عربي ودولي

الـ"Financial Times": بعد الغارة الثانية على"الشفاء".. هل تتكشف خطة الحرب الإسرائيلية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ذكرت صحيفة "The Financial Times" البريطانية أن "الأمر استغرق من الجيش الإسرائيلي عدة أسابيع وتطلب ثلاث فرق، مدعومة بضربات جوية ومدفعية مكثفة، للوصول إلى مستشفى الشفاء في غزة ومهاجمته العام الماضي. أما في الأسبوع الماضي، فقامت قوة صغيرة من قوات الكوماندوز والدبابات بتطويق أكبر منشأة طبية في القطاع في غضون ساعات. ومع ذلك، فقد مضى على هذه الغارة الإسرائيلية الثانية على الشفاء عشرة أيام، وتتحول إلى أكبر معركة في حرب إسرائيل المستمرة منذ ستة أشهر تقريبًا ضد حماس".

 
 وبحسب الصحيفة، "بالنسبة لمؤيدي الحملة الإسرائيلية، أظهرت الغارة تصميم قوات الجيش الإسرائيلي وذكاءه التكتيكي، حيث فاجأ العدو ووجه ضربة قوية، كما أنه يسلط الضوء على كيفية تحول الديناميكيات في غزة. وفي تشرين الثاني، توغلت إسرائيل في القطاع بقوة قوامها نحو 100 ألف جندي. واليوم، تم سحب معظمها، وأصبح الشمال أرضاً قاحلة مهجورة إلى حد كبير، وتحول التركيز العملياتي للجيش إلى الجنوب. ولكن في نظر المنتقدين فإن الحاجة إلى هذه العملية الثانية تنبئنا بقصة مختلفة: مرونة حماس وقدرة مقاتليها على إعادة تجميع صفوفهم حتى في المناطق التي احتلتها إسرائيل في السابق".


 
وتابعت الصحيفة، "قال تامير هايمان، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق: "لن تكون هذه العملية الأخيرة ولن تكون العملية الحاسمة. إنها جزء من تسلسل سيستغرق عدة أشهر حتى يتم القضاء النهائي على حماس". وقد وضع هايمان، الذي ساعد في صياغة استراتيجية الحرب الإسرائيلية في غزة، عملية الشفاء باعتبارها سمة رئيسية للمرحلة الثالثة "المنخفضة الشدة" من الحملة، التي بدأت في كانون الثاني. وفي الواقع، أجبرت الغارة الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مستشفى الشفاء على إخلاء المبنى والتوجه إلى ملاجئ جنوب المستشفى. وظل عدد غير معروف من المسلحين متحصنين في جناح الولادة وغرفة الطوارئ، بينما أطلق آخرون خارج المجمع قذائف الهاون على المستشفى والقوات الإسرائيلية، وفقًا لضباط الجيش الإسرائيلي".
 
وأضافت الصحيفة، "تأتي الغارة الأخيرة على أحد المستشفيات في الوقت الذي بدأ فيه أقرب حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، يفقدون صبرهم بسرعة تجاه سلوك تل أبيب خلال الحرب. فالمسألة لا تتعلق فقط بالخسائر الفادحة في الأرواح، والدمار الواسع النطاق، والأزمة الإنسانية المتفاقمة داخل غزة، بل وأيضاً بالافتقار الفادح إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب. وفي هذا الصدد، يرى النقاد أن عملية الشفاء تعتبر مؤشراً، فالنجاح التكتيكي والعملياتي للجيش الإسرائيلي سلط الضوء على استمرار بقاء حماس، حتى في المناطق التي استولى عليها الجيش في السابق".
 
وبحسب الصحيفة، "قال مايكل ميلشتين، ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية: "إن حقيقة اضطرار إسرائيل للعودة إلى هذا المكان هي انعكاس لحقيقة أنه ليس لدينا استراتيجية". وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالحفاظ على "المسؤولية الأمنية الشاملة" عن غزة في المستقبل، مما يعني أن مثل هذه المداهمات قد تصبح شائعة في القطاع كما كانت لسنوات في المدن الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ومع ذلك، لم يقدم نتنياهو أي خطة واضحة حول من سيتولى إدارة غزة أو الحفاظ على النظام المدني".


 
وتابعت الصحيفة، "مع ذلك، يصر الجيش الإسرائيلي على أن معركة الشفاء تمثل خطته الحربية قيد التنفيذ. وقال هايمان: "لقد خططنا لهذا"، مضيفاً أنه من المتوقع أن تستمر هذه المرحلة الثالثة على الأقل خلال فصل الصيف، إن لم يكن لفترة أطول. وادعى أحد كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أن انسحاب القوات من الشمال كان يهدف إلى تشجيع مقاتلي حماس على الظهور بطريقة تسهل على الجيش الإسرائيلي استهدافهم. وقال العديد من المسؤولين الإسرائيليين إن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي التقوا في مستشفى الشفاء بسبب المساعدات المتوفرة هناك ولأنهم يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي لن يعود بعد الاستنكار الدولي خلال الغارة الأولية في العام الماضي. وتزعم إسرائيل منذ فترة طويلة أن مستشفى الشفاء يقع فوق شبكة أنفاق واسعة النطاق تستخدمها حماس كمركز قيادة. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير آخر إن حقيقة أن هذه الأنفاق دمرت أو أغلقت خلال الغارة الإسرائيلية الأولى ساعدت في عزل المسلحين والقبض عليهم هذه المرة".
وأضافت الصحيفة، "وصف تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، الأوضاع داخل الشفاء بأنها "غير إنسانية على الإطلاق"، وقال الأسبوع الماضي إن ما يقرب من 150 مريضاً و50 عاملاً صحياً محتجزون في مبنى واحد مع محدودية الطعام والماء. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من اثني عشر مريضا "قتلوا" في وحدة العناية المركزة على يد القوات الإسرائيلية التي منعت الرعاية الطبية وإمدادات الأكسجين، إضافة إلى 32 ألف يقول المسؤولون إنهم لقوا حتفهم في غزة منذ بداية الحرب. ورفض الجيش الإسرائيلي الادعاءات المتعلقة بالشفاء، قائلاً إنه لم يصب أي من أفراد الطاقم الطبي أو المرضى بأذى، وأنه يزود المستشفى بالغذاء والماء والدواء والكهرباء. وتستمر إسرائيل في الإصرار على أن حماس تستخدم مستشفيات غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، كمراكز قيادة، وتحولها إلى أهداف عسكرية مشروعة".
وختمت الصحيفة، "قال العديد من المسؤولين والمحللين الإسرائيليين إن مثل هذه العمليات من المرجح أن تتكرر حتى يتم تشكيل نظام حكم جديد في غزة، وهو النظام الذي لم يفعل نتنياهو الكثير لتشكيله".

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا