هل يجرف طوفان الأقصى نتنياهو؟!
منذ اللحظة التي حصل فيها شبه الطلاق بين الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية غياب الخطة العسكرية القادرة على إنهاء حركة حماس وتجنّب القتل العشوائي للفلسطينيين العزل، بات الفتور يتحكم بعلاقة الرجلين، وأثّر على إمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والذخائر الثقيلة التي شكّلت أداة للتدمير الشامل اللاحق بقطاع غزة وعشرات آلاف الضحايا والجرحى، ما حرّك ضمير العالم وضمير الشعب الأميركي الذي يموّل إسرائيل مما يتكبده من ضرائب.
تحرّكت كبريات الجامعات الأميركية وحراكها انتقل كالعدوى الفيروسية إلى جامعات فرنسا والمانيا وبريطانيا وكندا... حيث جُوبه الطلاب باعتداءات تشبه ما يحصل في الدول المصنّفة في خانة "الحكم الديكتاتوري".
سيد البيت الابيض الذي أوقف اتصالاته الدورية بنتنياهو، سلكت حكومته طريق التواصل مع الوزير في حكومة الحرب بني غانتس ودعته إلى واشنطن، ما أغاظ "بيبي" ودفعه في حينه للقول "إن لإسرائيل رئيساً واحداً للحكومة" وامتنع عن إعطاء غانتس الإذن بالسفر. لكنّ تخبّط القيادة السياسية والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، لم يترك للحلفاء حول العالم مجالاً للدفاع عن إسرائيل، وترافق ذلك مع تجاهل حكومة نتنياهو قرار الامم المتحدة الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وأمر المدعي العام للجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء ووزير دفاعه بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وطلب محكمة العدل الدولية وقف الحرب فوراً وعدم اجتياح رفح. كل هذه التطورات تزامنت مع فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب المدمرة على القطاع ولعل أبرزها تحرير الأسرى من قبضة حركة حماس، ما حرك ذويهم في الشارع مطالبين برحيل نتنياهو وحكومته.
ومن هذه النافذة تسعى المعارضة إلى تسديد الضربة القاضية لرئيس الوزراء وإئتلافه اليميني الأكثر تطرفاً بتاريخ الدولة العبرية، فما إن حدد غانتس مهلة تنتهي في الثامن من حزيران لوضع استراتيجية واضحة للحرب في غزة وما بعدها وإلّا فسينسحب من الحكومة، حتى خرجت إلى العلن خطط المعارضة للإطاحة بنتنياهو، وتداعى يائير لابيد زعيم رئيس حزب هناك مستقبل (24 مقعدا من أصل 120 في الكنيست)، وأفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزير الدفاع الأسبق (6 مقاعد)، وجدعون ساعر زعيم حزب اليمين الرسمي وزير العدل الأسبق (4 مقاعد) لاجتماع عقدوه أمس فيما دعا ليبرمان "جدعون ساعر" والوزير بمجلس الحرب "بيني غانتس" و"يائير لابيد"، إلى تشكيل ائتلاف مشترك من أجل الإطاحة بهذه الحكومة"، واعتبر في كلمة أمام الكنيست أن "استمرار حكم بنيامين نتنياهو يعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر".
لكنّ السؤال الأهم هل بإمكان المعارضة تشكيل حكومة من دون انتخابات نيابية مبكرة؟ وهل لديها عدد المقاعد الكافي لتتمكن من ذلك؟ وإن فرّت قوى أخرى من مركب نتنياهو الآيل إلى الغرق، هل سيعترف حلفاء إسرائيل بحكومة المعارضة؟
إن أردنا الإجابة على هذه التساؤلات فسنكون أمام المشهد التالي:
أولاً: لا تسمح الأرقام ذات الصلة بعدد مقاعد المعارضة في الكنيست بتشكيل حكومة.
ثانياً: يجب إجراء انتخابات نيابية مبكرة إذ إن موعد الانتخابات في العام 2026.
ثالثاً: تتمنى إدارة الرئيس بايدن رؤية غانتس على رأس الحكومة الإسرائيلية.
رابعاً: تمسك نتنياهو بالسلطة هرباً من السجن الذي ينتظره بأكثر من دعوى، يحول دون قبوله بالذهاب إلى انتخابات مبكرة بحجة حالة الحرب.
خامساً: إذا انهار الائتلاف الحاكم يصبح "بيبي" أمام أمر واقع مرّ لا مفر منه، وتذهب المعارضة بثقلها إلى صناديق الاقتراع.
سادساً وأخيراً هل تدفع الإدارة الأميركية نحو إطاحة نتنياهو والإتيان بزعيم أقل تهوراً وأكثر عقلانية؟
وحدها الساعات المقبلة ستحدد المسار والمصير في إسرائيل.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|