«الخماسية»: توافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وفصله عن «الجنوب»
يواصل سفراء المجموعة «الخماسية» مساعيهم لإحداث خرق في الملف الرئاسي «المسدود لبنانيا». يتحركون ويجولون على رؤساء الاحزاب والكتل النيابية والمرجعيات الرسمية، والأخرى غير الرسمية، وأكثرها تأثيرا في إنجاز الاستحقاق، لا بل الإفراج عنه.
يستمعون إلى محدثيهم، ويسمعون كلاما ليست فيه قواسم مشتركة بين الفرقاء، لكنهم يعملون بجهد بلا كلل.
وبحسب مصدر رسمي رفيع، «يضيق أركان «الخماسية» فسحات الشقاق الكبيرة بين اللبنانيين قدر الإمكان. وينتظرون تلقي اسم او لائحة اسمية ضيقة تضم مرشحين يلتقي حولهم الفرقاء، ولا يوضع «فيتو» على أحد».
ويتابع المصدر الرسمي: «كادت الأمور تبلغ خواتيم سعيدة، بعد مراحل متقدمة قطعتها الاتصالات، وأثمرت تداول اسم يحظى بقبول من الفاتيكان والبطريركية المارونية ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وتاليا شريكه في «الثنائي «حزب الله». الا ان عدم التجاوب، حتى الآن، جاء من الجانب المتضرر من الفراغ الرئاسي، أي الفريق المسيحي الذي لم يعط موقفا صريحا ولو رماديا، دفع بالرئيس بري إلى انتظار مبادرة تأتي من سواه لجهة تداول اسم».
ويصف المصدر الرسمي المشهد الحالي قائلا: «تبدو الأمور في «عنق الزجاجة» وتحتاج إلى غطاء كتلة نيابية مسيحية وازنة، «لتجر» معها تأييدا من كتل صغيرة ومجموعة من النواب المستقلين. ولم يعد سرا ان بري ينتظر انفراجا وتليينا للمواقف من إحدى كتلتين نيابيتين مسيحيتين كبيرتين، وتحديدا من «تكتل لبنان القوي» الذي يترأسه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
وقد سرب ان الأخير لم يوافق على الاسم الذي تم التداول به، وأخفق في المقابل في الترويج لأحد مرشحين دعمهما بقوة. وبذلك عادت الامور إلى المربع الأول: من يقدم على التسمية؟ ومن يغامر بطرح اسم جديد ويضمن تاليا عدم التضحية به؟.
وعلى صعيد التحركات، توجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس إلى باريس للقاء الرئيس إيمانويل ماكرون.
كذلك وصل إلى باريس أيضا قائد الجيش العماد جوزف عون تلبية لدعوة من رئيس أركان الجيوش الفرنسية تييري بوركارد، «للمشاركة في اجتماع تنظمه السلطات الفرنسية لبحث وسائل دعم المؤسسة العسكرية»، كما ذكرت قيادة الجيش في حسابها على منصة «إكس».
وزار أربعة سفراء من الخماسية بغياب السفيرة الأميركية ليزا جونسون، قبل ظهر أمس باسيل في منزله بالبياضة. وصرح السفير المصري علاء موسى: «توافقنا على عناوين رئيسية هامة جدا، أبرزها ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، وأهمية فصل الاحداث في الجنوب عن الملف الرئاسي».
ومن البياضة توجه ثلاثة سفراء بغياب السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الأميركية، إلى مقر «كتلة الوفاء للمقاومة» في حارة حريك، والتقوا وفدا منها برئاسة النائب محمد رعد. وكرر رعد «قبول حوار بإدارة الرئيس نبيه بري ومن دون شروط مسبقة».
بدوره، زار رئيس «تيار المردة» المرشح الرئاسي سليمان فرنجية البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي. وقال: «لا أرى ان ترشيحي يضرب العملية الديموقراطية، لا بل يكرسها». وعن عدم حضور ممثلين عنه اجتماع بكركي المسيحي، قال: «لم نحضر لأن الأفكار التي طرحت لا تشبهنا». وأكد «عدم حضور حوارات ثنائية تعقد للتطويق».
وفي المقابل، توقف مصدر نيابي بارز عند التصعيد في المواقف من قبل بعض النواب، بالتزامن مع استئناف تحرك «اللجنة الخماسية». وقال لـ «الأنباء»: ان هدف هذا التصعيد هو وضع عقبات جديدة امام اللجنة، التي ترى التوافق ضرورة لنجاح المهمة، وهذا التصعيد على محورين الأول يتعلق بالحوار، والثاني بالتمديد للبلديات.
ورأى «ان إثارة موضوع الحوار والتوقف عند من يترؤسه او مكانه هي أسباب تعطيلية. وفي موضوع ترؤس الحوار، فإن التجارب السابقة اظهرت انه عند الجلوس على طاولة الحوار، يصبح الكل رئيسا. والتصويب على هذا الموضوع جعل مبادرة (كتلة) الاعتدال تترنح، اذ يميل أعضاء الكتلة إلى مشاركة الجميع. اما ما يتعلق بالمكان، فإن المجلس النيابي هو المكان الأنسب لحوار كتل نيابية في موضوع انتخابي محصور بالنواب».
وفي موضوع التمديد للبلديات، قال: «الجميع لا يريدون هذه الانتخابات بسبب ظروف البلاد الراهنة. ولا حماسة لدى الفعاليات الشعبية لخوض غمار هذه الانتخابات في ظل إفلاس الصندوق البلدي. وتجزئة الانتخابات مناطقيا طرحت في اجتماع هيئة مكتب المجلس، وكان اجماع على رفض الفكرة».
ميدانيا، شهد الجنوب تصعيدا بعد الهجوم الذي شنه «حزب الله» على موقع إسرائيلي في منطقة «عرب العرامشة». ونفذت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مختلف المحاور. واستهدفت بلدة الخيام وحدها بسبع غارات. كما سقطت في بعض أحياء البلدة ومحيطها اكثر من 100 قذيفة مدفعية ثقيلة وفسفورية، مما ادى إلى مقتل ثلاثة اشخاص، بينهما اثنان نعاهما «حزب الله»، إضافة إلى عدد من الجرحى.
وفي قراءة عسكرية لعملية «عرب العرامشة»، قال خبير عسكري لبناني لـ «الأنباء»: «إن المسيرة المستخدمة هي جديدة ومن نوع أبابيل إيرانية الصنع، مزودة بكاميرا كهرومغناطسية وقد أصابت الهدف بدقة، ولم ترصدها الرادارات الإسرائيلية لقرب المسافة».
وفي مجال آخر، ذكرت مصادر أمنية ان قوات «اليونيفيل» أصدرت تدبيرا إلى عناصرها لالتزام الملاجئ في ظل هذا التصعيد على الحدود
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|