عاصفة "الأبراج" على الحدود تتلاشى المسألة تُعالج... والترسيم خارج نطاق البحث
لايزال موضوع الأبراج على الحدود اللبنانية - السورية يثير ردودا سياسية، وإن انحسر تدريجاً ربطاً بحرب غزة وجنوب لبنان واتساع رقعة العمليات الإسرائيلية في العمق اللبناني، وطرح تساؤلات حول مصير العلاقات بين البلدين، وبالتالي أعاد التصعيد السياسي إلى الواجهة، لكن بنسبة أقل من الفترة السابقة نظراً الى ما يعانيه لبنان في الظروف الراهنة. وبحسب مصادر سياسية لبنانية وسورية، واستناداً الى أحد قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية، ان المسألة لاتزال غامضة وهي قيد المعالجة، ويقول: "إننا نتابع الوضع والأمور إيجابية، ويجب طيّ هذا الموضوع بين المعنيين وأن يأخذ الشق التقني دوره لا السياسي".
وربطاً بإثارة سوريا موضوع الأبراج الذي حرّك عاصفة ردود من بعض القوى السياسية اللبنانية، فإن تساؤلات بدأت تُطرح حول مصير ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، وخصوصاً القرار 1680 الذي يجيز ذلك، ولماذا لم يتم الترسيم وماذا يحصل على خط العلاقة بين البلدين؟ ثمة ضبابية تحيط بهذه المسائل وتخيّم على مصير العلاقات التي تشهد "طلعات ونزلات" وخصومة، إلى الانقسام الحاد بين المكونات اللبنانية بين داعم لدمشق ومناهض لها. كل هذه العناوين مطروحة على بساط البحث وإنْ كانت تعاني من بعض "البرودة"، نظراً الى التراكمات الداخلية، أي الملفات السياسية والاقتصادية. وما زاد الطين بلة ان الحرب الدائرة في الجنوب وصولاً إلى غزة وسوريا والعراق واليمن، طغت على ما عداها، ونسي البعض أن هناك ترسيم حدود وكذلك موضوع الأبراج الذي عاد وحرك المياه الراكدة. ومَن يتابع هذه القضية يدرك أنها بدأت تتلاشى كما أي موضوع تتم إثارته وسرعان ما يذوب. فماذا يحصل على خط هذه المسائل والعناوين، من الأبراج إلى ترسيم الحدود وفق القرار 1680 الذي ينص على موضوع الترسيم؟
مصدر رفيع يتابع موضوع العلاقات اللبنانية - السورية يؤكد لــ"النهار" أن "الإتصالات جارية على قدم وساق حول موضوع الأبراج، وثمة أمر ما سيحصل قريباً بفعل هذه الإتصالات بين الطرفين"، كاشفاً أن هناك مكتب تنسيق عسكريا يجري من خلاله التلاقي والتواصل والتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، واللقاءات تحصل شهرياً ووفق الحاجة، لافتاً إلى أن "موضوع الأبراج يعالج بهدوء وبشكل تقني بعيداً من الصخب السياسي. ولهذه الغاية فان اجتماعات ولقاءات ستحصل قريبا بعيداً من الأضواء والإعلام، وستؤدي إلى النتائج المتوخاة"، وفق ما يشير إليه ربطاً بما تمت إثارته، "إنما البعض دخل على الخط وأثار عواصف سياسية، علما ان الموضوع بدأ يسلك طريقه للمتابعة والمعالجة بعدما أخذ أبعاداً سياسية، فيما القضية تقنية بحت، والمهم أن اللقاءات التي ستحصل ستكون حاسمة وستظهر النتائج".
ويضيف المصدر نفسه أن "لقاء قريبا سيفضي إلى أمور مهمة في إطار التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، وهناك حلول سيتم الإعلان عنها في وقتها، وما يحصل اليوم هو معالجات هادئة ومدروسة في إطار اللقاءات التي تجري بين الجانبين، ويمكن القول إنها مستمرة بشكل يومي على صعيد مكافحة التهريب على الحدود، ومعالجة كل القضايا والمسائل من الحدود إلى الأبراج وسواها".
وحول مسألة ترسيم الحدود، يردّ بان "هذا الموضوع غير مطروح على الإطلاق من خلال القرار 1680، وبمعنى أوضح ان موضوع ترسيم الحدود غير مطروح على بساط البحث في هذه المرحلة، فهناك حرب والأمور تعالج وتتابع بين الجهات المعنية في البلدين حول كل القضايا والمسائل، لكن الترسيم هو الآن خارج نطاق البحث".
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|