مَن قصد بري باتهامه جهة بنسف مبادرة "الاعتدال"؟
تدور على ضفاف المبادرات الرئاسية وكل ما يتصل بهذا الإستحقاق، معارك خفية وأخرى بدأت تتكشف معالمها في إطار المناورات الرئاسية، وإيصال الرسائل، ومن ثم السعي لتدمير حيثية أو صورة هذا المرشح او ذاك، من خلال التحليلات والاستنتاجات وكل المعارك التي تخاض في هذا الإطار.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن خلال خبرته وحنكته السياسية، قادر على فعل أي شيء، فهو من يشارك في "المعارك" ويتلقف المبادرات، في حين يتردد انه يقف وراء مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني" وإنْ كانت مدعومة مبدئيا من اللجنة الخماسية وأطراف داخليين. لذا وبعدما تنامى الى بري أن بعض الأفرقاء لا يريدون هذه المبادرة أو أنهم بدأوا "ينقّرون" على رئيس المجلس، حاول قلب الطاولة عليهم واتهم "جبهة ما" بأنها وراء السعي لنسف مبادرة "الاعتدال"، ما يأتي في إطار الرسائل الملغومة والمشفرة والمدروسة بعناية من قِبله. والسؤال: هل يخوض "الثنائي" عبر الرئيس بري مواجهة مع هذه الجبهة التي لم يسمّها بري، وإن كانت معروفة؟ أم أنه يشن هجوماً معاكساً بعدما قيل إنه تخلى عن مرشحه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وكان أول من طرحه كمرشح رئاسي بدعم من "حزب الله"؟ من هنا بدت مبادرة "الاعتدال" عرضة لإطلاق نار سياسي على غير مستوى وصعيد، وبدأ بري يخوض المعركة موجهاً رسائل لاذعة لمن يسعى إلى عدم تقبّل الحوار الوطني ورفضه مبادراته بالجملة والمفرق، ومن ثم مرشحه فرنجية وصولاً إلى مبادرة "الاعتدال"، أو وهنا بيت القصيد، بعدما قيل إن "البعض" بات خارج السباق الرئاسي، و"الخيار الثالث" هو الفيصل في ظل التصفيات ما قبل النهائية وصولاً الى "ماتش الفينال" الرئاسي، بمعنى ان ثمة تسريبات تشير إلى أن التقاطعات انتهت، بعدما تقاطع الفريق السيادي على الوزير السابق جهاد أزعور، بمن فيه "التيار الوطني الحر" الذي ينسق رئيسه النائب جبران باسيل مع بري، وعادت الخطوط بين "ميرنا الشالوحي" و"حارة حريك" لتُفتح وهدأت جبهة المساجلات بعد زيارة وفد كتلة "الوفاء للمقاومة" لدارة الرئيس السابق ميشال عون، ما يعني ان ثمة معركة رئاسية يتم تجميع عدّتها من قِبل رئيس المجلس.
مصدر بارز في حزب "القوات اللبنانية" يقول لــ"النهار": "قد تكون رسائل بري موجهة الى القوات أو إلى سوانا، فنحن لا نتوقف عند هذه الأمور. موقفنا واضح لم يتبدل ولم يتغير في هذا السياق، وحول مبادرة الاعتدال الوطني، فالرئيس بري وخلافاً لما يقال، لم يخترع المبادرة أو أنه خلقها، بل اللجنة الخماسية دعمتها وايدتها وتحديداً المملكة العربية السعودية، التي تريد تطبيق إتفاق الطائف وعدم الخروج عنه في ظل الأعراف التي بدأت تتكاثر وتتطاير يميناً ويساراً في الآونة الأخيرة، فيما هي خروج عن الاتفاق، وبالتالي الموقف السعودي داعم لمبادرة الاعتدال، وثمة تلاقٍ بين نواب الكتلة والسفير السعودي وليد بخاري، لذلك نعتقد أن رئيس المجلس هو من أجهض المبادرة وليست القوات اللبنانية، لكن نعود ونؤكد ان ما قاله بري قد يكون موجها لأي جبهة بما في ذلك نحن، والأهم في كل المبادرات هي الآلية التي نسفها بري منذ عام ونصف عام، وليس أسماء المرشحين أو كما يقال نحن لا نريد هذا المرشح أو ذاك أو نعطل، بل التعطيل عند الثنائي وحلفائه. وبمعنى أوضح ان الثنائي هو من أفشل مبادرة الاعتدال".
عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ميشال موسى يقول في هذا الإطار لــ"النهار" إن "ثمة بلبلة وتشويشا وأمورا خفية تحصل، لكن الرئيس بري لم يقصد القوات اللبنانية أو سواها، فنواب الاعتدال الوطني تشاوروا معه قبل إطلاق المبادرة وشجعهم وكان داعماً أساسياً لها، وعليه، فإنها المبادرة الوحيدة المتبقية، وبعد انتهاء المشاورات سيصار إلى وضع آلية من أجل انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، على أن تتيح المشاورات والاتصالات الجارية انتخابه في أقرب وقت ممكن. وأعود وأؤكد ان رئيس المجلس لم يقصد أو يتوجه إلى أي طرف من خلال الرسائل التي أطلقها، إنما في البلد ثمة بلبلة واضحة المعالم".
"النهار"- وجدي العريضي
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|