"الدارك ويب" نفق مظلم لاستخدامات مشبوهة لا يمكن تعقبها
قد يكون "الدارك ويب" DARK WEB مفهوماً جديداً عند بعض اللبنانيين، إلا أن تاريخه يعود الى تاريخ إنشاء شبكة الإنترنت. وفي لبنان، أدى اكتشاف العصابة الأخيرة التي تنشط عبر "التيك توك" الى تسليط الضوء على هذا النوع من الخدمة الإلكترونية.
فما هو التعريف المبسّط لهذا المصطلح؟
يجيب الخبير في أمن المعلومات والتحوّل الرقمي رولان أبي نجم: "هو جزء مخفيّ لا تتم فهرسته بواسطة محركات البحث العادية على الانترنت، ويمكن الوصول إليه بمتصفحات خاصة".
يفنّد أبي نجم لـ"النهار" تاريخ هذا المفهوم. يقول: "هو انطلق مع تأسيس شبكة الإنترنت الأولية، أي في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن معظم أنشطته غير قانونية، كعمليات الاحتيال مثلاً".
وهل هذا يعني أنه يمكن لأي فرد، ولا سيما الطفل أو القاصر، دخول "الدارك ويب"، وفي هذه الحالة، ماذا يحصل؟
يلفت أبي نجم الى "أنه عند دخول "الدارك ويب" يمكن أن تتعرّض لتنزيل البرامج الضارة والخطرة، مثل عمليات الاتجار وتعاطي الممنوعات وغيرها من الأعمال غير الشرعية وغير المباحة قانوناً، والأخطر، أنه إذا دخلت الى هذا الويب يمكن أن تسمح بمشاركة معلومات شخصية وحسّاسة عنك، ودون علمك، الأمر الذي قد يعرّضك لعملية ابتزاز من جانب القراصنة الإلكترونيين".
باختصار، إن "الدارك ويب" هو مكان خطير "تُطبخ" فيه الكثير من الاستخدامات غير القانونية.
أرض خصبة مشبوهة
يطلق الخبراء على الانترنت المظلم اسم "أرض الخدمات المخفيّة"، حيث تجري مختلف العمليات السرية والممنوعة والبعيدة عن القانون، ولأنه يمكن التنقل فيه أو التجوال في مواقعه، من دون أن يترك الشخص أي أثر. لذلك، يُستعمل هذا الويب من جانب القراصنة الإلكترونيين، أي إنهم يكونون مخفيّي الهوية، وتحركاتهم غير مسجلة على محركات البحث. والأهم أنه لا يمكن تعقب هؤلاء.
والسؤال، ما دامت كل هذه الأعمال يمكن أن تتم عبر "الدارك ويب" فما الاستخدامات المشبوهة التي تُستعمل؟
يعدّد أبي نجم: " غالباً ما يستخدم "الدارك ويب" في بيع الأسلحة بطرق غير مشروعة وتجارة الأعضاء البشرية، وكذلك في القضايا الجنسية المتعلقة ببيع الأفلام الإباحية وتصويرها أيضاً، والأهم أنه يستخدم في استدراج الأطفال من خلال الألعاب الموجودة عليه، والتي تكون في كثير من الأحيان لأغراض جنسية".
معنى ذلك، أنه يمكن الاستدراج الى هذا الويب، دون علم المستخدم، ولا سيما إن كان طفلاً أو قاصراً، من هنا خطورته الكبرى، فهو بلا شك "أرض خصبة لكل المواقع المشبوهة".
يعطي أبي نجم هذا التوصيف، ليختصر من خلاله خطورة هذا المفهوم: "يكفي أن نعرف أن شبكة الانترنت المظلمة، أو الدارك ويب، ازدهرت بفضل عملة "البيتكوين"، التي كانت عاملاً رئيسياً في نموّ الشبكة بسبب استخدامها كوسيلة دفع رئيسية مقابل الخدمات والتجارة الممنوعة التي تتم على الويب المظلم".
ويكشف أنه "في عام 2015، قام باحثون من كلية "كينغز كوليدج" في لندن بتصنيف محتويات 2723 موقع ويب مظلم على مدار خمسة أسابيع، ليتبيّن لهم أن 57 في المئة منها تستضيف موادّ غير مشروعة".
أمام كل هذه الأخطار،هل من آلية قانونية للمحاسبة؟ إذ كيف يعاقب القانون مستخدميه، مع كل ما يحمله من طابع سرّي وعدم إمكان لتعقب مستخدميه؟
يشير أبي نجم الى أنه "في القضايا الجنسية، قد يتعرّض مستخدمو "الدارك ويب" للمساءلة القانونية. وفي بريطانيا مثلاً، يمكن أن تتسبب صور الأطفال غير اللائقة والتي نشرت، الى سجن مرتكب هذه الأعمال الى مدة تصل الى 10 سنوات، وفق قانون العدالة الجنائية الصادر في بريطانيا لعام 1988".
يبقى أن دخول "الدارك ويب" أكثر من خطر. يختم أبي نجم: "أنا شخصياً لم أدخل. إنه كالنفق المظلم الذي لا تعرف الى أين قد يوصلك: عتمة وأعمال إجرامية واستغلال ومافيات...".
الرادع الوحيد لهذا المفهوم هو بيد المستخدم أولاً! إلا أن الأوان قد حان في لبنان لإنتاج قانون إعلام عصري، يكون الشق الإلكتروني فيه، بكل تشعباته، بنداً أساسياً في متن القانون المنتظر... منذ أعوام!
"النهار"- منال شعيا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|