دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
شحاذون وقحون في مواقف “المول” والـ”سوبرماركت”
يسجل منذ فترة انتشار ظاهرة جديدة تثير الكثير من الأسئلة فضلاً عن الخوف لدى المواطنين، خصوصاً من يقصدون “المول” والـ”سوبرماركت”، بالإضافة إلى بعض أماكن الترفيه والمناطق والمنتجعات السياحية. هذه الظاهرة تتمثل بوجود شحاذين بعمر الطفولة أو المراهقة ينتشرون في مواقف السيارات الخاصة لبعض “المول” والـ”سوبرماركت” في مناطق مختلفة. ويشتكي مواطنون كثر من أنهم حين يقصدون “المول” والسوبرماركت “يطالعهم شحاذون ينقضون عليهم، طالبين أن يشتروا منهم قناني مياه أو علكة أو علبة محارم ورقية أو غيرها، بوقاحة منقطعة النظير”، مشيرين إلى أن “أعمارهم صغيرة في الإجمال لكن بعضهم في عمر المراهقة، وغالبيتهم من جنسيات غير لبنانية”.
تقول ريما، وهو اسم مستعار كما طلبت، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إنها “تسكن في محيط منطقة الجميزة وباتت في الفترة الأخيرة تخاف من التجول حتى في منطقتها وتحرص على أن تصل إلى بيتها قبل غروب الشمس”. وتضيف: “منذ فترة هناك شحاذون بأعداد كبيرة تعجّ بهم المنطقة، وهم ينتشرون في مختلف الزوايا والشوارع، وقبل أيام تعرّضت لحادثة مع أحد هؤلاء الشحاذين بعمر المراهقة حصلت في موقف سيارات تابع لـ”مول” في المنطقة، ولا أزال مرعوبة من يومها”.
توضح ريما تفاصيل ما حصل مع الشحاذ، وتقول: “قصدت مساء ذلك اليوم أحد “المولات” المشهورة والقريبة من منطقة سكني، وإذ بي وأنا بصدد ركن سيارتي في موقف السيارات الخاص بـ”المول” أفاجأ بشحاذ بعمر المراهقة ينقض على زجاج سيارتي وهو يحمل قنينة مياه وعلبة محارم ورقية ويقول بإصرار وعناد: “اشتري مني قنينة، بدك تشتري مني علبة محارم”.
تتابع: “أجبته بعدما استفقت من “الرعبة”: “شكراً مش عايزة، إذا بتريد بعاد عن السيارة”. لكن الشحاذ بقي على حاله وصار يضرب بالقنينة على زجاج السيارة ويصرّ بكل وقاحة على أن أشتري منه مهما كلف الأمر، ولم يبتعد إلا حين أطلت سيارة دخلت إلى موقف السيارات إذ كان سائقها يقصد “المول” حيث حصلت الحادثة، فدخلت إلى “المول” وأنا لم أستوعب ما حصل. لكن المخيف أنني حين خرجت بعد ساعة تقريباً وجدت الشحاذ يقف بالقرب من سيارتي، وراح يرمقني بنظرات شرّ وغضب وأنا متجهة إليها”.
ريما “لا تزال مرعوبة منذ حصول الحادثة”. وتسأل: “من يحميني فيما لو قرّر هذا الشحاذ الاعتداء عليّ؟ وماذا يفعل في موقف سيارات خاص بـ”مول” في الليل؟ وكيف يتحرك بهذه السهولة وينقض على الناس ويرعبهم؟ ولكل من يريد أن يحدثني عن التضامن والإنسانية والظروف المعيشية وغيرها، ليأتِ إلى منطقتي أو ليرسل ابنته أو شقيقته ويضعها في موقف الرعب الذي عشته. نحن لم نعد نشعر بالأمان حتى في منطقتنا، فمن يحمينا؟”.
ظاهرة انتشار الشحاذين لا تقتصر على مواقف السيارات في عدد من “المول”، بل يلاحظها كثيرون في مواقف السيارات الخاصة ببعض السوبرماركت. وتشتكي أولغا عبر موقع “القوات”، من أنها “كانت تقصد سوبرماركت مشهورة في منطقة جبيل لأنها “مرتّبة” ولديها موقف سيارات كبير وترتاح فيها، لكنها لم تعد تقصدها لكثرة الشحاذين في موقف السيارات بل حتى بالقرب من مدخل السوبرماركت بشكل مزعج ومنفِّر. وبغض النظر عن الحالة الإنسانية، لم نعد نعرف من هو محتاج فعلاً ومن يعتمد الشحاذة كباب للنصب والاحتيال. فلا أفهم ما الذي يدفع أمّاً إلى حمل طفل لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات كحد أقصى، في عزّ البرد وتحت الشتاء، في موقف سيارات لـ”سوبرماركت”؟ نحن نخاف على أولادنا من شباك مفتوح ومن نسمة هواء، فأي أمّ تفعل ذلك؟”.
في الخلاصة، لا شك أن الظروف المعيشية قد تدفع كثيرين إلى التسول والشحاذة عندما تُسدّ في وجوههم سبل العيش، لكن الفقر لا يبرّر رمي الأطفال في الشوارع تحت البرد والمطر. علماً أن التجارب العديدة السابقة تعلّمنا أن ظاهرة الشحاذين المنتشرين في المناطق والشوارع الرئيسية والتجارية ليست بريئة، وألقي القبض على العديد من العصابات المتخصصة في هذا المجال والتي تستغل الأطفال والمراهقين وتجبرهم على التسول، وبعضها تستخدم الشحاذة والتسول كستار لممارسة جرائم أخرى من بينها الدعارة وتجارة المخدرات، بل جرائم أخطر تهدد الأمن في الصميم كما تبيَّن من خلال القبض على بعض عصابات التسول ومشغلّيها في فترات سابقة. بالتالي، على الأجهزة المختصة عدم الاستخفاف بظاهرة الشحاذين المتفاقمة في الفترة الأخيرة وإيلائها ما تستحق من متابعة، على الرغم من أن الجميع يتفهَّم الظروف والضغوط القاسية التي تتعرّض لها الأجهزة في ظل الأزمة الاقتصادية والظروف المعروفة”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|