عربي ودولي

شرخ بين تل أبيب وواشنطن... ما تأثيره على مجريات الحرب في غزة ولبنان؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد زيارة وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لاسرائيل ومن بعده الموفد الاميركي الى المنطقة اموس هوكشتاين، كان من المتوقع ان يقوم وفد اسرائيلي رفيع المستوى بزيارة واشنطن لإجراء محادثات حول لبنان وغزة والبرنامج النووي الايراني. إلا ان الزيارة ألغيت، ما يؤكد اتساع الشرخ بين تل ابيب وواشنطن من جهة وبين الحزب الديموقراطي وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة اخرى. فما تداعيات هذا الشرخ على غزة والجبهة الجنوبية للبنان؟ وماذا عن إعلان الجيش الإسرائيلي امس "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم على لبنان وهل يمكن لنتنياهو ان يعلن الحرب عليه؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ"المركزية": "اولا يجب ان نعي ان كل جيش يجب ان يكون مستعداً لأي عملية يُكلَّف بها، وبالتالي الاستعداد لا يعني أن القرار اتُخِذ، بل هو استعداد في كيفية وفي المدى والأسلحة والأنواع... والإعداد لهكذا عملية استغرق وقتاً طويلاً، لكن القرار ليس بيد نتنياهو، بل بيد الحكومة مجتمعة، حتى ان مجلس الحرب يعتمده رئيس الحكومة كمجلس استشاري، وبالتالي، فإن قرار الحرب في يد الكابينت والحكومة مجتمعة.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت اسرائيل تستطيع فتح جبهتين يجيب: "هذه ليست جبهتين، طبيعة الحرب التي تخوضها اسرائيل حالياً ليست حربا على جبهات ولا حربا هجومية قتالية ولا حربا كلاسيكية بمعنى ان هناك اقتحمات وغيرها. وما تهدِّد به اسرائيل هو ما فعلته في غزة عمليا وما زالت تمتلكه. صحيح انها صرفت معظم ذخيرتها وصواريخها على غزة لكنها ما زالت تنعم بالدعم الاميركي. وعندما ستحصل على موافقة اميركية على الدعم الكامل الذي تشكو حاليا من انخفاضه ومن تحكُّم الولايات المتحدة به، فإن تل أبيب تواجه عقبة وحيدة لم تكن تفاجئها في غزة، وهي عدم وجود دفاع جوي. لكن على جبهتها الشمالية من الممكن ان يكون الدفاع الجوي قادرا على إبعاد الطيران بالتحليق، وان يحلق على مسافات عالية، اي ان الدفاعات الجوية التي لم يستخدمها حزب الله حتى الآن، من الممكن ان يستخدمها ضد الطيران النفاث والـF15 والـF16. رغم ذلك ما زالت اسرائيل تملك من الطائرة الخفية الـF35 ما يكفي، والتي تستطيع إطلاق قذيفتها عن بعد 400 كلم ورادارها يعمل لـ600 كلم وهي نوع من الطيران الخفي الذي لا يكشفه الرادار بسهولة. ولا اعتقد ان لدى حزب الله رادارا كافيا للتعامل مع هكذا نوع من الطيران، حتى الـF15 والـF16".

أما عن وحدة الساحات، فيعتبر ملاعب ان "اذا لم يكن هناك نوع من "نفض اليد" يمكن الحديث عن وحدة الساحات. ففي 8 اكتوبر، بعد يوم على طوفان الاقصى، نفضت ايران يدها مما يجري وأعلنت "لسنا على علم وليست من مسؤوليتنا"، والاميركيون أيضاً قالوا "لم يثبت لدينا ان هناك تدخلا ايرانيا". لكن بعد الحادث الذي حصل في قنصلية ايران في سوريا، أصبح هناك كلام آخر، خاصة مع زيارة وزير خارجية ايران بالوكالة علي باقري الى بيروت، عن ان لبنان يمثل غرفة عمليات هذا المحور، وكلامه عن قوى المساندة ومحور الساحات وبأن كل المحور سيكون كقوة مساندة، هذا يعني ان في حال قررت اسرائيل فتح جبهة كهذه بشكل قوي، عليها ان تتعامل مع جبهات عدة مفتوحة، ومصادر عدة للصواريخ والمسيرات. هناك تفوق في المسيرات والصواريخ بعيدة المدى، لأن ايران عندما حُرِمت من التسلح طورت هذا النوع من السلاح وزودت محورها بأحدث التقنيات في هذا الاتجاه".

ويرى ملاعب ان "هناك خشية من تدخّل المحور في المعركة، لأن ايران اليوم لا تستطيع ان تقول "لا يعنيني ما يحصل"، والحاسم في الموضوع هنا هو الحضور الاميركي، إذ لا تستطيع اميركا ان تقول بدورها  "لا يعنيني ما يحصل". لكن عندما نرى ان رئيس الأركان الاسرائيلي يُقدِم على خطوة منفردة من دون العودة إلى القيادة السياسية ويأخذ قرارا بنوع من هدنة، سماها "هدنة تكتية" بين معبر ابو سالم وصلاح الدين، جاء هذا الكلام بعد اجتماعه بالقيادة المركزية الوسطى في البحرين، هذا يعني ان رئيس الاركان استجاب لطلب القيادة الوسطى من دون العودة للقرار السياسي، وهذا ما أربك فعلاً المستوى السياسي في اسرائيل بعلاقاته مع الولايات المتحدة عملياً، لأن قول نتنياهو "هل نحن لدينا جيش لديه حكومة، ام لدينا حكومة لديها جيش" هو كلام واضح وموجَّه للولايات المتحدة عملياً. وطالما ان الولايات المتحدة هي التي تقرر الدعم وكيفيته ومداه، اعتقد ان القرار لا يمكن ان يتخذ من دون موافقة اميركية".

ويختم: "الإدارة الاميركية  أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، وأصبحت تتحكم باسرائيل كما تحكمت بأوكرانيا. الوضع في اسرائيل يشبه اوكرانيا، إذا لم يأتها الدعم هي مهددة. وبالتالي هل ستسمح الولايات المتحدة، أثناء انتقال السلطة، بفتح جبهة غير مضمونة النتائج؟ اعتقد ان أثناء الانتخابات الاميركية لا يمكن للعهد الحالي ان يسلّم العهد الجديد حتى لو كان ديمقراطيا، أحداثاً من هذا النوع. ويبدو ان هوكشتاين جاء في هذا الاتجاه، وطلب تهدئة الوضع نوعاً ما. قد تكون رسالته العلنية تصعيدية، لكن ان يقول ان على حزب الله ان يضغط على حركة "حماس" للقبول بالتخفيف او بهدنة في غزة، حتى يستفيد من هدنة هنا في لبنان، يعني على ما يبدو ان الاميركي جاء ليتلافى تصعيدا ما. وهذه الخطة للجيش الاسرائيلي جاءت ردا على الخرق المعنوي الذي قام به حزب الله في بيئة اسرائيل".

المركزية - يولا هاشم

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا