لأهالي كسروان والمتن وبيروت… استعدّوا لتقنين قاس في توزيع المياه
بين الاسد الاب والابن تناقض صارخ في الرؤية للنزوح... لبنان يواجه
في 20 تموز عام 1976 وحينما اشتعلت الحرب الاهلية في لبنان ، القى الرئيس السوري آنذاك حافظ الاسد خطابا تناول فيه لجوء نحو 500 الف لبناني الى بلاده هربا من القصف والموت والدمار ، وقال ما حرفيته " الان يوجد في سوريا على الاقل حوالى نصف مليون لاجئ لبناني ...ودخل سوريا حوالى 150 الف فلسطيني من الاخوة الفلسطينيين المقيمين في لبنان . بنتيجة الاحداث دخل سوريا حوالى مليون نسمة . اعتقد اننا نستطيع الان ان نتصور حجم المشكلة التي يسببها دخول مليون انسان الى بلد عدد سكانه اقل من تسعة ملايين ....النسبة هي واحد على تسعة من عدد السكان . فلنتصور حجم المشكلة وحتى اذا كانت واحدا على 18 او واحدا على عشرين او واحدا على ثلاثين فتبقى المشكلة وتبقى مشكلة كبيرة."
ليس الكلام لشخصية بعيدة من الرئيس السوري الحالي بشار الاسد ولا من نهجه السياسي، بل هو اقرب المقربين اليه، والده. وللمفارقة، فإن بشار الاسد يرفض اليوم او يعرقل عودة اكثر من مليوني سوري نزحوا من بلاده الى لبنان بفعل الحرب . وتبعا لذلك، بديهي السؤال عما اذا كان ما يسري على سوريا لا ينسحب على لبنان الذي يقبع في ظل ازمة مالية اقتصادية يعجز معها عن تسيير شؤون مواطنيه، فكيف بالحري تحمّل وزر ما نسبته ، ليس الواحد على تسعة كما قال الرئيس الراحل، انما ما يناهز الواحد على اثنين، خصوصا اذا كانت ت محاضر الاجهزة الامنية توثقّ مدى تورط شريحة واسعة من هؤلاء في الجرائم والسرقات وعمليات الاخلال بالأمن.
مناسبة الحديث اليوم بالذات هو انعقاد مؤتمر بروكسيل لمستقبل سوريا الذي يبحث اوضاع السوريين ويصدر توصيات، من دون ان يحضر في جدول اعماله اي بند يتصل باعادة السوريين النازحين الى لبنان الى بلادهم او نقلهم الى اي بلد آخر، على رغم رفع الصوت اللبناني والمطالبة تكرارا بحل يزيل عبءا يتهدد الوطن بشتى انواع المخاطر ليس اقلها تغيير هويته وديموغرافيته ورسالته ونموذجه الفريد في المنطقة.
لبنان أعدّ العدة لمواكبة المؤتمر رسمياً ، عبر ورقة يحملها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب متضمنة توصيات المجلس النيابي. ورقة تعكس موقفاً لبنانياً واحدا موحداً صلباً اجتمعت حوله كل القوى السياسية، في خطوة قل نظيرها، وشعبيا من خلال تظاهرات في بروكسيل اجتمعت فيها الاحزاب المسيحية كافة، فيما تستكمل الاجهزة الامنية في لبنان اجراءاتها تماما كما البلديات ، حتى بات الملف مكتمل العناصر وخرج من اطار المزايدات والشعبوية ومواقف رفع العتب الى الاطار الإجرائي العملي .
مشهد يؤكد ان لا عودة لبنانية الى الوراء، فالكرة باتت في ملعب المجتمع الدولي ليتخذ واحدا من قرارين، اذا كان حريصا على سيادة لبنان ومنع انفجاره بقنبلة النزوح، وقف التمويل وتحويل المساعدات الى الداخل السوري ، او اتخاذ قرار بترحيل النازحين الى دولة ثالثة خلال مدة زمنية لا تتجاوز الاشهر الستة.
موقف لبنان واجراءاته العملية يعوّل عليهما، كما تقول مصادر سياسية تتابع الملف عن كثب لـ"المركزية" لكن ماذا عن الانتظارات، والارجح انها ستكون ادنى من المقبول، خصوصا ان ثمة في لبنان من يسعى الى مضاعفة حجم المساعدات المالية للتمكن من استيعاب الازمة، ما دام لا سبيل الى حلها، من وجهة نظره الا من ضمن تسوية كبرى للمنطقة ، وعوض الضغط في اتجاه اعادتهم او ترحيلهم يضغط لفتح حنفية اوروبا والمجتمع الدولي المالية للبنان. وكما قال البطريرك الراحل نصرالله صفير عربة بحصانين يشدها كل واحد في اتجاه لا تتقدم.
الرهان على مؤتمر بروكسيل إن اخفق، وهو المرجح، لجهة تحقيق امنية اللبنانيين بترحيل النازحين، لن يثبط عزيمة الشريحة الاوسع منهم، وفي شكل خاص الاحزاب المسيحية التي حشدت للتظاهرات في بروكسيل اليوم وشغلت بقوة دفع فائقة محركاتها في الداخل والخارج ، عن استكمال المسيرة النضالية وتبني القضية الوجودية ولو تطلبت خطوات على غرار ترحيل النازحين بمعزل عن الموقف الدولي منعاً لتبديل وجه لبنان وضرب سيادته ، تختم المصادر.
المركزية - نجوى ابي حيدر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|