محليات

أميركا "تراجعت" خطوة في مجلس الأمن فماذا عن "الهجوم" الديبلوماسي اللبناني؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أسئلة كثيرة تدور في بال اللبنانيين الذين يطلبون إبعاد بلدهم عن الحرب، بعد امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن استعمال "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، خلال تصويت حول وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لعلّ أبرزها هو كيف يمكن للديبلوماسية اللبنانية استثمار هذا الامتناع الأميركي من أجل إبعاد الجبهة الجنوبية عن خطر التصعيد العسكري، ولو على قدر المستطاع؟

فما هو الدور الذي يتوجب على الديبلوماسية اللبنانية أن تقوم به، لتوفير المخرج المُناسِب الذي يسحب جنوب لبنان من فم التنين، والذي يمنع انزلاقه الى أمعائه (التنين) بفعل تطورات اليوميات الأمنية، وذلك من خلال الاستفادة من تغيُّر المزاج الأميركي تحديداً كما يبدو، لا الدولي فقط، تجاه حرب غزة؟ 

امتناع مُعبِّر...

اعتبر الوزير السابق فارس بويز أن "الامتناع الأميركي الأخير عن "الفيتو" في مجلس الأمن أتى مُعبِّراً عن تطوّر وتغيُّر في السياسة الأميركية التي كانت داعمة لإسرائيل بشكل مُطلَق، ظالمةً كانت أم مظلومة، والتي يبدو أنها (السياسة الأميركية) تتّجه الآن نحو واقعية أكبر. وهذا من نتائج الأزمة التي تعيشها إسرائيل، والتي أدّت الى تفكُّك المجتمع اليهودي في العالم، وفي الداخل الإسرائيلي".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "من المبكر الحديث عن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الأمور. ولكن ما جرى شكّل إشارة سبّبتها أخطاء وارتكابات الحكومة الإسرائيلية. وحتى إن المجتمع اليهودي الذي يشكل الدعم الأول والمُطلَق لإسرائيل، والذي كان مؤثِّراً في معظم دول العالم، بدأ يتلاشى وينقسم تجاه حرب غزة. وهذا تفسّخ يجعل الدول أكثر وعياً وإدراكاً لعَدَم تغطية إسرائيل بشكل مُطلَق وغير مشروط".

وأكد بويز أنه "لا يجب تفسير امتناع الولايات المتحدة الأميركية عن "الفيتو" وكأنه انتصار كبير للقضية الفلسطينية والعربية، لأن ذلك غير صحيح. ولكنه اتّجاه بدأت تسلكه الأمور، ونأمل أن يُستَكمَل، إذ يعبّر عن أن السياسة الأميركية لم تَعُد سياسة الدعم المُطلَق والأعمى لإسرائيل. وبالتالي، الامتناع الأميركي هذا هو ربع أو ثلث الطريق، ونتيجة للمحاولات الأميركية لعدم توسيع رقعة الحرب، إذ تعتبر أميركا أن توسيع المواجهة سيجرّ الى تصادم بينها وبين إيران في الخليج العربي، وسيهدّد التجارة العالمية وتجارة النفط بشكل خاص".

وأضاف:"لهذا السبب، أرسلت أميركا قبل امتناعها عن "الفيتو" في مجلس الأمن مؤخّراً، إشارة أولى لإسرائيل حول ضرورة عدم توسيع الحرب، كانت سحب حاملة الطائرات "جيرالد فورد" من المنطقة، بعدما باتت الحكومة الإسرائيلية المتطرّفة مستقوية بها، ومستفيدة منها لإحداث مزيد من التصعيد. وأتى الامتناع عن "الفيتو" إشارة أميركية ثانية لتل أبيب، تعبّر عن تحوّل أميركي معيّن. ويبقى أنه يتوجّب على أميركا كخطوة ثالثة أن تتوقّف عن تزويد إسرائيل بالذخائر والأسلحة، وأن توقف الجسر الجوّي الهائل الداعم للأعمال العسكرية، كحالة رادعة لإسرائيل".

"خيال صحرا"؟؟؟

وعن الدور الذي يجب أن تقوم به الديبلوماسية اللبنانية من أجل استثمار ما جرى في مجلس الأمن لإبعاد الجبهة الجنوبية عن الحرب، أجاب بويز:"الديبلوماسية وسيلة من وسائل السياسة، ولا يمكنها أن تكون فعالة إذا لم يَكُن الموقف السياسي فعالاً أيضاً. على الدولة اللبنانية أن تستفيد من التبدّل النسبي الأميركي والعالمي تجاه حرب غزة، والذي نشهده في السياسة الفرنسية والأوروبية وفي الرأي العام العالمي أيضاً، إذ نسمع يومياً أصواتاً عالمية بارزة تنتقد إسرائيل. كما نسمع أصواتاً يهودية حول العالم تنتقد تل أبيب، وهذا أمر جديد".

وتابع:"هذا واقع علينا الاستفادة منه، أولاً من خلال عدم إعطاء إسرائيل الذرائع بأن لبنان هو من يهاجمها ويستفزّها. وبالتالي، من الواجب تعزيز هذه الفكرة عالمياً عبر التصرُّف وفق مبادىء الدفاع المشروع عن النفس، وعدم المبادرة الى الحرب. كما يتوجب على الدولة اللبنانية ثانياً أن تثبت بحدّ أدنى أنها قادرة وصاحبة مسؤولية وقرارات، وأن تتّفق مع المقاومة على حدود معيّنة وعلى إطار معيّن، بشكل يسمح للعالم برؤية دولة موجودة في لبنان، وقادرة على ضبط الأمور".

وختم:"بغير ذلك، يمكن لأي مسار آخر أن يشكل عذراً لإسرائيل حتى توسّع إطار الحرب. وبالتالي، مواجهة ذلك لا تكون بالوقوع في الفخّ الإسرائيلي، بل بإثبات الدولة اللبنانية أنه إذا تمّت مساعدتها دولياً، فهي قادرة على ضبط الأوضاع ولو بمعايير معينة. وبالتالي، يجب أن تنطلق الديبلوماسية من مبدأ أن لبنان لا يريد توسيع إطار الحرب، ومن ثم أن تعمل على أساس أنه (لبنان) لا يقوم إلا بالدفاع عن نفسه، وبأن لديه دولة قادرة على التعاطي مع الأمور، وليست "خيال صحرا".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا