الصحافة

يونيو شهر «سقوط الأحزان» والحروب المدمرة فهل تكون الثالثة في 2024؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبقى الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان اعتبارا من 5 يونيو 1982، حاضرا في ذاكرة اللبنانيين لسنين وعقود، اذ شهد سقوط العاصمة بيروت، وتدمير أحيائها ومرافقها ومعظم المناطق اللبنانية. وقد «تمشى» جنود جيش الاحتلال مدنسين شوارعها الجميلة، كما لوثوا شواطئ لبنان الوادعة.

غير ان غطرسة الجيش الإسرائيلي وتنقله في مقاهي الحمراء أجمل شوارع العاصمة والمنطقة، وجلوس الضباط في مقهى «الويمبي» وسط الشارع استفز اللبنانيين. وأطلق أحد الشبان واسمه خالد علوان النار عليهم، فقتل ضابطا وأصاب آخرين، وبعدها كانت بداية خروج الجيش الإسرائيلي من شوارع بيروت، ودعوته السكان إلى عدم اطلاق النار.

الاجتياح الإسرائيلي الثاني للبنان، في العام 1978، تم بذريعة محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في العاصمة البريطانية لندن شلومو أرجوف من قبل منظمة فلسطينية يقودها «أبو نضال».

وتم الاجتياح تزامنا مع انهيار عام في البلاد عقب اندلاع الحرب الأهلية في 13 أبريل 1975، وما تلاها من سقوط الدولة والصراع السوري ـ الفلسطيني على الإمساك بقرار البلاد. وتحولت أحياء بيروت مسرحا لتفجيرات مدمرة باستهدافات بينهما، وشهدت معارك داخلية بين الاحزاب نيابة عنهما.

وكانت إسرائيل شنت قبل أقل من سنة ما سمي «حرب الجسور»، في حرب جديدة على منظمة التحرير الفلسطينية، دمرت خلالها كل الجسور بين العاصمة والجنوب. وكررت الأمر في حرب يوليو 2006، لقطع خطوط التواصل مع الجنوب. ودمرت جسورا في مناطق لبنانية عدة، من الشمال إلى البقاع مرورا بساحل المدن البحرية في جبل لبنان.

واذا كانت إسرائيل لم تستغرق وقتا طويلا للوصول إلى اطراف العاصمة عام 1982 نتيجة انسحاب المنظمات الفلسطينية إلى بيروت والبقاع، قبل ان يبرم السفير فيليب حبيب الاميركي من أصل لبناني اتفاقا لخروج المنظمات من لبنان. كذلك فإن القوات السورية لم تكن جاهزة للحرب، وتعرض جيشها لمجازر هائلة اثناء انسحابه من بيروت وجبل لبنان باتجاه البقاع وسورية.

حاصرت القوات الإسرائيلية العاصمة بيروت قبل أن تدخلها. وقد شهدت مداخلها معارك بطولية. وقطعت المياه عن العاصمة، التي شهدت أيضا أزمة غذاء، وكانت تصادر المواد الغذائية التي يحملها من كان يسمح لهم الدخول إلى العاصمة بطبيعة عملهم.

غير ان الواقع قد تغير بعد انطلاق المقاومة غداة الاجتياح الإسرائيلي مباشرة. وشاركت فيها كل الاحزاب اللبنانية بين العامين 1982 و1990. وبعدها حصر «حزب الله» بقرار واتفاق سوري ـ ايراني المقاومة به.

وأظهرت حرب عام 2006 تغيير المعادلة الميدانية، اذ أحدثت إسرائيل دمارا هائلا من الحدود حتى العاصمة، حيث تحملت الضاحية الجنوبية معقل «حزب الله» الدمار الأكبر. الا انه وعندما حاولت إسرائيل القيام باجتياح بري، تكبدت خسائر كبيرة واضطرت إلى التراجع.

اجتياح 1982 أدى إلى خروج عسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية من بيروت عبر البحر. وقد ودع قادة الحركة الوطنية اللبنانية وبينهم رئيس حركة «أمل» وقتذاك نبيه بري، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وقتذاك أيضا وليد جنبلاط، والأمين العام لـ«منظمة العمل الشيوعي» (الراحل) محسن ابراهيم وآخرون الرئيس الفلسطيني الاسبق ياسر عرفات «ابو عمار». وشوهدت الفنانة المصرية الراحلة نادية لطفي تحيي المقاتلين المنسحبين في حفل وداع رسمي أقيم في ملعب بيروت البلدي (بحلته القديمة) بمنطقة الطريق الجديدة.

في كل مراحله، ترك الاجتياح الإسرائيلي الثاني دمارا كبيرا، في الأبنية والممتلكات. وفي الأيام الأولى للعملية الحربية الإسرائيلية، دمرت مدينة كميل شمعون الرياضية في بئر حسن قرب المقر القديم لمبنى السفارة الكويتية، اثر غارات عدة من الطائرات الحربية الإسرائيلية.

اليوم وفيما لو كررت إسرائيل التجربة، فإنها بلا شك تستطيع احداث التدمير الكبير كما هو حاصل، مع توسيع دائرة الاستهداف ومع فارق التقنيات التي تستطيع مضاعفة التدمير عشرات المرات. لكن اذا حاولت الدخول البري، فإن الاستعدادات على الارض لن تجعل جنودها في مأمن، فالمساحات والواقع الجغرافي يختلفان عن غزة. والتجربة اللبنانية وخصوصا في 2006 أقوى.

وتبقى كل الاحتمالات واردة.

الأنباء الكويتية ـ أحمد عز الدين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا