الصحافة

لا مجال لحكم أندروبوف أو مهران في دمشق والأزمة اللبنانية - الإقليمية... طويلة...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عيّنت السعودية سفيراً لها لدى سوريا، بعد مرور نحو 12 عاماً على إغلاق سفارتها في دمشق، بسبب سلوك النظام السوري تجاه الثورة السورية. وهي خطوة تأتي بعد عام تقريباً من إعلان الرياض استئناف عمل بعثتها الديبلوماسية في سوريا، تحت عناوين روابط الأخوّة التي تجمع الشعبَيْن السوري والسعودي، والحرص على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

تقارُب جديد

ملفات الخلافات التي أدّت الى القطيعة بين دمشق والرياض لا تنحصر بالحرب السورية في الواقع، بل تعود الى ما قبلها بكثير، أي الى حرب العراق في عام 2003، واقتراب النظام السوري من إيران في مرحلة ما بعدها على حساب علاقاته بالسعودية، بشكل تُرجِم بأوضح صورة في لبنان بين عامَي 2004 و2005، وفي مرحلة ما بعد حرب تموز 2006.

وبما أن الماضي مضى، ما هو الفارق الذي يمكن للتقارب الجديد أن يُحدثه على مستوى سوريا والمنطقة؟ وماذا لو فشلت السعودية في انتزاع أي شيء من دمشق على مستويات عدة، بعد تعيين السفير الجديد؟

وهل ان الفشل السعودي إذا حصل، وإذا توضّح خلال أشهر، يعني أن لا أحد سيتمكّن من انتزاع أي شيء من النظام السوري، مستقبلاً؟

 

"رئيس اصطناعي"

رأى النائب السابق فارس سعيد أن "النظام السوري لم يَعُد موجوداً أصلاً. فهو أصبح ورقة بيد إيران لتفاوض عليه. وقد تُرِكَ (الرئيس السوري) بشار الأسد في الشام لأن دوائر القرار الخارجية ليست مستعدة للتحدّث بشأنه لا مع إيران ولا مع روسيا".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأسد لم يَعُد معادلة يُحكى عنها. وسواء انفتحت المملكة العربية السعودية عليه أو لا، فهذا لن يغيّر على صعيد تحقيق مكاسب أو انتزاع أي شيء منه. فالأسد غير قادر على العطاء والصمود، وهو رئيس اصطناعي بفضل تقاطع مصالح إيران مع روسيا. أما لماذا يُبقي الجميع عليه حتى الساعة، فهذا لأنه سوري، ويتكلّم العربية، ولا يمكن تعيين شخص اسمه أندروبوف مثلاً ليحكم في الشام بالروسية، ولا (تعيين) آخر اسمه مهران مثلاً ليحكم هناك بالفارسية، بل يحتاجون الى شخص سوري يكون موجوداً في السلطة".

فريقان يقولان للشيعة...

وعن تأثير بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن لمدّة زمنية طويلة بَعْد، حتى في لبنان، أجاب سعيد:"قال فريق للشيعة في لبنان أنا أضمن سلامتكم من إسرائيل، من خلال فرض معادلة توازن رعب. انتهت هذه المقولة بحرب "طوفان الأقصى"، والدليل على ذلك هو الدمار الذي حلّ بالجنوب، فيما أصبح هذا الفريق يقول للشيعة الآن أعطوني المال لأؤمّن المسيّرات".

وأضاف:"هذا من جهة، وأما من جهة أخرى، قال فريق آخر للشيعة في لبنان أيضاً أنتم كُنتم محرومين من معادلة وُضِعَت في عام 1943 بين الموارنة والسُنَّة الذين همّشوكم. وأنا سفيركم لدى الجمهورية اللبنانية منذ عام 1992 وحتى الساعة، أخلق لكم مجلس جنوب، وأشقّ لكم طرقات، وأُدخلكم الى الأمن والعسكر وفي السياسة والسّلك الديبلوماسي، وأنقلكم من طائفة محرومة الى طائفة حاكمة لها نفوذ. وتنتهي هذه المقولة أيضاً عندما يقول هذا الفريق للعالم أعطونا المال لنُعيد إعمار الجنوب".

حروب مستمرّة

وأشار سعيد الى "وجود تبايُن في توجّهَي الفريقَيْن. فأحدهما يقول أعطونا المال لنعمّر، بينما يقول الآخر أعطونا المال لنستمرّ بالحروب والتدمير. والنتيجة هي أن لا فريق معادلة الرّعب حمى الجنوب وأمّن سلامته، ولا فريق الإنماء استطاع أن يتمتّع بإنمائه إذ تندلع الحروب المتكرّرة مع مرور السنوات".

وختم:"الأمثلة كثيرة هنا عن حروب اندلعت في لبنان، وساهمت بتدمير الجنوب، كتلك التي اندلعت في أعوام 1993، و1996، و2006، وصولاً الى ما بدأ في تشرين الأول 2023. وهي حرب لا تزال مستمرّة".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 


 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا