جامعات أميركية ألغت حفلاتها فيما "الكوفية" ممنوعة في قاعات الامتحانات العربية...
طلاق كبير بين مشاهد الجامعات الأميركية والأوروبية المُشتعِلَة دعماً للشعب الفلسطيني، واحتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من جهة، وبين الصمت العربي السياسي والشعبي المدوّي من جهة أخرى، لا سيّما إذا قارنّاه مع ما يحصل في جامعات الدول الغربية.
"الكوفية" في تونس...
صحيح أن الدول الداعمة لإسرائيل موجودة في الغرب، الذي يشكّل المكان المُناسِب لرفع الصّوت، وللمطالبة بوقف العلاقات مع تل أبيب، وتعليق الاستثمارات مع الإسرائيليين. ولكن ما هو سرّ هذا الاكتفاء العربي بمواقف الدعم السياسية للشعب الفلسطيني وغزة، فيما الشعوب العربية صامتة بالكامل، حتى عن أي مبادرة رمزية لدعم الفلسطينيين؟
ففي وقت تركت فيه اعتصامات واحتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية أثراً كبيراً، لن يسهل تخطّيه بشكل كامل خلال وقت قريب، أكدت وزارة التربية التونسية في بيان رسمي، منع طلاب البكالوريا من ارتداء "الكوفية" الفلسطينية خلال فترة الامتحانات النهائية. وقد تمّ الدّمج بينها ("الكوفية") وبين أنواع اللّباس التي قد تُثير الشّبهات في سلوك المترشحين لامتحان البكالوريا داخل القاعات، وذلك بحجة وجود محاولات لاستغلال مواقف وتوجّهات الدولة التونسية لمساندة فلسطين، وإحداث إرباك في سير الامتحانات الوطنية. كما تمّت الإشارة الى أن هناك من قد يستغلّ تلك الأمور لارتكاب عمليات غشّ في الامتحانات.
وتمّ التلويح بعقوبات قد يتمّ تطبيقها حفاظاً على مصداقية الشهادات في تونس، وذلك في ردّ على ناشطين محليّين أطلقوا حملات عبر منصّات التواصل الاجتماعي مؤخراً، تحثّ الطلاب على ارتداء "الكوفية" الفلسطينية خلال امتحانات شهادة الثانوية، بهدف التعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة.
ليسوا مُربَكين
هي خطوة حمّلتها الدولة التونسية الكثير، في وقت كان لا بدّ من حصرها ضمن إطار المواقف المبدئية التي تتّخذها فئة الشباب حول العالم من حرب غزة، ومن مشاهد المعاناة اليومية التي ترافقها.
صحيح أن الفارق كبير جدّاً ودائم تقريباً، بين مواقف الشعوب، ومواقف الدول، إلا أن الدول الغربية نفسها أكثر إرباكاً من الدول العربية على صعيد الملف الغزّاوي والفلسطيني، سياسياً وشعبياً، وهي تضطّر لتبرير مواقفها، أو للقيام بخطوات مُحرِجَة لها أحياناً كثيرة بسبب غزة، فيما أهل القضية (الفلسطينية) كما هو مُفتَرَض، أي الدول والشعوب العربية ليسوا مُربَكين كثيراً بما يجري هناك (غزة) كما يبدو في معظم الأحيان.
"ثلاجات"
فبعض الجامعات الأميركية ألغت حفلات التخرّج بسبب احتجاجات الدّعم لفلسطين، فيما تُستعمَل "الكوفية" الفلسطينية مادّة لتمرير وسائل الغشّ بالامتحانات في تونس، بحسب ما يتمّ التحذير منه في العَلَن على الأقلّ. وليس معلوماً تماماً إذا ما كان ذلك صحيحاً، أو حجّة لعَدَم تحريك المزاج الشعبي التونسي أولاً، والعربي بعده، بما قد يُشعل الجامعات في الدول العربية من أجل غزة في مرحلة أولى، وطلباً لكثير من الأمور في مرحلة لاحقة.
وبين كل أنواع الاحتمالات، هوّة كبيرة جدّاً، تُعادل المردود الهزيل لمواقف الدعم العربية الرسمية لغزة، ولبعض التهديدات العربية في هذا الشأن، (مردودها الهزيل) على التأثير في وقف الحرب. فالقضية الوحيدة الثابتة هي أن لا أحد يمكنه أن يدعم فلسطين، إلا فلسطين وحدها، طالما أن عين الشباب والطلاب والشعوب في الدول العربية بصيرة، ويدهم قصيرة ببصيرة الحكم العربي القائم على إبقاء الطاقات العربية في "الثلاجات".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|