 1582، "أُدرج اليوم الإضافي في نهاية شهر شباط، في اليوم التاسع والعشرين"، بحسب معهد IMCCE.

وبما أن الأرض لا تستغرق بالضبط 365 يوماً و6 ساعات للدوران حول الشمس، بل 365 يوماً و5 ساعات و48 دقيقة وبضع ثوانٍ، فليست كل السنوات التي هي مضاعفات للرقم أربعة سنوات كبيسة، إذ تُستثنى منها مضاعفات الـ100. من هنا، فإنّ عامي 1900 و2100 على سبيل المثال ليس فيهما تاريخ 29 شباط.

- العمر أبطأ أربع مرات -
كانت الممثلة الفرنسية ميشال مورغان، التي توفيت عن 96 عاما، تتباهى مازحة بأنها من المحظيين لأن تقدّمها في السن كان يحصل "أبطأ بأربع مرات من الآخرين" لكونها مولودة في 29 شباط، شأنها في ذلك شأن المؤلف الموسيقي الإيطالي روسيني، والممثل الفرنسي جيرار دارمون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ومغني الراب الأميركي جا رول، والفكاهي الكندي شوغر سامي.

مع احتمال نسبته واحداً من 1506 للولادة في 29 شباط/فبراير، فإن بضعة ملايين فقط من الأشخاص في العالم لديهم تاريخ الميلاد المميز هذا. على وجه التحديد، 27832 في فرنسا منذ عام 1968، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.

وعلى الحدود مع المكسيك، يقام للأشخاص المولودين في 29 شباط/فبراير مهرجان خاص بهم  في مدينة أنتوني الصغيرة في تكساس، التي نصبت نفسها عاصمة عالمية للسنوات الكبيسة منذ عام 1988.

- يوم تقليدي للزواج -
وفي ايرلندا، دفعت الحكومة مكافأة قدرها 100 يورو في عام 2004 للأطفال المولودين في 29 شباط، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للسنة الدولية للأسرة، التي أعلنتها الأمم المتحدة في عام 1994.

لا يزال الايرلنديون أيضاً يضعون في اعتبارهم تقليداً قديماً يعود تاريخه إلى القرن الخامس، وهو جعل 29 شباط "يوم العازبين" أو "يوم امتياز السيدات": أي أنه بإمكان المرأة خلال هذا النهار التقدم للزواج من الرجل. وكان على من يرفض عروض الزواج أن يقدّم هدية عند البعض، أو غرامة عند البعض الآخر.
 
وفي عام 2010، ألهم هذا التقليد فيلم "ليب يير" ("Leap Year")، وهو عمل كوميدي رومانسي من بطولة إيمي آدامز... اختارته مجلة تايم "أسوأ فيلم للعام".

- عطل عام 2000 -
مع اقتراب الألفية الجديدة، تركزت كل المخاوف على احتمال حدوث عطل كبير في أجهزة الكمبيوتر في الأول من كانون الثاني 2000. لكن في نهاية المطاف، كانت المشكلات التقنية مرتبطة بتاريخ 29 شباط 2000. فقد تعطلت حواسيب الشرطة موقتا في بلغاريا، وكذلك خدمات الأرصاد الجوية اليابانية ونظام أرشفة الرسائل التابع لخفر السواحل الأميركيين وخدمة الضرائب البلدية في مونتريال، بحسب أرشيف وكالة فرانس برس.

وكان لا بد من تصحيح نظام الكمبيوتر الخاص بعدادات مواقف السيارات في باريس آلة تلو الأخرى، لأنه لم يتنبأ بتاريخ 29 شباط 2000.

في الواقع، لا يمكن أن تكون سنة 2000 كبيسة، لأن السنوات التي تكون من مضاعفات 100 ليست كذلك... إلا إذا كانت أيضاً من مضاعفات 400، مثل 2000 (أو 1600 أو 2400).

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا