هل من زلزال يتحضّر في الشرق الأوسط وما هي فرص تمدّده الى العالم كلّه؟؟؟
لم يَكُن العالم قادراً على أن يتخيّل حقبة ما بعد الحرب الباردة، في الفترة التي كانت فيها المواجهة الغربية - الشرقية في عزّها.
في 25 كانون الأول
ورغم الضّعف والتّعب الشديد الذي ظهر في الإتحاد السوفياتي خلال الثمانينيات، والذي كان بدأ يُترجَم بالحديث عن إصلاحات داخلية، وعن استقبال وفود أميركية وغربية في موسكو الشيوعية لمساعدتها في بعض الشؤون الاقتصادية. ورغم سقوط جدار برلين، وبَدْء تغلغل مظاهر الحياة الغربية في شوارع روسيا السوفياتية على مستويات عدة آنذاك، إلا أن كثيراً من الناس اعتقدوا أن الحرب الباردة مسألة مُستدامة، وذلك الى أن أُعلِنَ عن سقوط الإتحاد السوفياتي كلياً في 25 كانون الأول 1991. وهو حدث غيّر أوروبا الشرقية والوسطى والبلقان، وأوروبا عموماً، والعالم.
تغييرات بنيوية
فهل يتحضّر الشرق الأوسط، والعالم معه حالياً، لحدث مُشابه لتفكُّك روسيا الشيوعية، يمكنه أن يطلّ من إيران هذه المرّة، وهي واحدة من أكبر القوى الإقليمية في منطقتنا، إذ تواجه متاعب بنيوية عدّة في نظامها واقتصادها، لا سيّما خلال السنوات الأخيرة؟
فأن تسقط طائرة رئاسية إيرانية، ويستمرّ البحث عنها بصعوبة كبيرة جدّاً لساعات طويلة نسبيّاً، ليست مسألة عادية في بلد مثل إيران، وهي تُشبه حادثة انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي في عام 1986 الذي أظهر وَهَناً سوفياتياً كبيراً آنذاك.
هذا مع العلم أن قسماً لا بأس به من الشعب الإيراني بات يُدرك وجود تغييرات بنيوية داخلية لديه، وأن هناك شيئاً معيّناً يحصل في الداخل الإيراني على صعيد التباينات السياسية - الدينية، والسياسية - الدينية - العسكرية، وهو قد يؤثّر على مستقبل شكل الحكم هناك.
الظروف والحاجة...
فهل يستفيق الشرق الأوسط على إيران جديدة وبشكل جديد للحكم فيها، في يوم غير بعيد؟ وما علاقة الانفتاح الذي تشهده دول الجوار الإيراني بالتغييرات الصامتة التي تحصل وقد تحصل مستقبلاً أكثر بَعْد في طهران، على الصعيد البنيوي؟
ففي السعودية مثلاً، أُقيم قبل أيام عرض أزياء خاص بالـ "مايوهات"، وهو حدث غير مسبوق هناك، إذ ارتدت العارضات ملابس سباحة في عرض نُظِّم ضمن "أسبوع الموضة في البحر الأحمر".
فهل من علاقة بين هذا الانفتاح، وبين اضطرار إيران لإجراء تحديثات معيّنة مستقبلاً، تشمل كل شيء فيها، وحتى النّظام نفسه؟
فإيران الدينية والملكية والفارسية... لا تختلف عن بعضها البعض، وهي لطالما نجحت في التغيُّر والتغيير بحسب الظروف، والحاجة.
قوّة وضعف
اعتبر مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "حادث سقوط الطائرة الرئاسية في إيران كشف مدى قوّة النظام الإيراني بالوسائل الأمنية والحربية والتسلُّح، وبالقدرة على إحداث اضطرابات خارج حدوده، وذلك بموازاة ضعفه على صعيد إعمار إيران، والاهتمام بشؤون شعبها".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "لا نظام في العالم يمكنه أن يكون صلباً إلا إذا كان شعبه داعماً له بالكامل، ومرتاحاً. ولكن لا يمكن توقُّع أي تغيير بنيوي في النظام الإيراني مهما زادت الأحداث الغامضة في إيران، إلا إذا قررت الدول الكبرى ذلك، أو على الأقل الدول التي لها تدخلات كثيرة في المنطقة هنا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية".
الدور...
وأشار المصدر الى أن "لا مؤشرات حتى الساعة على رغبة أي دولة كبرى بتغيير النظام الإيراني. فحتى الولايات المتحدة الأميركية لا تريد ذلك، رغم الخلافات واتّهامات واشنطن لمسؤولين إيرانيين بقتل أميركيين منذ عقود، وحتى اليوم. هذا فضلاً عن عدم رغبة الصين وروسيا وإسرائيل بإحداث أي تغيير بنظام إيران، حتى الساعة".
وختم:"نجح النظام الإيراني الحالي بالدور الذي وُجِدَ من أجله قبل 45 عاماً، وهو تقسيم العالم الإسلامي، ودفعه الى التقاتُل بين السُنّة والشيعة. ولكن الى أي مدى يمكن لهذا الدور أن يستمرّ؟ هنا لا بدّ من مراقبة الانفتاح الذي يحصل في العالم الإسلامي المُحيط بإيران. فكلّما زاد هذا الانفتاح، كلّما ارتفعت نسبة التعجيل بنهاية الدور الذي قام به النظام الإيراني الحالي منذ أربعة عقود".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|