محليات

إلى الرئيس العتيد… هذا هو المطلوب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب أنطوان نجم في “المسيرة” – العدد 1733

من واجبي أن أكون صريحًا وصادقًا مع الظروف التي تحيط بالمجتمع الأهلي الوطني، ومع تاريخي النضاليّ الشخصيّ في ميدان العمل السياسيّ الذي يرقى إلى العام 1952، ويستمرّ حتى هذه اللحظة من غير انقطاع، فأقول:

منذ مطلع استقلال لبنان وحتى الساعة، لم يختر النوّاب اللبنانيّون رئيس جمهوريّة لدولتنا اختيارًا إراديًّا صادقًا ولو لمرّة واحدة. ما كان يجري، ولا يزال، أنهم «يَبْصُمون» على المعروض عليهم، أو بالأحرى على «المفروض عليهم»، أيّا كان الأفق الآتي منه. بينما المأمول أخلاقيًّا ووطنيًّا، ضميريًّا وشرَفًا، أن تختاره أكثريّة نيابيّة بموجب «القيَم» الديمقراطيّة الواردة في «الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان» في كلّيّته، وما اعتُمد في سائر النصوص الأمميّة.


هذا الشرط الجوهريّ الذي لا مناص منه يقتضيه أمران أساسيّان:


تلاقٍ يتناغم وتكوين تطلّعات موروثة تسمح بالتعاطي الإنسانيّ الإيجابيّ مع الآخَر، وتحول دون دفعٍ إلزاميّ بغية انطواء على ذاتٍ يؤول، في الوقت نفسه، إلى تعالٍ وفوقيّة.

إقتناعٌ تراثيّ بأنّ «الإنسان» الفرد يتساوى في القيمة المطلقة وأيّ فرد إنسانيّ آخَر أيًّا كان، وبصرف النظر عن أيّ اعتبار وتقييم.


وعلى نحو عامّ، واعتبارًا أنّ هذَين الشّرطَين غير متوافرَين في كلّ أنحاء العالَم، منذ قديم الزمان، لا بدّ من الخضوع الواقعيّ للحقائق المجتمعيّة الملموسة خدمةً للناس أجمعين.

فما العمل؟

«الحضارة» حلّت هذه الأزمة، وشجّعت الناس على التلاقي والتعاون والتضافر على نحو ساعدت كلّ جماعة ذات تمايز معيّن، في المطلق، أن تنتظم على النحو الذي يناسبها ويتماشى وواقعها ويريحها.

وخلال التاريخ، انتظم البشر كلٌّ بحسب ما يطمئنّ إليه.


وهذا من أهمّ ما ارتقى إليه تاريخ البشر.

 

المسألة اليوم لا ترتبط بالرئيس العتيد ولا بما هو مطلوب منه، إنما كيف يجب أن يكون الحكم في لبنان؟ النظام الحالي لا ولن يسمح بوصول رئيس مناقض أو مختلف للرؤساء الذين تعاقبوا على موقع رئاسة الجمهورية في لبنان منذ العام 1943 حتى اليوم باستثناء الرئيس الشهيد بشير الجميل. ولأنه كان مختلفا لم يسمح له بالوصول إلى القصر واغتيل بعد 20 يوما على انتخابه.

منذ العام 1943 حتى اليوم في الوقت الحاضر وصلتْ دولة لبنان إلى أبشع ما كنّا نخافه. والخلاص لا يكون إلّا «في ما» يريح اللبنانيّين جميعهمم بحسب تنوّعهم وطبيعة آفاقهم، أي في نظام سياسيّ-إداريّ يعطي كلّ جماعة مذهبيّة حقّها كاملًا بحسب ما تراه هي ويريحها بكلّ صدق. وكنتُ في العام 1990 قد طرحتُ هذا المشروع الذي لا يزال صالحًا مئة بالمئة حتى زمننا القائم.

فيا أيها الموارنة المؤمنون،

أطردوا اليوضاسيين من بينكم. واستفيقوا من غيبوبتكم. ففي زماننا يوضاسيون كثر تُصفقون لهم. كُفّوا عن التصفيق، وانظروا إلى المستقبل كي تُزيلوا ما يهددنا.

ومن أراد منكم أن يكون «كبيراً» بينكم، عليه أولاً أن يكون لكم خادماً…

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا