هاجس الحرب الشاملة يقضُّ مضاجع اللبنانيين
يبقى حديث الناس منصبّاً على ما يجري في الجنوب، في ظلّ مخاوف وهواجس تعتري أبناء تلك المنطقة واللبنانيين عموما، بعدما تخطّت العمليات والاعتداءات الإسرائيلية قواعد الاشتباك، بحيث طاول القصف البقاع إلى الغازية ومنطقة صيدا ووادي الزينة وسواها، ما يعني ان الأمور خرجت عن القواعد المألوفة.
والسؤال: هل تندلع الحرب الشاملة لاسيما ان التهديدات الإسرائيلية متواصلة يوميا من احتمال الرد على "حزب الله" بشكل يشبه ما يحصل في غزة، وإعادة لبنان الى العصر الحجري وسوى ذلك من التهويل الاسرائيلي؟
في غضون ذلك، توالت المواقف من إمكان قيام إسرائيل بعملية اجتياح حتى شمال الليطاني، خصوصاً أن بعض الخبراء العسكريين والاستراتيجيين يشيرون الى أن الحرب ممكنة، في حين يرى آخرون أن ما يحصل اليوم لا يزال ضمن قواعد اللعبة، علما ان الموقف السياسي لقادة إسرائيل وتحذيراتهم تصبّ باتجاه لبنان خصوصاً على الحدود الشمالية وإمكان القيام بعملية "ميني غزو" كي تمنع إسرائيل "حزب الله" من استهداف المدنيين، لأن همّهم الرئيسي يكمن في عودة سكان المستوطنات الذين نزحوا منها بعد عملية غلاف غزة، ما يُبقي لبنان الحلقة الأضعف في ظل الظروف والتطورات التي تحصل، لاسيما ان ما يجري في الجنوب "فرمل" الوضع على الساحة الداخلية سياسياً واقتصادياً، حتى أنه طاول الاستحقاق الرئاسي، ناهيك عن صعوبة فصل لبنان عن الوضع القائم في غزة.
في هذا الإطار، يقول الخبير العسكري العميد المتقاعد بسام ياسين لــ"النهار"، إنه لا يتوقع حرباً شاملة في الجنوب وإمكان قيام إسرائيل بعملية كبيرة، ذلك ان وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت هو دليل على أنه يسعى الى تخفيف التشنّج على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وهذا من صلب مهمته بعد القلق والمخاوف التي اعترت المجتمع الدولي من إمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية كبيرة. وفي هذا المنحى، يستبعد ياسين ذلك ويقول "ان ما يجري اليوم يبقى في إطار المناوشات والقصف المتبادل، وبالتالي الأجواء لا تشي بحرب شاملة، لكن الأمور تخطت قواعد الاشتباك، بمعنى أوضح ان إسرائيل عندما ترى أي هدف عسكري ستقوم بقصفه في أي منطقة في لبنان، والأمر عينه لحزب الله الذي يردّ على الاعتداءات الإسرائيلية، لكن الولايات المتحدة الأميركية لن تعطي إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية في لبنان، وهي لا تدعم هذه الأهداف، ولهذه الغاية يأتي هوكشتاين إلى بيروت من أجل تخفيف التشنج وعودة الأمور إلى نصابها، وليس ثمة أجواء دولية تؤكد أن إسرائيل ستقوم بغزو لبنان، أو ما يقال عن عملية بريّة حتى شمال الليطاني، فالولايات المتحدة غير داعمة لإسرائيل في هذا السياق على الإطلاق".
ورداً على سؤال عن إمكان فصل جبهة الجنوب عن غزّة، يجيب ياسين: "أستبعد ذلك كلياً، بمعنى ان حزب الله يقوم بإشغال إسرائيل أو إسناد حركة حماس في غزة من منطلق أخلاقي، وثمة استبعاد بشكل حاسم أن يتمّ فصل المسار على جبهة الجنوب عما يجري في غزة".
وإذا ما فشلت مهمة الموفد الأميركي هل تندلع الحرب في الجنوب؟ يلفت العميد ياسين الى أنه لا يرى أي نتائج لعملية ستؤدي إلى حرب شاملة في الجنوب، "لأن الولايات المتحدة لن تغطي عملية عسكرية لإسرائيل عبر قيامها باجتياح جديد، ما استبعده في هذه المرحلة والظروف المحيطة بالوضع القائم في المنطقة، والأيام القليلة المقبلة كفيلة بتبلور الصورة في هذا الصدد".
يبقى أن توازن الرعب لايزال قائماً بين لبنان وإسرائيل، من خلال السلاح النوعي الذي تملكه تل أبيب وكذلك "حزب الله"، لكن البعض يقول إنه يستبعد عملية عسكرية كبيرة، فيما الكثيرون يقرعون طبول الحرب، إنما الأهم وفق المحللين الاستراتيجيين وقوى ومرجعيات سياسية، أن لبنان مقبل على مرحلة صعبة، وتحديداً على خلفية حرب غزة، و"حزب الله" ليس في وارد فصل الجبهة الجنوبية عن فلسطين، وإسرائيل قد تقوم بما يحلو لها في الوقت الضائع، وهي تحظى "بقبّة باط" أميركية وأوروبية. أما لبنان فيظل الحلقة الأضعف والخاصرة الرخوة بين أقرانه في المنطقة.
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|