إن لم يكن القضاء والقدر.. مَن اغتال ابراهيم رئيسي؟
حوادث سقوط المروحيات أمر مألوف لا سيما في ظل ظروف جوية صعبة تغيب عنها الرؤية بشكل واضح فيحصل اصطدام بالقمم الجبلية العالية، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً لحادث سقوط وتحطم مروحية الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووفاته مع وزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان وكل من كان معه على متن المروحية.
بدت إيران مربكة إثر الكلام عن فقدان الاتصال بمروحية الرئيس، وأطلقت عمليات بحث واسعة فوق جبال تبريز على الحدود مع أذربيجان، وبدأ التخبط الرسمي والإعلامي في التصاريح والمعلومات التي نُشرت عبر وسائل الإعلام الرسمية، حتى إن بعضها وقبل وقت قصير من العثور على حطام المروحية وجثث الضحايا، كان يشير إلى تواصل مع شخصين ممن كانوا على متنها، ونُسب إليهما القول "إن وضعنا صعب ونسمع صوت سيارات الإسعاف"، وكأن السلطة الإيرانية التي تمسك بالإعلام أرادت تأخير إعلان الوفاة بعض الوقت.
الأحوال الجوية السيئة وقِدَم المروحية الرئاسية قد يكونان السيناريو الأكثر ترجيحاً لما حصل عند الواحدة والنصف من بعد ظهر الأحد في التاسع عشر من أيار 2024، فالعقوبات الأميركية حالت دون تحديث إيران لأسطولها الجوي المدني والعسكري، والمروحية الرئاسية صناعة أميركية تعود إلى العام 1968، ما يعني تهالكها وافتقارها إلى الصيانة كما يجب، في ظل حظر بيع قطع الغيار لطهران، واستخدامها من جانب الرئيس كان مجازفة كبرى انتهت بمأساة شكّلت صدمة للإيرانيين وللعالم بأصدقائه وأعدائه على حدٍ سواء.
هذان الاحتمالان لا يسقطان فرضية الاغتيال بمؤامرة داخلية أو خارجية، إذ كان يُنظر لرئيسي على أنه المرشح الأوفر حظاً لخلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، نظراً لصعوده السياسي السريع في السنوات القليلة الماضية، وهو من المتشددين المقربين من المرشد الاعلى، فيما دخل على خط المنافسة نجل المرشد مجتبى خامنئي، إلّا أن المعلومات تشير إلى رفض المرشد التوريث السياسي، لذا أبقى أبناءه الأربعة، وهم كلهم رجال دين، بعيدين عن أي تعاطٍ في الشأن السياسي.
ويبقى الاحتمال الأخير القائم على عملية مدبرة خارجياً تتجه فيها أصابع الاتهام إلى إسرائيل، وكانت لافتةً مسارعة مسؤولين إسرائيليين للإعلان يومي الأحد والاثنين ألّا دخل لتل أبيب بالحادثة.
هذا النفي لا يعني البراءة إن لم يكن تحطم المروحية قضاءً وقدراً، فالولايات المتحدة على أبواب انتخابات رئاسية، من المرجح وبقوة أن تعيد الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني المقبل، واغتيال بهذا الحجم سيؤثر سلباً على أي تقدّم في المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في الوقت المتبقي من عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ويجعل إيران منشغلة بانتخابات رئاسية في غير أوانها الدستوري، إلى أن يعود زمام المفاوضات برمته إلى يد الجمهوري المتشدد والعدو اللدود للنظام الإيراني والصديق الصدوق لإسرائيل.
وما علينا وعلى العالم سوى انتظار تداعيات خروج رئيسي من المشهد الإيراني من التسويات على صعيد المنطقة والحرب على غزة إلى المفاوضات النووية التي كان يتولى إدارتها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان علماً ان السلطة المطلقة في النظام الإيراني بيد المرشد الأعلى.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|