الصحافة

قرار الحرب والسلم هو المشكلة وليس السلاح

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كان ملفتاً النقاش الذي تمّ فتحه بين النائب علي فياض والاستاذ شارل جبور، فيما دعا الاول الى الانفتاح والنقاش حول الهواجس والمخاوف لكل طرف، رحّب الثاني بهذا الحوار مجيباً عن بعض هواجس المسيحيين والتي تتعلق بوجود السلاح كعائق أمام إنشاء دولة مركزية.

هذا النوع من الحوار الشفاف مطلوب وضروري بين الأفرقاء، لكسر حاجز مبني على الأحكام المسبقة والتوجس من الطرف الآخر.

ولإضافة بعض الافكار على هذا الحوار المفتوح، اود المشاركة في وجهة نظر أساسية تتعلق بالسلاح. انّ المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» في ظل المخاطر المتعددة التي تواجه لبنان هو خاطئ. وبالتالي، انّ وجود هذا السلاح هو ورقة قوة للبنان علينا الحفاظ عليها، فكان لدينا اقتراح سابق بتسليح جميع الأطراف اللبنانية لتقوية نظامنا الدفاعي، وكنا أجبنا صراحة حول إمكانية اندلاع حرب اهلية إن تمّ تسليح جميع الاطراف، فجوابنا الواضح هو: «إن كنا سنقاتل بعضنا بعضاً لو امتلك الجميع سلاحاً فلا نستحق العيش معاً».

هذا الطرح لا يشكّل انتقاصاً من جيشنا الوطني. ولكن لبنان لا يملك قدرة مواجهة اعتداءات خارجية عن طريق قتال نظامي، لأنّ كل موازنة الدولة لن تكفي لتسليح جيشه وجعله قادراً على خَلق معادلة رَدع. الجيش يستطيع ان يؤدي دوراً اساسياً في الحفاظ على السلم الداخلي والامن في الداخل.

ولننظر إلى بعض النماذج لتوضيح وجهة النظر هذه، فالجيش الاسرائيلي وعلى الرغم من موازنته المرتفعة وتحضيره المستمر عبر اكثر من 70 عاماً، مساعدات خارجية وخصوصاً أميركية، لم يتمكن من خوض هذه الحرب من دون دعم غير مسبوق من الولايات المتحدة وإمدادات عسكرية ضخمة، كذلك الجيش الاوكراني الذي تدعمه دول اوروبية عدة والولايات المتحدة الاميركية بالمال والسلاح، فهو متعثر حالياً في مواجهة روسيا. فتخيّلوا من سيساعد لبنان في حال تمّ الاعتداء عليه؟

بالتالي، انّ سبيل لبنان الوحيد، وهو بلد صغير، في مواجهة الاخطار الكبرى هي الـ Guerillas. من هنا دعوتنا إلى تسليح جميع الاطراف وان تتدرب لتتعاون معاً من أجل الدفاع عن لبنان في حال تعّرض لأي اعتداء خارجي.

ولكن، المشكلة الرئيسية هي قرارات الحرب والسلم وتفرّد فئة بهذا القرار الذي يجب ان تتخذه الحكومة مجتمعة، وهذه نقطة اساسية من دونها لا سبيل للعيش معاً. فلا يمكن لفئة ان تجرّ البقية إلى حرب لا يريدونها. ويبقى المعيار انّ اي قتال يجب ان يكون للدفاع في حال الاعتداء. فلبنان لا يمكنه حل اي قضية خارجية. علينا ان نتمتع بالتواضع الكافي لنعترف بذلك ونُخرِج لبنان من النزاعات الإقليمية والعالمية. بِالمْشَبرَح «ما فينا نحلّ ولا مشكلة خارج حدودنا»، إن كانت القضية الفلسطينية أو غيرها. وأصرّ على انّ لبنان غير قادر على فتح حروب.

واكرّر، انّ من الصحي جداً فتح باب الحوار على مصراعيه في الهواجس المشتركة. ولكن حبذا لو يتوسع هذا النقاش ليطاول طريقة مكافحة الفساد في البلد وخلق اقتصاد مزدهر ينعكس على كافة أفرقاء الوطن، لانّه اذا استمر الوضع على ما هو عليه، سيرحل كثيرون ومن كل الطوائف، لأنّ الفساد يهدمنا اكثر من الحروب.

لذلك، لنوسع النقاش في كل الامور الاقتصادية وطريقة إعادة الثقة والسيطرة على الفساد عبر الشفافية المطلقة، وطرق خلق البحبوحة لتنعكس على كافة أفرقاء الوطن من كل الطوائف. وإذا قمنا بذلك سيفاجئكم لبنان بسرعة تعافيه.

الجمهورية - فادي عبود

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا