المجتمع

لا تقل لامرأة تبدين أصغر عُمراً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما نشاهد صوراً حديثة لفنانات مشهورات، خصوصاً اللاتي كن أيقونات الجمال في عصرهن، تكون التعليقات ما بين: (شسوى فيها العمر) أو (كانت جميلة)، بالرغم من أن هذا العمر الذي طبع على الوجه والجسد يعبّر عن الحالة البيولوجية الطبيعية التي يمر بها جميع البشر، إلا أننا لا نزال نشاهد صور (قبل) و (بعد) أو الاكتفاء بنشر صور الفنانات في فترة شبابهن فقط، متجاوزين صورهن الحالية وقد تقدّم بهن العمر.

ذلك لا يقتصر على الفنانات فقط بل حتى جميع النساء اللاتي يسبب لهن العمر هاجساً وخوفاً، وخصّصتُ النساء هنا لأنهن الأكثر عرضة للتنمر بسبب العمر، ليس من الرجال فقط بل حتى من النساء أنفسهن، بالرغم من أننا جميعاً نعي أن هذا المجتمع هو من وضع المرأة في قالب واحد وهو عمر الشباب، وأن التقدم في العمر يعني أنها وصلت لسن اليأس، سن اليأس التي ارتبطت بانقطاع الدورة الشهرية، حيث يعتقد الجميع أن ذلك يعني انقطاع المرأة عن الحياة، وذلك لا يحدث مع الرجال لأن المجتمع ينظر إلى الرجل بأنه قادر على العطاء والقوة والحب في جميع مراحل حياته، وهذا هو الطبيعي كون الإنسان على قيد الحياة ولم يمت بعد، ويجب أن ينطبق ذلك على الجنسين.

حين تخبرين أحدهم بعمرك، عادة ما تكون الإجابة: (مومبين عليج»، كطريقة للمدح، فأتساءل: «لماذا علينا أن نشعر بالمديح لأننا نبدو أصغر؟ وماذا سنفعل حين نصبح في الخمسين ولن نبدو أصغر؟)، نحن نكبر كل سنة ويترسخ في ملامحنا وأجسادنا كل تجارب الحياة وذكرياتها لنكون ما نحن عليه الآن. سيقولون لكِ: (صغري عمرج)، وهل سيقدروننا أكثر لأننا أصغر؟ أم أنهم يعتقدون بأن المرأة منتج تنتهي صلاحيته مع مرور الوقت؟ شخصياً عندما يخبرني أحدهم تبدين أصغر أخبرهم بأن هذا العمر هو حصيلة لكل تلك السنوات السابقة، فأنا أتقدم للأمام ولا أعود للخلف.

إنهم يؤلفون النكت عن المرأة التي ترفض ذِكر عمرها، وهم من جعلوها تخضع لقوانينهم ومقاييسهم عن الجمال، وجعلوها تتوقف عن تقبل هويتها الجسدية كنتاج طبيعي لدورة الحياة، كل ذلك يدخل المرأة في ضغط نفسي من العمر، هذا العمر الذي يزيد رقماً جديداً كل عام، يعني إنتاجاً جديداً وتجارب جديدة.

حين يخبرونك تبدين أصغر عمراً، هذا عبء اجتماعي يطالبك بشكل غير مباشر أن ترسخي قيمتك في شكلك الظاهري فقط، ويجعلك تخفين عمرك الحقيقي في كل مرة، أنتِ إنسان أولاً، وامرأة ثانياً، وحرة ثالثاً، لذا لستِ بحاجة لمن يضعك في قالب مختوم بتاريخ انتهاء.

*نقلا عن الرأي

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا