الصحافة

رسائل محمد رعد: استعدوا لـ "اليوم التالي"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليست عابرة او معتادة المواقف التي أطلقها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في الساعات الماضية. فالمقطع الذي انتشر له ينتقد "بعض اللبنانيين النزقين"، لكونهم "يريدون أن يرتاحوا ويذهبوا إلى الملاهي والشواطئ ويعيشوا حياتهم"، ليس الا جزءا من خطاب ورد فيه ما هو ابعد من انتقاد طريقة عيش القسم الاكبر من اللبنانيين، اذ مهّد فيه لكيفية تعامل الحزب مع حلفائه واخصامه بعد انتهاء الحرب بناء على مواقفهم من هذه الحرب ووقوفهم في صفه. اذ قال بوضوح:"الغليان الذي نشهده في غزة، أفرز كل هذا القيح في الداخل حتى نكون على بصيرة مِمَن نتعاون معه ويتعاون معنا مِمن نصدقه القول ويكذب علينا بأقواله ومواقفه ومشاعره، وسنرتب اوضاعنا على هذا الاساس".
وبين هذا الموقف وذاك، قال متوجها ل"بعض أبناء بلدنا":"للأسف إننا ندافع عن إنسانيتكم وندافع عن وطننا الذي يحتضنكم وندافع عن مناطقنا ومناطقكم وندافع ضدّ عدو يريد أن يفترسنا ويفترسكم.لا تمنّوا بأنكم تقبلون العيش معنا نحن الذين نصبر عليكم نريدكم أن ترتقوا إلى مصافي الناس والشرفاء".

ان تصدر هذه المواقف عن رئيس كتلة حزب الله النيابية، امر مدروس لا شك من قبل حزب يتقن جيدا ايصال الرسائل. والواضح ان الرسالة اليوم تقول "استعدوا لتعامل جديد من قبل الحزب بعد انتهائه من الحرب والعودة الى مزاولة السياسة".. ما يفاقم الخشية من أثمان سيُطالب بها الحزب العائد بفائض اضافي من القوة، أثمان لا ينتظرها من القوى الداخلية بقدر ما يتوقعها من تسوية اقليمية كبرى لم تتضح كل معالمها بعد.

ولعل الطرفيْن المحليين المعنيين بشكل اساسي بحديث رعد عن اعادة ترتيب الحزب اوضاعه، هما "التيار الوطني الحر" والحزب "التقدمي الاشتراكي". فالأول الذي يعتبر الحزب انه خذله وتركه في اول المعركة وفي منتصفها، سيطوي معه على الارجح صفحة التحالفات والتفاهمات الماضية وهو وان كان يدرك الا مصلحة له بمعاداته كما يعادي "القوات" و"الكتائب" الا انه سيتعامل معه على القطعة بما يلبي مصالح الحزب وحليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري اولا فاذا تقاطعت المصالح كان به واذا لم تتقاطع لن يتردد بمواجهته في اي ملف.

بخلاف "التيار" الذي سيدفع ثمن رفضه اتخاذ جبهة جنوب لبنان جبهة دعم ومساندة لغزة، سيُكافأ "التقدمي الاشتراكي" والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بالوقوف في صف الحزب ودعمه في هذه المعركة. كل دفاتر الماضي سيلقيها الحزب بعيدا ليبني مع جنبلاط من جديد وسيكون جاهزا لتحالف متين معه وليعطيه كل ما حجبه عنه طوال فترة المواجهة بينهما في السنوات الفائتة.

بالمحصلة، صحيح ان اهتمام حزب الله ينصب حاليا على صياغة معالم اليوم التالي جنوبا باطار المفاوضات التي يتولاها الطرف الاميركي، الا ان خطته للتعامل مع اليون التالي في الداخل ايضا اقتربت من ان تبصر النور.. وليست مواقف رعد الا تلميحا لما هو مقبل!

بولا اسطيح-الكلمة أونلاين

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا