"كلّ شيء مُدبّر وسنذهب فقط لانتخاب رئيس الجمهوريّة في 9 كانون المقبل"
ما هو هدف حماس اليوم؟ تقرير لـ"Financial Times" يكشف
ذكرت صحيفة "Financial Times" البريطانية أنه "بعد خمسة أشهر من الصراع الشرس في غزة بين حماس وإسرائيل، هناك العديد من قادة الحركة الكبار لا زالوا على قيد الحياة وتحاول إسرائيل اغتيالهم، على رأسهم يحيى السنوار ومحمد ضيف وحفنة من القادة الآخرين المسؤولين عن هجوم حماس في السابع من تشرين الأول. إلا أن لائحة القادة بدأت تتضاءل تدريجياً، تماماً كما الخيارات القتالية المتاحة أمام حماس. وتحاول إسرائيل تأكيد التقارير التي تفيد بأن مروان عيسى، الرجل الثالث في حماس في غزة، والمعروف باسم "رجل الظل"، قُتل في غارة جوية في نهاية الأسبوع".
وبحسب الصحيفة، "أضف إلى ذلك، صورة حماس كحاكم فعلي في غزة بدأت تتحطم، كما ودُمرت قواتها، ويعاني سكان القطاع من كارثة إنسانية متفاقمة. في المقابل، لم تحقق إسرائيل بعد كافة أهدافها في زمن الحرب. ولكن بالنسبة لحماس، فإن النصر الآن يقتصر إلى حد كبير على شيء واحد: البقاء. وقال ميخا كوبي، وهو مسؤول كبير سابق متقاعد في الجيش الإسرائيلي: "لنفترض أن غزة بأكملها أصبحت في حالة خراب، ومع ذلك، سيقف شخص ما من حماس، على الاغلب جندي جريح، وسيرفع علم حماس. هذا مفهوم الانتصار بالنسبة لهم".
وتابعت الصحيفة، "هذا أيضاً هو التحدي الذي يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تعهد مراراً وتكراراً بـ "القضاء" على حماس. وطالما بقيت القيادة العليا للجماعة ومقاتليها حاضرة، فإن نتنياهو لم يتمكن من تحقيق هدفه وهو "النصر الكامل"، كما ويخاطر بأن ينظر إليه الكثيرون في إسرائيل على أنه فاشل. ويسلط هذا الضوء على التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة وقطر ومصر في سعيهم للتفاوض على اتفاق لوقف القتال وتأمين إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة إسرائيلية ما زالوا محتجزين في غزة".
وأضافت الصحيفة، "من جانبها، تصر حماس على أن أي ترتيب يجب أن ينتهي بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وهي خطوات يمكن أن توفر للجماعة شريان حياة في الوقت الذي تواجه فيه أخطر تهديد لها. ومع ذلك، رفض نتنياهو مرارا وتكرارا مثل هذه المطالب، وأصر على أن إسرائيل لن توقف هجومها إلا من أجل تحرير الرهائن، وبعدها، تواصل ملاحقتها للسنوار وقيادة حماس. وقال دبلوماسي عربي: "يبدو الأمر ومأنه صراع بين طرفين يرفض كل منهما التراجع، والسؤال هو من سيستسلم أولاً".
وبحسب الصحيفة، "مما لا شك فيه أنه بعد أشهر من القصف الجوي والبري والبحري، أصبحت الصورة العامة لحماس قاتمة، كما يقول محللون فلسطينيون ومسؤولون أمنيون إسرائيليون ودبلوماسيون إقليميون. ووفقا لتقييمات المخابرات الإسرائيلية، تم تفكيك أكثر من 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة للجماعة الإسلامية المسلحة، كما قُتل أو جُرح حوالي نصف مقاتليها البالغ عددهم 40 ألفا. من جانبها، قالت حماس، بحسب ما ورد، إنها فقدت 6000 مقاتل فقط. ومهما كانت الأرقام، يتوقع محللو الاستخبارات الأميركية أن تكون حماس قادرة على مواصلة "المقاومة المسلحة لسنوات قادمة"، باستخدام شبكة أنفاقها تحت الأرض "للاختباء واستعادة القوة ومفاجأة القوات الإسرائيلية".
وتابعت الصحيفة، "سأل أحد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين: هل ما زالت حماس موجودة عسكريا؟ نعم. هل صفوفها منظمة؟ كلا، فالطريق إلى تفكيكها بالكامل مستمر". من المؤكد أن السيطرة المدنية للحركة على شمال غزة وأجزاء كبيرة من الجنوب قد تآكلت، وقد انسحب الجزء الأكبر من كتائب حماس المتبقية، وفقًا لمسؤول عسكري إسرائيلي كبير، إلى مدينة رفح الجنوبية ومخيمي دير البلح والنصيرات للاجئين في وسط غزة. وقالت إسرائيل مراراً وتكراراً إنها تخطط لتوسيع هجومها على رفح، على الرغم من التحذيرات الدولية من أنه سيكون له أثر كارثي على 1.5 مليون شخص لجأوا إلى المدينة. ولكن على الرغم من كل الدمار، يواصل مسؤولو حماس استخدام لغة التحدي علناً، فيتحدثون عن "عجز" إسرائيل و"صمود" مقاتليها".
وأضافت الصحيفة، "قال الدبلوماسي العربي إن مقاتلي حماس على الأرض يعتقدون "أنهم في حالة جيدة عسكريا"، وذلك ببساطة عن طريق الصمود في مواجهة أحد أكثر الجيوش تطورا في العالم في ما يعتبر بالفعل أطول حرب عربية إسرائيلية منذ عقود. ومع ذلك، ومع "معاناة عائلاتهم وأصدقائهم"، قال إنه لا شك أن الضغوط تتزايد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتخفيف الظروف القاسية للمدنيين. ويعتقد بعض المحللين أن إصرار حماس على وقف دائم لإطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن هو علامة على الوضع اليائس الذي تجد الجماعة نفسها فيه".
وتابعت الصحيفة، "قال إبراهيم دلالشة، رئيس مركز Horizon للأبحاث ومقره رام الله: "لا يتعلق الأمر بمساعدة المدنيين في غزة ولكن بجعل استئناف الحرب من جانب إسرائيل أكثر صعوبة". ولهذا السبب، كما يقول دبلوماسيون ومحللون إقليميون، فإن حماس لا تطالب بأقل من انسحاب إسرائيلي كامل، وعودة أكثر من مليون نازح إلى شمال غزة، والدخول الجماعي إلى القطاع للمساعدات وتأمين الملاجئ شبه الدائمة. وقال دلالشة إنه في ظل اللعب الصارم من قبل الجانبين، فإن قادة حماس في غزة يدركون أن "بوليصة التأمين" الوحيدة لديهم في المحادثات هي الرهائن. وأضاف: "إنهم يعلمون أنه إذا استؤنفت الحرب وأطلقوا سراح الرهائن، فسوف تنتهي مهمتهم"."
وبحسب الصحيفة، "قال يزيد الصايغ، زميل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي المقيم في بيروت، إن مأزق الجماعة ينبع من سوء تقديرها الكارثي للتوازن الحقيقي للقوة العسكرية. لقد ضربت هجمات 7 تشرين الأول عمق إسرائيل على نطاق لم تعتقد حتى حماس أنه ممكن، لكنها كشفت أيضًا عما أسماه الصايغ "وهم" الجماعة بأن الغارة عبر الحدود ستؤدي إلى انتفاضات ضد إسرائيل في كل أنحاء الشرق الأوسط، وبالتالي الحد من الحرب. إن البقاء، وفقاً للمحللين، قد يكون ممكناً في نهاية المطاف بالنسبة لحماس فقط من خلال العودة إلى جذورها المبكرة: حركة مقاومة ذات جناح متشدد سري وشبكة خدمات اجتماعية دينية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|