"مُناظرة بايدن وترامب سابقة في تدنّي الخطاب والشخصيات الأميركيّة"
يناقش سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، في المشهد الأميركي بعد المناظرة الاخيرة ما بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، لجهة انعكاساتها على مختلف العناوين على المسرح العالمي كما في منطقة الشرق الأوسط، ويأسف لأن لبنان "بعيد عن مدار الإنتخابات الجارية في العالم في الولايات المتحدة الأميركية أو في إيران أو في فرنسا، فالمشهد يختلف من مكانٍ لآخر، إلا أن المناظرة بين الرئيس بايدن والرئيس السابق ترامب، قد انعكست سلباً على موقع بايدن، بحيث بات محتماً الإنسحاب من السباق الرئاسي".
وفي قراءة ديبلوماسية لعناصر المشهد السياسي الأميركي وتأثيره على السياسة الخارجية يقول السفير شديد في حديثً لـ "الديار"، أن أداء بايدن "كان سيئاً في هذه المناظرة، ما دفع بالحزب الديمقراطي إلى طرح تنحيه في التداول، علماً أنه من غير الواضح استشراف كيفية تطور الأمور".
وبرأي السفير شديد، فإن "بايدن يتجه للإنسحاب، ولكن ليس في القريب العاجل، وقد تحدث الإعلام الأميركي، عن دور أساسي لعائلته وتحديداً زوجته، في إقناعه بالإنسحاب".
وعن المرشحين للحلول مكان بايدن يشير السفير شديد إلى "5 أسماء من بينهم حاكمة ميتشيغن وحاكمة كاليفورنيا وأحد الكتاب وميشيل أوباما أو هيلاري كلينتون، ولكن بمعزل عن ذلك فإن الخطر بات كبيراً على أي مرشح ديمقراطي، إلاّ إذا طرأ حدث بارز أثر سلباً على ترامب نفسه".
ولا تغيب المفاجآت في المشهد الإنتخابي ، حيث يلاحظ شديد بأنه "إذا قرر بايدن مواصلة السباق، فهو سيخسر بوجه ترامب، وإذا تمّ استبداله من المرجح أن يسقط أي مرشح ديمقراطي أيضاً وبالتالي فإن حظوظ ترامب قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد مناظرته الأولى مع بايدن".
وعن الإنطباعات والقراءات لمضمون هذه المناظرة وما سُجل من تراجع في الخطاب والعناوين التي تضمنتها، يوافق السفير شديد على أن "هناك تراجعاً ملحوظاً في الحياة السياسية الأميركية، إذ لم نشهد في السابق أن دخل المرشحان أو غادرا المناظرة من دون مصافحة، كما أن اللغة المستخدمة في الحديث، ويتحمل المسؤولية عن ذلك ترامب، الذي أبدى قلة احترام لجهة مهاجمة خصمه بالعمر أو بالصحة، كما أن الصحف الأميركية أكدت أن ترامب قد كذب في العديد من المواضيع وربما سيؤثر ذلك سلباً عليه، ولكن الظاهر أن الحزب الجمهوري يصر على أن يكون ترامب مرشحه".
وبالتالي فإن "ما حصل يشكل سابقة في الحياة السياسية الأميركية ويعكس تدني المستوى السياسي، وهو ما دفع العالم كله وليس فقط لبنان، للتساؤل عن غياب الشخصيات في أميركا بحيث لم يعد هناك سوى ترامب وبايدن فقط كمرشحين للرئاسة".
وعن تأثير هذا التراجع على القرار على مستوى القضايا الدولية، يعتبر شديد أنه " "الإقتصاد الأميركي ما زال الأقوى في العالم والدولار هو العملة المسيطرة بنسبة 65 بالمئة عالمياً وكل المحاولات من بريكس وغيره، لم تؤد إلى أي نتيجة، فقوة أميركا بالإقتصاد والمال والقوة العسكرية، ولكن لا شك أنه عندما يتدنى المستوى السياسي، يطلق يد خصوم أميركا وخصوصاً الرئيسين الروسي والصيني، مع العلم أنها ليست الكبوة الأولى للولايات المتحدة، إذ أنها ستعود لاحقاً وما زالت القوة الأكبر في العالم".
ورداً على سؤال عن تأثير هذا الواقع المتدهور على ملفات المنطقة ولبنان، يجد السفير شديد أن "التداعيات سلبية، علماً أن الرئيس لا يحكم وحده بل هناك مستشارون ومؤسسة تحدد المسار، ولكن ممّا لا شك فيه أنه عندما تحصل خضّة سياسية من هذا النوع تتناول رئيس الولايات المتحدة وتتهمه بعدم الإدراك الكلي وعدم المتابعة الكلية، سيكون لذلك تأثير على ملفات العالم بما فيها الملف الأساسي وهو ملف الشرق الأوسط اليوم وحرب غزة ولبنان والبحر الأحمر، هذه القضايا التي تملأ الدنيا وتشغل الناس وأميركا تحديداً".
وبالتالي، فإن ترجمة هذه المعطيات ستكون، برأي شديد من خلال " استغلال البلبلة، ومحاولة الأطراف السياسية الإفادة من هذا الوضع حيث أن إيران ستجد المجال مفتوحاً أمامها لكي تقوم بما تريده وكذلك روسيا قد تستفيد في حربها مع أوكرانيا من هذه الكبوة الأميركية والصين أيضاً ستستغل البلبلة الأميركية في مجال المال والإقتصاد، ولكن بالنهاية فإن أميركا لن تختفي عن الخارطة العالمية ولن تكون لها القدرة السياسية للتعاطي مع الملفات العالمية".
ولكن على المسرح اللبناني، فإن التأثير على ملفات الحرب والتسوية والرئاسة، يشير السفير شديد إلى أن " التغييرات محدودة لأن السياسة الأميركية لن تشهد أي تعديل على مستوى معارضة الحرب الموسعة ومواصلة الجهود للتهدئة، حيث أن آموس هوكستين سيواصل مهمته، لكن الزخم سيتراجع بالنسبة لأداء الإدارة الأميركية ، إنما لن تختفي أميركا عن الخريطة العالمية".
وحول التحذيرات الاميركية لرعاياها وبدء الإستعدادات لعمليات إجلاء عبر سفن أميركية في البحر، يقول السفير شديد، إنه "لا يمكن إغفال خطورة الوضع الأمني وهذا مؤشر على تزايد خطورة وقوع حرب، كما أنها قد تكون تنبيهاً لكل الأطراف بأنه لا يجوز الإستمرار بهذا التوجه التصعيدي لأن الأمور قد تتفلت في أي لحظة علماً أن طرفي المواجهة لا يريدان الحرب سواء حزب الله أو إسرائيل، وبالتالي إذا شعر الطرفان أن الامور جدية فيجوز أن يتمّ لجم التصعيد، ولكن من المبكر الحديث عن أي حرب، ولكن برأيي فإن التصعيد لن يتوسع إلى حرب شاملة وستبقى محصورة بالجبهة الجنوبية، ولكن الخوف يبقى دائماً قائماً من الحسابات الخاطئة، خصوصاً وأنه من الممكن أن يسيء أحد الأطراف في إيران أو إسرائيل قراءة الوضع الأميركي الداخلي ويذهب باتجاه الحرب، خصوصاً وأن نتيناهو يعتبر بعد المناظرة بين ترامب وبايدن أن حليفه ترامب سينتصر".
ويخلص السفير شديد إلى القول بأنه "من المبكر التكهن لأن موعد الإنتخابات الأميركية ما زال بعيدا وقد تطرأ مفاجآت وهناك مناظرة ثانية في أيلول في حال تمسك بايدن بترشيحه".
هيام شديد-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|