عربي ودولي

بعد قرار مجلس الأمن.. هل اتسعت الخلافات بين بايدن ونتانياهو؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 

جاء إلغاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فجأة رحلة وفد بلاده رفيع المستوى إلى واشنطن، ليكشف عن اتساع الخلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ويعتقد كبار المسؤولين في إدارة بايدن أنهم أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين في محادثات متواصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع إمكانية امتناع الولايات المتحدة عن التصويت
على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بدلا من استخدام حق النقض "الفيتو".

هوة عامة؟

لكن البيت الأبيض فوجئ بما حدث، عندما ألغى ناتنياهو فجأة رحلة وفد رفيع المستوى إلى واشنطن، والتي طلبها بايدن على وجه التحديد في مكالمة هاتفية، الأسبوع الماضي، لمناقشة مخاوف الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأدى التحول الملحوظ في الأحداث إلى تحويل الخلاف المتزايد بين بايدن ونتانياهو إلى "هوة عامة"، حسبما تشير "واشنطن بوست".
 
ويشكل الغاء الاجتماع عقبة رئيسية جديدة في طريق الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة، المنزعجة إزاء تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، لحمل نتانياهو على النظر في بدائل للغزو البري لرفح، الملاذ الأخير الآمن نسبيا للمدنيين الفلسطينيين، وفق وكالة "رويترز".

وأدى التهديد بشن مثل هذا الهجوم إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا تحدى نتانياهو بايدن ومضى قدما في شن الهجوم.

تتويج لأشهر من "الإحباط"

بالنسبة لبايدن، الذي لديه ارتباط عميق إسرائيل وكان مترددا للغاية في الانفصال عن نتانياهو، كان هذا الخرق بمثابة تتويج لأشهر من الإحباط، حسب وصف "واشنطن بوست".

ومنذ أن بدأت الحرب بهجوم حماس في 7 أكتوبر، دعم بايدن وكبار مساعديه إسرائيل في كل منعطف تقريبا.

واستمر الدعم حتى في الوقت الذي تحدى فيه نتانياهو الولايات المتحدة علنا في جميع القضايا الرئيسية تقريبا، بما في ذلك رغبة الإدارة الأميركية في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

وفي مواجهة العزلة الدولية المتزايدة بشأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة ومئات الآلاف الآخرين الذين يقتربون من المجاعة، ردت الإدارة مرارا وتكرارا بدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، واستمرت في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

وتجنبت واشنطن في أغلب الأحيان استخدام كلمة "وقف إطلاق النار" في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر في قطاع غزة، واستخدمت حق النقض "الفيتو" في الأمم المتحدة لحماية إسرائيل أثناء ردها على حماس.

ولكن مع اقتراب المجاعة في غزة، ووسط ضغوط عالمية متزايدة من أجل هدنة في الحرب التي تقول السلطات الصحية الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل نحو 32 ألف فلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.

وأشار فرانك لوينشتاين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي ساعد في قيادة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014، إلى عوامل رئيسية ربما أدت إلى اتساع الخلافات بين بايدن ونتانياهو.

وتحدث لـ"واشنطن بوست" عن الخلافات العميقة بين واشنطن وإسرائيل حول العملية البرية واسعة برفح، حيث يعيش أكثر من مليون من سكان غزة.

وقد لجأوا إلى الملاذ من الهجمات الإسرائيلية في أقصى الشمال، والوضع الإنساني الكارثي، وإعلانات إسرائيل عن مستوطنات جديدة أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة، للبلاد.

 

وقال لوينشتاين: "بذل بايدن كل ما في وسعه لعدة أشهر لتجنب معركة عامة كبيرة"، مشيرا إلى "تحولا خطيرا للغاية في موقف البيت الأبيض تجاه كيفية إدارة الإسرائيليين طوال الفترة المتبقية من هذه الحرب. 

وأضاف:" على الإسرائيليين إما أن ينتبهوا الآن أو أننا على الأرجح سنواصل السير على هذا الطريق".

ومن جانبه، أكد جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه لا يوجد سبب يدعو إلى أن تكون هذه "ضربة قاتلة" للعلاقات. 

وقال لـ"رويترز": "لذلك لا أعتقد أن الباب مغلق أمام أي شيء".

توتر "الديناميكيات الشخصية"؟

يواجه بايدن، الذي يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر ضغوطا ليس فقط من حلفاء واشنطن ولكن أيضا من عدد متزايد من زملائه الديمقراطيين لكبح جماح الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، حسب "رويترز".

ويواجه نتانياهو تحديات داخلية خاصة به، وخاصة مطالبة أعضاء ائتلافه اليميني المتطرف باتخاذ موقف متشدد ضد الفلسطينيين. 

ويجب عليه أيضا إقناع عائلات الرهائن بأنه يفعل كل شيء من أجل إطلاق سراحهم بينما يواجه احتجاجات متكررة تطالب باستقالته.

ويعلم نتانياهو، الذي يدرك أن استطلاعات الرأي تتوقع هزيمته الساحقة في أي انتخابات قد تجرى الآن، أن هناك دعما واسع النطاق لمواصلة الحرب في غزة بين الإسرائيليين الذين ما زالوا يعانون من صدمة عميقة بسبب هجوم السابع من أكتوبر، لذا فهو يبدو مستعدا للمخاطرة باختبار مدى تسامح واشنطن.

ويؤيد كافة أعضاء حكومة الوحدة الطارئة التي يرأسها نتانياهو استمرار الحرب إلى أن يتم القضاء على حماس وإعادة الرهائن، ولم تظهر أي إشارة تذكر إلى الاستعداد لتلبية دعوات الولايات المتحدة إلى الاعتدال، على الرغم من الخطر المتزايد المتمثل في العزلة الدولية.

وأوضحت مارا رودمان، التي عملت كمبعوثة للشرق الأوسط خلال إدارة أوباما، أن على الرغم من أن العلاقة الأساسية يمكن أن تصمد أمام الخلاف الأخير، إلا أن "الديناميكيات الشخصية بين بايدن ونتانياهو من المحتمل أن تكون متوترة بشكل خاص".

وقالت: "العلاقات الجيوسياسية، مثل العلاقات الشخصية، تمر بفترات صعبة".

كما كانت علاقة نتانياهو متوترة مع الرئيس باراك أوباما، وأدى قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين المستوطنات الإسرائيلية في أواخر عام 2016 إلى زيادة التوترات بينهما.

ووقتها سافر نتانياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب مشترك أمام الكونغرس انتقد فيه الاتفاق النووي الذي اقترحه أوباما مع إيران، متجاوزا البروتوكول التقليدي وأثار غضب مسؤولي البيت الأبيض.

ومن جانبه، قال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض أميركي سابق في الشرق الأوسط وعمل مع إدارات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لـ"رويترز"، إن الخلاف الأخير "هذا يظهر أن الثقة بين إدارة بايدن ونتانياهو ربما تنهار".

وأضاف: "إذا لم تتم إدارة الأزمة بعناية، فسوف تستمر في التفاقم".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا