نتانياهو "يبتلع"غزة ..وإيران قبضت دفعة أولى مقابل رأس حماس وضبط الحزب ..!
يُمارس رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتانياهو المناورة في كل الإتجاهات، يتمسك بضرورة اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح للقضاء على حماس وإن تطلب الأمر تهجير الفلسطينيين إلى مصر وما بعد مصر، وفي الوقت ذاته يُعلن عن موافقته على استئناف المفاوضات في كلّ من القاهرة والدوحة لتمرير الوقت وتحميل حماس كما سابقاً مسؤولية إفشال المفاوضات.
يريد نتانياهو التخلّص من فلسطينيي قطاع غزة، بعدما قدمته له حماس على طبق من الدماء، إثر عملية طوفان الأقصى، وهو لم يرف له جفن بعد كل الذي جنته قراراته من ضحايا ودمار، لتصميمه على إزالة القطاع وإلغاء هذا الكيان الفلسطيني عن الخارطة ومن الوجود، ليس لتحقيق إنجاز في مفهومه يجنبه دخول السجن على ما تردد الممانعة لتضليل جمهورها، بقدر ما هو يترجم قناعته الدينيّة.
بإختصار...
ينظر نتانياهو إلى الأمم المتحدة، فيجد قرارها تجاه إسرائيل إنشائي ودون وقع مؤثر، وهو خلاصة رفع عتب من قبل دول عدّة، تريد إرضاء مواطنيها العرب أو المسلمين المتضامنين مع فلسطينيي غزة، و قد يصح القول في منطق نتانياهو عن القرار ٢٧٢٨، وهو الذي لا يحترم القرارات الدولية، ما قاله حزب الله عن تفاهم بعبدا، "اغلوه واشربو ميتوه".
ينظر نتانياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية، فيجدها تغرق في انتخاباتها الرئاسية، فلا تستطيع الضغط عليه، وإن اتّخذ الرئيس جو بايدن المرشح لولاية ثانية، مواقف وقرارات عدّة غير قابلة للترجمة تعارض سياسة رئيس حكومة إسرائيل، إنما هدفها استمالة قواعد إنتخابية ترفض تأييده، وهو الذي يضمن لصالحه مفاصل مؤثرة إنتخابيًا داخل حزبه وخارجه.
لكن نتانياهو لا يزال يلتقي استراتيجيًا وسياسيًا مع الولايات المتحدة الأميركية الداعمة له في حربه لتفكيك حماس، إنّما مع عدم تعريض المدنيين للخطر، بما يعني أنه يمتلك الضوء الأخضر لدخول رفح مع ما تحمل هذه الخطوة من تداعيات تهجيرية ودموية، فالوصول إلى يحيي السنوار وقيادة حماس يبقى قرارًا دوليًا، لا سيما بعد العملية الإرهابية في روسيا، التي أحرجت الرئيس فلاديمير بوتين، لكون منفذيها، هم من نتاج الفكر الإرهابي الذي منه القاعدة، داعش، الإخوان المسلمين وحماس، وثمة إجماع دولي على القضاء على هذا الفكر الإرهابي.
ينظر نتانياهو إلى إيران، فيجدها أخرجت ذاتها من المواجهات العسكرية المباشرة مع واشنطن وتل أبيب التي تقصف قواعد القوات الإيرانية بشكل شبه يومي في سوريا، وتتجنب طهران توسيع المواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية، وتكتفي بإعلانها دعم جبهات الممانعة، لا بل حازت في مقابل إخراج ذاتها من الصدام العسكري مع واشنطن، على " قبة باط " أميركية لبيع نفطها ومشتقاته رغم العقوبات عليها، منذ منتصف شهر تشرين الاول حتى الامس القريب، بما يقارب العشرين مليار دولار اميركي، وهي لن تدخل في معركة خاسرة بعد الذي وصل غليه نتانياهو في غرة.
ينظر نتانياهو إلى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي كانت تهديداته تقلق إسرائيل وتحديدًا كلامه عن دخول عناصر المقاومة الى الجليل، ويتحداه بشكل يومي ويقدم الجيش الإسرائيلي على عمليات قصف لمراكز واغتيال قياديين للحزب في العمق اللبناني، في خطوة تريد منها تل ابيب القول بأنها جاهزة للمواجهة، فيجد بأن السيد نصرالله بات في حالة دفاع، وتمنعه إيران حتى حينه من استخدام نوعية أسلحة وتوسيع الضربات حتى داخل إسرائيل، نتيجة تفاهم أميركي - إيراني، لأن هذا السلاح أعطي له فقط ليستعمله إذا ما تعرضت إيران لعمليات عسكرية.
فالضربات الإسرائيلية على قيادات ومراكز حزب الله، رسالة للمجتمع الدولي للضغط على حزب الله لتنفيذ المطالب الأمنية الإسرائيلية ، قبل أن تصعد أعمالها العدوانية تجاه الخزب ، لأنها تل ابيب لا تريد فقدان فرصة الاستفادة من هذا الفراغ في الإدارة الأميركية وانكفاء إيران وفق مشهد اظهر كيفية استثمارها أذرعها لحماية ذاتها وتعزيز نفوذها فقط.
إذا حتى يومنا هذا، بات مصير قطاع غزة، وتوسيع إسرائيل لعملياتها ضد حزب الله رغم قدراته النارية، رهن قرار نتانياهو، الذي يجد بأن بايدن غارق في انتخاباته ومصالحه تقضي بمراعاة الإسرائيليين و المنظمة الصهيونية العالمية، كما يعتبر نتانياهو انه على مسافة غير بعيدة من القضاء على السنوار وثمة ضغوطات عليه لعدم دخول رفح التي يملك ورقتها، في مقابل صمت سوري يمارسه الرئيس بشار الاسد وحتى عدم الاعلان على الرد العسكري على الضربات الإسرائيلية داخل بلاده بمواقف تهديدية كما درج النظام على إعلانه بعد هكذا تعديات.
فقد بات حزب الله في حالة دفاع ومن المرتقب ان يصعد نتانياهو عملياته عليه قبل الانتهاء من غزة ربما، لاختلاف توقيته عن توقيت الحزب، الذي يعلق معالجة الكثير من النقاط الساخنة داخليًا ومع إسرائيل حتى انجلاء مصير غزة المحتوم، ففي حين أرسل نتانياهو رئيس الشاباك إلى مصر للتفاوض، ورئيس الموساد الى قطر للغاية ذاتها، يعقد يوم الاثنين المقبل في الاول من شهر نيسان، بين ضباط عسكريين وأمنيين اميركيين لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماعاً لتنسيق اجتياح مدينة رفح، وبدعم مباشر من بايدن الذي يأسف على سقوط الضحايا الفلسطينيين، في مقابل تم يم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت ابان زيارته مؤخرا واشنطن من خلال استقبال رئاسي له، و دعمًا سياسيًا - عسكريًا مطلقًا لدولته، مع تسريب كلام بانه لاقى عتابًا من المسؤولين الأميركيين على أداء إسرائيل، اذ لم يمنعه هذا التسريب من رفع تهديداته ونتانياهو عن ملاحقة حزب الله واحتمال شن حرب واسعة عليه لتنفيذ شروط إسرائيل، بعد أو قبل أو خلال تهجير غزة.
سيمون أبو فاضل-الكلمة أونلاين
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|