خطاب نصرالله الرادع والاجتماع الأميركي-الإيراني: "تأجيل" الحرب؟
رفع حزب الله سقف التحدّي. إنها المرة الأولى التي يخرج فيها الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله بكل هذا الوضوح الميداني، والعسكري، ما بعد عملية طوفان الأقصى. شدّد على استمرار جبهة المساندة. ولكن في المقابل وضع برنامجاً عسكرياً واضحاً للتصدي لأي محاولة إسرائيلية لتوسيع الحرب.
ردع إسرائيل وتهديد قبرص
بالتأكيد، تطورات عديدة دفعت بنصرالله إلى الخروج بهذا الموقف، لا سيما تزايد التهديدات الإسرائيلية ورسائل التحذير. فاختار الردّ على طريقته، بالإعلان عن بنك الأهداف وعن الإصرار على قدرة إلحاق الأذى الكبير بإسرائيل. في ظل كل أجواء التوتر والتصعيد، بدا نصر الله مرتاحاً وتحدث بلغة الواثق، لعلّه يعلم أن كل ما سيقدم عليه، سيدفع الإسرائيليين إلى مراجعة حساباتهم، كما سيدفع الأميركيين والأوروبيين إلى الضغط على تل أبيب لمنعها من التهور.
وصلت تهديدات نصرالله إلى قبرص. وهو أوضح السبب، خصوصاً أن الإسرائيليين قد أجروا مناورات عسكرية عديدة في قبرص. كما أنه في حال استهدف حزب الله المطارات الإسرائيلية فهناك شك بأن الإسرائيليين سيستخدمون المطارات القبرصية لشن ضرباتهم في لبنان، فكان تحذيره. كذلك تشير مصادر متابعة إلى أن تهديدات نصرالله تتجاوز قبرص، لتطال بشظاياها أوروبا وأميركا اللذين يعتمدان على قواعد عسكرية وقواعد تجسس في قبرص، تشارك في إعطاء المعلومات للإسرائيليين، خصوصاً بما يتعلق بالتنصت أو بالاتصالات.
منع الحرب
لكن المصادر القريبة من الحزب تؤكد أن خطاب نصرالله هدف إلى منع الحرب. وعلى الأرجح، أنه تمكن من ذلك. علماً أن حزب الله لم يطلق تهديدات باتجاه الإسرائيليين طوال الفترة السابقة، بينما الإسرائيليون هم الذين كثفوا من تهديداتهم. أما التهديد بالأمس لإسرائيل، وفيديو الهدهد، وتهديد قبرص فهذا عنصر واحد، موجه إلى الإسرائيليين بوضوح، أنه في حال أقدموا على التصعيد فإن الحزب لديه الأهداف الكاملة من البحر والبر والجو. وذلك بهدف ردع الإسرائيليين.
في قناعة حزب الله، الإسرائيليون كانوا مردوعين. وبعد هذا الموقف زادوا ارتداعاً. وكان الحزب قد وجه ضربة كبرى باتجاه الجولان، بعد اغتيال القائد في حزب الله سامي طالب عبدالله. وهذا الهجوم هو الذي دفع الإسرائيليين إلى مطالبة هوكشتاين بالتحرك لمنع التصعيد. ولو أن الإسرائيليين يريدون الحرب لما طلبوا من هوكشتاين التحرك.
اجتماع أميركي-إيراني
في هذا السياق لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تنشط بقوة لمنع الحرب. ولا يزال الموقف الأميركي الإيراني المشترك هو تجنب حصول تصعيد كبير يؤدي إلى حرب إقليمية. وفي هذا السياق، تكشف مصادر ديبلوماسية عن اجتماع عقد بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في العراق للبحث في التطورات العسكرية بين اسرائيل وحزب الله. وكان هناك اتفاق بين الجانبين حول ضرورة منع التصعيد، ومنع الوصول إلى مرحلة الحرب.
وتؤكد المعلومات أن هذا اللقاء ناقش المقترح الذي كان قد تقدم به المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، حول وقف المواجهات العسكرية، وانسحاب حزب الله من الحدود، أو سحب الأسلحة الثقيلة من هناك، في مقابل أن تضغط أميركا على إسرائيل لوقف عملياتها في الجنوب اللبناني، بالإضافة إلى تقديم ضمانات بوقف عمليات الاغتيال التي ينفذها الإسرائيليون بصفوف كوادر حزب الله.
كما طالب الأميركيون الإيرانيين بوقف تزويد إيران حزب الله بالصواريخ الدقيقة والأسلحة المتطورة. في المقابل، رفض الإيرانيون أي كلام عن سحب حزب الله لقواته إلى شمال الليطاني أو إلى مسافة 10 كلم. وأكدوا أن مقاتلي حزب الله هم أبناء الأرض، لذلك عاد الحديث إلى سحب السلاح الثقيل.
فحوى الاجتماع ونتائجه، تؤكد التشدد الأميركي في منع الحرب والضغط على إسرائيل لعدم التهور وتحويل المواجهات القائمة إلى حرب مفتوحة أو واسعة.
منير الربيع - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|