بري يعتصم بالصمت: الردّ في البرلمان بإنجاز الانتخاب
قد تكون المرة الاولى التي يمتنع فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الرد على المواقف الأخيرة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيال طاولة الحوار أو آلية انتخاب رئيس الجمهورية. وهي مواقف تزامنت مع مواقف مماثلة لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
هذا لا يعني ان تلك المواقف تمرّ بسلاسة أو قبول في عين التينة، حيث يعتبر الرئيس بري انه الشخصية ربما الوحيدة التي تتفهم الهواجس المسيحية حيال استمرار الشغور في المواقع المسيحية، ولا سيما رئاسة الجمهورية، وتدفع لهذه الغاية نحو انجاز الاستحقاق الرئاسي، من خلال طرح مبادرات بغية عقد طاولة حوار تهدف إلى تحقيق توافق وطني على المرشح، أو من خلال تقديم كل الدعم والمساندة لجهود سفراء الدول الخمس الرامية إلى تسهيل آلية الانتخاب والتفاهم على مواصفات الرئيس المقبل. لكن تريّث بري ينبع من قرار بعدم الرد، على ان يكون رده في انجاز الاستحقاق الرئاسي. هي مفارقة ان يربط بري رده بالنزول إلى المجلس وإجراء الانتخابات، فيما مفاتيح المجلس في يده، كما قرار الدعوة إلى الجلسة.
منذ بدء الشغور الرئاسي قبل نحو عام ونصف عام، لا يوفر البطريرك الراعي مناسبة أو عظة إلا يذكّر فيها بمسؤولية المجلس النيابي في انتخاب رئيس، ومسؤولية رئيسه بفتح ابواب المجلس امام النواب لتأدية واجبهم الدستوري. تارة يأتي الكلام ضمناً وتارة اخرى يكون مباشراً في رسائل علنية الى بري. في الموازاة، لا يوفر رئيس المجلس نفسه في الرد المباشر على البطريرك. كما انه احياناً يذهب أبعد في تحميل مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس للموارنة "الذين يزعلون منا عندما نقول ان المشكلة مسيحية - مسيحية، أو إذا قلنا المشكلة مارونية".
يمسك بري بخلاف المسيحيين في ما بينهم ذريعةً لتحميلهم مسؤلية التعطيل، غافلاً في شكل متعمد عن الاعتراف بالتقاطع المسيحي الذي جمع "القوات اللبنانية" والكتائب و"التيار الوطني الحر" وعددا من النواب المستقلين على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور. وقد بلغ به الأمر عدم الاعتراف بجدية هذا الترشيح، مستنداً الى معطيات وردته بأن التقاطع المسيحي على ازعور لن يصمد طويلاً. فظل متمسكاً بترشيح سليمان فرنجية باسم الثنائي الشيعي.
في المقابل، اقتناع تام في بكركي بأن الثنائي لا يريد رئيساً، وما الممارسات والمواقف التي يطلقها إلا لتعطيل هذا المسار.
تقف "القوات اللبنانية" دائماً وراء بكركي وتتبنى موقف سيد الصرح. هو الأمر الذي دفع رئيسها سمير جعجع إلى التصريح غداة لقائه سفراء اللجنة الخماسية، بأن بري يلعب دور "baby sitter" لمحور الممانعة، كاشفاً ان "المشكلة تكمن في العرقلة التي يفتعلها محور الممانعة الذي لا يريد اجراء انتخابات رئاسية، للأسباب الاستراتيجية المعروفة، وفي حال اراد إجراءها فهو يريدها على قياسه وإلا يقوم بتعطيلها". وبين موقفي بكركي وجعجع، في موازاة موقف بري، لمس السفراء صعوبة التوصل إلى قواسم مشتركة على مرشح ثالث، في ظل استمرار مخاوف الفريق المسيحي من ان تتحول أي آلية انتخاب يقبل بها الثنائي ولا يعطل نصابها إلى فرصة لانتخاب فرنجية. من هنا، ليس في الأفق ما يشير إلى امكان حدوث خرق في حائط الأزمة الرئاسية، خصوصاً ان معلومات اكدت ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ابلغ جهات معنية بالملف الرئاسي انه مستعد للسير في ترشيح السفير السابق في الفاتيكان والمدير السابق للمخابرات العميد جورج خوري، في ظل رفض المكونات المسيحية الأخرى لهذا الترشيح الصادر أساساً عن باسيل نفسه.
"النهار"- سابين عويس
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|